كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن قائمة تضم أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل المرتقبة، إذ أوضحت الصحيفة أن القائمة تشمل أسماءً بارزة محكوم عليهم بالسجن المؤبد، ينتمي بعضهم إلى حركة حماس والبعض الآخر إلى فصائل فلسطينية أخرى من بينها حركة فتح، في حين تأتي هذه القائمة في وقت تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية والمفاوضات غير المباشرة التي تجري في الدوحة برعاية مصرية قطرية أمريكية، للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. رموز النضال الفلسطيني على رأس القائمة يتصدر مروان البرغوثي، الأمين العام السابق لحركة فتح في الضفة الغربية، قائمة الأسرى الذي طالبت حركة حماس بالإفراج عنهم. ويعد البرغوثي من أبرز القيادات الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، وقد اعتقلته قوات الاحتلال في 15 أبريل 2002، وأصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بحقه بالسجن المؤبد خمس مرات بالإضافة إلى 40 عاماً إضافية، بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، خلال انتفاضة الأقصى. وبحسب ما نشره موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي، تضم القائمة أيضاً أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي يقضي حكماً بالسجن 30 عاماً منذ اعتقاله بتهمة المسؤولية عن عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001. ويعتبر سعدات من الشخصيات السياسية البارزة التي رفضت إسرائيل مراراً إدراجه في صفقات التبادل السابقة، بما فيها صفقة شاليط الشهيرة. مروان البرغوثي الأمين العام السابق لحركة فتح في الضفة الغربية قادة المقاومة وأصحاب الأحكام العالية وتبرز في القائمة مجموعة من قادة العمل العسكري الفلسطيني، يتقدمهم عبد الله البرغوثي، القيادي في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويقضي البرغوثي، المولود في الكويت عام 1972، أطول حكم في تاريخ السجون الإسرائيلية بالسجن المؤبد 67 مرة. وقد اعتقلته قوات الاحتلال في مارس 2003 أثناء نقله لطفلته المريضة إلى طبيب في مدينة البيرة، بتهمة المسؤولية عن تنفيذ وتخطيط سبع عمليات فدائية أدت إلى مقتل 67 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 500 آخرين. ويظهر في القائمة أيضاً إبراهيم حامد، الذي تولى قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية خلال انتفاضة الأقصى. وظل حامد مطلوباً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية منذ عام 1998 حتى اعتقاله في 2006، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد 54 مرة بتهمة التخطيط لعشرات العمليات الفدائية ضد أهداف إسرائيلية. إبراهيم حامد أسرى نفق الحرية وقصة الهروب التاريخية وتضم قائمة حماس خمسة من الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الهروب التاريخية من سجن جلبوع شديد التحصين في سبتمبر 2021، وهم "مناضل يعقوب نفيعات، محمد قاسم العارضة، يعقوب محمود قدري، أيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة. وقد شكلت عملية هروبهم، التي استمرت لأيام معدودة قبل إعادة اعتقالهم، ضربة قوية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وأثارت اهتماماً عالمياً واسعاً. سجن جلبوع رموز المقاومة وقادة العمل العسكري ومن الأسماء البارزة في القائمة محمود عيسى، المعروف بعميد الأسرى المعزولين، والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات. وكان عيسى، المنتمي لحركة حماس، قد أسس "الوحدة الخاصة 101" التي هدفت إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين من خلال عمليات تبادل. واعتقل عام 1993 بعد عملية أدت إلى مقتل الرقيب نسيم توليدانو، في محاولة للضغط من أجل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس. وتشمل القائمة أيضاً الأخوين معاذ وعثمان بلال من مدينة نابلس، المنتميين لحركة حماس. ويقضي عثمان ذو ال53 عاماً حكماً بالسجن المؤبد 27 مرة بتهمة التخطيط لهجمات أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين، بينما يقضي شقيقه معاذ ذو ال52 عاماً حكماً بالسجن المؤبد مرة واحدة. وقد اعتقل الأخوان في أغسطس 1995. تطورات المفاوضات وشروط الصفقة وكشفت الصحيفة ان أدرج هذه الأسماء في صفقة التبادل جاء بعد أم وافقت حركة حماس على إدراج نحو 11 جندياً إسرائيلياً ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى. وجاء هذا الموقف رداً على شرط إضافي وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقابل الإفراج عن عدد من المحكومين بالمؤبد في السجون الإسرائيلية، على أن يتم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينيةالمحتلة إلى دول من بينها مصر وقطر وتركيا. ويأتي هذا التطور في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على الأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية شاملة للقضايا العالقة في المنطقة. وتشمل التسوية المقترحة، إلى جانب تبادل الأسرى، وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتغييرات في تموضع قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع.