ما زال النقاش حول المشروع المقترح لتطوير الثانوية العامة المعروف ب «البكالوريا المصرية» مستمرًا ومتواصلًا، وما بين ايجابيات النظام الجديد وبعض أوجه السلبيات تدور الأحاديث والمناقشات فى مختلف الأوساط التربوية والتعليمية والسياسية يرى خبراء المناهج والتعليم أن «البكالوريا المصرية» تمثل بديلا عصريا للثانوية العامة، ويجعلها شهادة دولية، ما يمثل نقلة نوعية فى بناء إنسان مصرى جديد يواكب تطورات الجمهورية الجديدة. يتميز النظام المقترح بالعديد من المميزات، حيث يسعى إلى تخفيف العبء عن كاهل الطالب بتقسيم المواد الدراسية فى مرحلتى الشهادة (الصفين الثانى والثالث)، وهو ما يعنى إتاحة فرص أفضل للتحصيل العلمى. اقرأ أيضًا | مبادرات إنسانية تُرسخ دور وزارة الداخلية المجتمعى بينما يرى البعض الآخر أن مصر بحاجة إلى تطوير المنظومة التعليمية بالكامل وليس فقط الثانوية العامة، ويحتاج المشروع المقترح الجديد لمزيد من الدراسة، وحوار مجتمعى حقيقى لتفادى بعض السلبيات. إنسان عصرى يقول الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج فى كلية التربية بجامعة عين شمس، إن البكالوريا المصرية تمثل بديلا عصريا للثانوية العامة، يضع التعليم المصرى فى إطار المنافسة العالمية، ويساعد على التخلص من ثقافة الحفظ والتخزين والتلقين، حيث تقوم فلسفة البكالوريا المصرية على تنمية مهارات التفكير والتعليم متعدد التخصصات المرتبط بسوق العمل، كما أنها فى عملية التقييم المستمر بتقسيم المواد الدراسية على مرحلتين، الأولى مرحلة المواد التمهيدية بداية من الصف الأول الثانوى، اعتبارًا من العام الدراسى القادم، والثانية المرحلة الرئيسية فى الصفين الثانى والثالث الثانوى. ويرى د. شحاتة أن البكالوريا المصرية تتطلب تغيير وعى أولياء الأمور والمعلمين والطلاب، حيث إنها تربط التعليم بسوق العمل، وتقضى على الدروس الخصوصية، وتستثمر فى المتعلم المصرى، وتساهم فى تنمية قدراته، وتوظف ميوله بما يتفق مع نوعية البرامج التعليمية والكليات الجامعية التى تناسب إمكاناته وقدراته، وهو ما يجعلها نقلة نوعية فى بناء إنسان مصرى جديد يواكب تطورات الجمهورية الجديدة. ويتوقع أستاذ المناهج أن تحقيق البكالوريا المصرية هدف الوصول إلى امتحانات بلا قلق أو توتر، لأنها تتيح أمام الطالب 4 فرص لدخول الامتحانات، إضافة إلى كونها تحقق هدف الطالب والأسرة فى الالتحاق بالكلية التى يريد الدراسة فيها إذا كان مجموعه يقل عن المجموع الذى تشترطه الكلية من خلال دخول الامتحانات أكثر من مرة، إلى جانب الربط بين التخصصات الدراسية وسوق العمل، حتى يصبح التعليم مرتبطاً بالاستثمار فى سوق العمل، ونتيجة للبرامج والمسارات والتخصصات الجديدة، فإنه من المتوقع أن تتلاشى مراكز الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، لأن الدراسة معظمها فى المؤسسات الإنتاجية التى تهدف إلى اكساب الطالب مهارات سوق العمل. شهادة دولية من جانبه، يؤكد الدكتور حسام المندوه الحسينى، الخبير التعليمى وعضو مجلس النواب، أن نظام البكالوريا المصرية يهدف إلى تحقيق مصالح الطلاب الذين يمثلون مستقبل بلادنا العظيمة، ويعد الحوار المجتمعى الباب الأمثل لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بمشروع قومى كبير بحجم تغيير نظام الثانوية العامة، وذلك من أجل تلافى أخطاء التجارب السابقة. ويضيف المندوه أن شهادة الثانوية العامة هى الشهادة الأهم والأبرز، وتمثل عنق الزجاجة بالنسبة للطالب، وتتميز البكالوريا المصرية بالعديد من المميزات، حيث تسعى إلى تخفيف العبء على الطالب بتقسيم المواد الدراسية فى مرحلتى الشهادة (الصفين الثانى والثالث)، وهو ما يعنى إتاحة فرص أفضل للتحصيل العلمى وفق المسار الذى يختاره الطالب، كما يتيح المشروع الجديد الفرصة أمام الطالب للعدول عن المسار التعليمى الذى اختاره فى الجلسة الثانية للامتحان، وذلك إذا رأى الطالب أنه اختار مسارًا لا يناسب قدراته وإمكاناته، بالإضافة إلى مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية فى المرحلة الثانوية. وأشار إلى أن المشروع الجديد يساعد فى أن تصبح البكالوريا المصرية شهادة دولية، كما أن تعدد المسارات الدراسية فى الثانوية العامة من شأنه أن يساعد الطالب فى معرفة وجهته الصحيحة فى الدراسة الأكاديمية.