في لحظة فارقة قد تعيد رسم ملامح الحرب الروسية الأوكرانية، وجدت كييف نفسها فجأة خارج دائرة القرار، بعدما تجاهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إدراجها في محادثاتهما الأخيرة. في شوارع العاصمة الأوكرانية، خيمت مشاعر الخيبة، وراح المواطنون يتساءلون: هل تخلّت واشنطن عن أوكرانيا في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية؟ جاء القرار الأمريكي، وسط تصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية على الغرب، ليوضح تحولًا في أولويات البيت الأبيض، حيث بدا أن إدارة ترامب تفضل مقاربة جديدة قائمة على تقليص الالتزامات العسكرية والبحث عن صفقة كبرى مع موسكو. اقرأ أيضًا| أوروبا في مأزق| هل أخفقت القارة العجوز في التحضير لعودة ترامب؟ صرح ترامب رسميًا مرة أخرى أنه أجرى محادثة مع بوتن. "أجريت محادثة هاتفية معه. أخبرت فلاديمير أن هذا يجب أن يتوقف. ووافق، لكنه قال إن مصالح روسيا يجب أن تأتي أولاً لأنها أدرجت بالفعل بعض الأراضي في دستورها. لذلك قلت، فلاديمير، انظر، هذا كله هراء . عليك أن تفهم، أنا لست جو بايدن.... pic.twitter.com/SKVkEb2jzt — Arab-Military (@ashrafnsier) February 9, 2025 ومع غياب أي وعود من واشنطن بشأن دعم حلف شمال الأطلسي «الناتو» أو تقديم ضمانات أمنية، أصبح القلق سيد الموقف في كييف، التي تخشى أن يكون هذا الإقصاء خطوة أولى نحو فرض تسوية غير متكافئة تُبقيها في وضع هش أمام المطالب الروسية. ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وبينما يواصل الأوكرانيون حياتهم اليومية وسط أجواء من الترقب والتساؤلات، يبرز إدراك متزايد بأن البلاد قد تواجه مصيرها وحدها، بعيدًا عن الشعارات الغربية التي لطالما وُعدت بها، فهل يشكل هذا التحول نهاية الدعم الأمريكي غير المشروط، أم أنه مجرد مرحلة جديدة من لعبة التوازنات الدولية؟ ذعر في أوكرانيا بعد تصريحات ترامب من بين المواطنين في أوكرانيا، قالت ليوبوف، إن الكرملين لن يتوقف عند أي اتفاقات، بل سيواصل محاولاته لابتلاع أوكرانيا بالكامل، لكن في نفس الوقت، تعتقد أن أوكرانيا بحاجة إلى الوقت للتعافي، في حين أن الحرب الروسية الأوكرانية تفرض على الجميع التفكير في المستقبل بعناية، حيث يتسبب التوسع الروسي في قلق مستمر، وفقًا لما أفاد به صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. حيث أثارت تصريحات دونالد ترامب بشأن بدء مفاوضات السلام مع بوتن حالة من القلق في أوكرانيا، وبدا وكأنه يلوم كييف على الحرب الروسية الأوكرانية، هذه التصريحات جعلت الأوكرانيين يشعرون بالارتباك. على غرار ذلك، روى لاجئ من منطقة لوجانسك الأوكرانية، يدعى فلاديمير بيسنييف، معاناته بعد حرب روسياوأوكرانيا في 2014، قائلا: "بعد الحرب يعيش اليوم بعض الروس بشكل غير قانوني في المنطقة وهي مدينتنا وتفاقم الوضع بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي اقتربت من الثلاث سنوات، ولا أزال أحلم بالعودة إلى منزلي"، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. اقرأ أيضًا| تفاصيل مثيرة بحوار ترامب مع «ديلي تلجراف» حول الحرب الروسية الأوكرانية مكالمة ترامب وبوتين الأولى في حين أكد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على أنه لا يمكن قبول أي اتفاق سلام دون مشاركة أوكرانيا مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بينما أثارت المكالمة الأولى بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الصدمة بين الأوكرانيين، الذين كانوا يتوقعون دعمًا أكبر من واشنطن لكييف، حتى بات الأوكرانيون يشعرون بأن هناك تراجعًا في الدعم الغربي. أما فالنتينا، وهي أوكرانية تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية، أعربت عن صدمتها أيضًا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم ذلك، لا تزال تأمل في أن يكون لدى مبعوث ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوج القدرة على التأثير على موقف بلاده. وفي خضم الحرب الروسية الأوكرانية، يظل المشهد السياسي والعسكري مليئًا بالغموض والتقلبات، ومع تعقيدات الوضع الراهن، يبقى التساؤل.. هل ستنجح الجهود الدولية في وضع حد لهذا الصراع، أم أن الطريق إلى السلام بين روسياوأوكرانيا، ما زال بعيدًا؟ اقرأ أيضًا| خلف الثروات المعدنية| كيف تستهدف أوكرانيا جاذبية ترامب الاقتصادية؟