لا يجب علينا الانزعاج كثيراً من تصريحات الرئيس الأمريكى الجديد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لبلدان مجاورة، أهمها مصر والأردن، فهى تصريحات من نوع الفقاعة التى تطلق عادة لجس النبض بناء على ردود الأفعال. فى اعتقادى أن رد الخارجية المصرية جاء شافياً وكافياً لوضع الأمور فى نصابها الصحيح، والتأكيد على موقف مصر الثابت تجاه رفض التهجير حفاظاً على القضية الفلسطينية ذاتها، ووأد محاولات تصفية القضية للأبد. الموقف المصرى الشعبى والرسمى ثابت تماماً تجاه مثل هذه المهاترات التى تنطلق من وقت لآخر ثم سرعان ما تخبو وتختفى، لكن ذلك لا يمنع من الحذر كل الحذر تجاه تلك الأفكار التى تستهدف التهام كامل الأراضى الفلسطينية، وضياع القضية التى تمثل للفلسطينيين والأمة العربية بأكملها أم القضايا. لايجب أن تندفع فى شكل هجوم على الإدارة الأمريكية الجديدة، أو إظهار العداء تجاهها بشكل عشوائى، فهى لاتزال تستطلع طريقها، وليس فى صالح أحد اختلاق خلافات معها منذ البداية، وعلينا التركيز فى اتجاهين. الاتجاه الأول استمرار جهود الدبلوماسية المصرية بمفهومها الشامل فى شرح الموقف المصرى على أعلى المستويات وعلى كافة المحافل الدولية، ويحبذ اتخاذ موقف عربى إسلامى موحد وحاسم تجاه تلك القضية المفصلية، بجانب تقديم كل سبل الدعم والمساندة لتيسير معيشة أهالينا فى فلسطين على أراضيهم، وهو الأمر الذى تحرص عليه مصر من أول لحظات الأزمة. الاتجاه الثانى وقوف الشعب بجانب قيادته مؤيداً للموقف المصرى الرسمى الثابت تجاه رفض التهجير بشكل قاطع، أياً كانت أشكاله أو أهدافه أو مؤقتاً أو طويل الأجل، وعدم الاستماع للشائعات أو روايات يتداولها مغرضون بهدف شق الصف بين الشعب وقيادته، وترك أمور التصرف للقيادة ودعمها بشكل كامل. مصر محروسة بعون الله تعالى، وشعبها الأصيل، وقيادتها الحكيمة.