صباح أمس، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات أمريكا 2024، ليجد نفسه عالقًا بين مطرقة روسيا وسندان أوكرانيا. يواجه ترامب معادلة حساسة تحاصره فيها الضغوط الروسية من جهة والمطالب الأوكرانية من جهة أخرى، وكأن واشنطن باتت عالقة بين المطرقة الروسية والسندان الأوكراني، لكن.. هل سيُعيد ترامب سياسة التقارب مع موسكو التي تبناها في الماضي، أم أن حسابات الحلفاء والضغوط الداخلية ستدفعه لاتخاذ موقف أشد تجاه روسيا؟ فمع إعادة انتخاب ترامب رئيسًا، تواجه أوكرانيا خطر تراجع الدعم الأمريكي بشكل كبير، مما قد يغير مسار الحرب الروسية الأوكرانية، هذا التراجع المتوقع يأتي في وقت حساس قد يفرض على كييف التكيف مع واقع جديد، تتضاءل فيه المساعدات العسكرية والمالية، ما قد يؤثر بشكل جذري على قدرتها في التصدي للهجوم الروسي. اقرأ أيضًا: «الهجرة غير شرعية».. هل ينجح ترامب في تنظيف سلة المهملات؟ هل تسعى أمريكا لإنهاء حرب أوكرانيا بشروط؟ خلال حملته، أعرب ترامب ونائبه جي دي فانس، عن شكوكهم في استمرار دعم واشنطنلأوكرانيا، وطرحوا احتمال الضغط على كييف لقبول هدنة غير مستقرة، وأثارت تصريحات ترامب القلق حول دور أمريكا في الحرب الروسية الأوكرانية، وإمكانية إجبار أوكرانيا على تسوية قد تخدم المصالح الروسية أكثر من الأوكرانية. ويأتي فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية 2024، في توقيت حساس لأوكرانيا، إذ تتقدم روسيا تدريجيًا في شرق دونباس، المنطقة التي تطمح روسيا للسيطرة عليها بالكامل، ومع تزايد الضغط الروسي، تجد كييف نفسها في مواجهة مصيرية في ظل تراجع الدعم الأمريكي، مما يضعف موقفها في حربها ضد موسكو ويعزز نفوذ الكرملين، وفقًا لصحيفة «سي إن إن» الأمريكية. فيما تتعزز القوات الروسية بتجنيد مقاتلين كوريين شماليين، يحذر مسؤولون أمريكيون من وصول ما يقارب 10,000 جندي من كوريا الشمالية إلى ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، ليعكس هذا التطور توسيع روسيا لنطاق تحالفاتها، مما يزيد من الضغط على أوكرانيا، «خاصة مع احتمال انخفاض الدعم الأمريكي في عهد ترامب». خلال حملته الانتخابية الأخيرة، ألمح ترامب إلى رغبته في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة، مقترحًا إشرافًا أمريكيًا على اتفاقية سلام دون الكشف عن تفاصيلها، ليُذكر هذا النهج بسياسته الخارجية في فترته الأولى، ويشير إلى احتمال اتباعه نهجًا جديدًا مع كييف، يعيد من خلاله صياغة دور الولاياتالمتحدة في هذا الصراع. إشكالية الناتو ومستقبل أوكرانيا تصريحات ترامب حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية تتشابك مع رؤيته لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث يعتبر بعض مستشاريه أن الضغط على كييف للتفاوض قد يضمن تأجيل انضمامها للناتو، لكن الديمقراطيين يتهمون ترامب بالتقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حساب أمن أوكرانيا، ما يضع أوروبا بأكملها في موقف صعب أمام هذا السيناريو. أحد أبرز محاور سياسة «أمريكا أولا» التي يتبناها ترامب، هو وقف استنزاف الموارد الأمريكية، وهذه السياسة قد تعني تقليص الدور الأمريكي في الحرب الروسية الأوكرانية وتخفيض الالتزامات تجاه الناتو، مما يثير مخاوف عميقة لدى حلفاء الولاياتالمتحدة بشأن استمرارية الدعم العسكري لأوكرانيا والتزام واشنطن بالدفاع المشترك. قلق أوروبي «متزايد» وسط تزايد الشكوك حول مستقبل الناتو بعد فوز ترامب، يشعر قادة التحالف الأوروبي بقلق كبير حول التزام واشنطن بالحرب الروسية الأوكرانية، فبينما يرى البعض نهجه المتشدد كوسيلة ضغط لزيادة مساهمات أوروبا الدفاعية، يخشى آخرون أن يعكس هذا التحفظ تقليصًا حقيقيًا للدور الأمريكي في الحلف. ليجد ترامب نفسه اليوم بعد فوزه بانتخابات أمريكا 2024، أمام تحديات كبيرة في السياسة الخارجية، حيث تترقب الدول حركته تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.. فهل يفي بتعهداته بإنهاء الحرب بسرعة؟ أم أن تلك الوعود ستصطدم بواقع سياسي «مُعقد» قد يفرض عليه اتخاذ مواقف جديدة «غير متوقعة»؟