مستقبل مرموش غير واضح لكن يبدو أنه لن يرحل عن صفوف فرانكفورت فى الميركاتو الشتوى الحالى رغم الأقاويل العديدة التى ترددت فى الأيام الماضية حول توقيعه رسميًا مع السيتى، وسيستمر نجم منتخب مصر مع أينتراخت حتى نهاية الموسم الحالى وسيرحل فى سوق الانتقالات الصيفية المقبلة خصوصًا فى ظل أهميته بالنسبة للمدرب دينو توبمولر، الذى يعتمد عليه بشكل أساسى منذ انتقاله إلى فرانكفورت.. ولا تزال صفقة انتقال اللاعب إلى السيتى فى مرحلة «الشك واليقين» وكل السيناريوهات واردة وبقوة. ولكن دخول مانشستر سيتى للصراع على مرموش يعنى أن هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للمدرب، بيب جوارديولا، بشأن الهجوم حيث لم يسجل الفريق سوى 32 هدفًا فى الدورى الإنجليزى.. علمًا بأن عمر صاحب ال 25 عامًا يمتلك عقدًا ساريًا مع آينتراخت فرانكفورت حتى يونيو 2027. وعلى صعيد متصل، أكد أليكس روان المسئول الإعلامى لنادى مانشستر سيتى الانجليزى فى تصريحات خاصة لملحق «الأخبار سبورت» أن الفريق أبدى بالفعل إعجابه بضم عمر مرموش لصفوفه لكن حتى الآن لم تحدث أى مفاوضات مع إدارة ناديه الألمانى فرانكفورت أو تقديم عرض رسمى لحسم الصفقة.. مشيرًا إلى أن ذلك يرجع لكون إدارة اينتراخت متمسكة باستمرار اللاعب المصرى معهم حتى نهاية هذا الموسم ورفض انتقاله لأى فريق فى الميركاتو الشتوى الحالى. وأضاف روان أن الإسبانى بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتى يرغب فى التعاقد مع مرموش ليكون المهاجم الثانى للفريق خلف النرويجى إيرلينج هالاند. اقرأ أيضًا | جروس يحذر من المفاجآت.. وعطية يطمح لصناعة التاريخ من جانبه، أكد جان ستراشيم المسئول الإعلامى لنادى آينتراخت فرانكفورت الألمانى فى تصريحات خاصة ل «الأخبار سبورت» أيضا أنه لا توجد أى مفاوضات جارية من جانب إدارة مانشستر سيتى لضم الدولى عمر مرموش.. مشددًا فى الوقت نفسه أن إدارة ناديه الألمانى لم تتلق حتى الآن أى عرض من الفريق الانجليزى لضم نجم منتخب مصر خلال سوق الانتقالات الحالية معبرين عن استغرابهم من الشائعات التى خرجت حول انضمامه رسميًا للسيتى فى ميركاتو يناير الجارى مقابل 50 مليون جنيه إسترلينى. ورغم كل هذه التصريحات إلا أن هناك بعض العوامل التى تقرب عمر مرموش من انتقاله لمانشستر سيتى بالأخص فى الميركاتو الصيفى المقبل خصوصًا أنه سيخدم خطة جوارديولا الفنية فى عدة جوانب يتميز بها الفرعون المصرى وهى كالتالى: يتميز مرموش بالتمركز الصحيح داخل منطقة الجزاء لاصطياد الأهداف لصالح فرانكفورت هذا الموسم.. كذلك يجيد تنفيذ الركلات الحرة الثابتة وسجل فى 3 مباريات متتالية منها لتضعه ضمن أفضل مصوبى هذه الركلات من خارج منطقة الجزاء وهو شيء لا يجيده هالاند. كما أن عمر يمتلك شخصية مميزة واثقة من نفسها، والدليل أنه دائمًا ما ينفذ ركلات الجزاء لصالح فريقه، مما يؤكد على أنه قادر على تحمل المسئولية، هذا بالإضافة إلى أنه لديه معدل تحويل الفرص إلى أهداف بنسبة 20% متفوقًا على المهاجم النرويجى هالاند مهاجم السيتى صاحب نسبة ال 18%، مما قد يجعله مهاجماً يستطيع جوارديولا الاعتماد عليه فى المستقبل.. إذن صناعة الأهداف هى شيء يضع مرموش فى مرتبة متقدمة على هالاند، لأنه صنع 7 أهداف فى الدورى الألمانى مقابل تمريرة حاسمة واحدة للنرويجى فى الدورى الإنجليزى. ويجيد مهاجم منتخب مصر أيضًا النواحى الدفاعية ومساعدة زملائه حيث يستطيع استرجاع الكرة وقطعها بمعدل 2.9 كرة فى المباراة الواحدة مقابل معدل 0.8 للنرويجى.. وأخيرًا يعتبر عمر مرموش مراوغاً مميزاً للغاية بالنسبة لهالاند الذى يفضل تسجيل الأهداف عن مهارات أخرى، ومعدل المراوغات الصحيحة للمصرى 2.6 مرة فى المباراة الواحدة مقابل معدل 0.5 لصالح مهاجم السيتيزنز. صلاح يعزف على أطلال الشياطين واليونايتد.. «كان صرحًا.. فهوى» ! وكأن كلمات الشاعر إبراهيم ناجى فى ملحمة الأطلال التى كتبها لكوكب الشرق أم كلثوم وغنتها منذ 60 عاماً تقريباً تم تأليفها لنادى مانشيستر يونايتد الإنجليزى، هذا الصرح والمؤسسة الكروية العريقة الذى اجتمع على حبها الملايين حول العالم وليس فقط فى موطنه بريطانيا، رغم كل الأدوات والموارد التى يمتلكها من شعبية وأموال وتاريخ إلا أنه يتساقط عاماً تلو الآخر ليُصدّق على كلمات ناجى التى غنتها أم كلثوم «كان صرحاً من خيال فهوى» والفارق أن اليونايتد لم يكن يوماً من خيال بل دوماً يمثل واقع النجاحات والإرث التاريخى. التلاقى مع كلمات ناجى لم يكن فقط فى المعنى، بل جمعتهما صدفة أخرى بعدما تحولت كلماته لغناء أم كلثوم 1966 تقريباً.. والآن يعيش اليونايتد ارتباطاً بمعاناة مر بها فى ستينيات القرن الماضى بالتحديد فى 1964 ففى مارس من ذلك العام تلقى 18 هدفاً وهو أكبر عدد من الأهداف يدخل مرمى الفريق خلال شهر واحد عبر تاريخه ليتكرر الأمر فى ديسمبر الماضى باستقباله نفس عدد الأهداف. لم يعرف مانشيستر يونايتد التتويج بالدورى الإنجليزى الممتاز منذ 12 عاماً حينما حصد لقبه العشرين وكان حينها يتفوق على منافسه وغريمه التقليدى ليفربول ببطولتين إلا أن الريدز بقيادة محمد صلاح حصل على لقبه ال 19 منذ خمس سنوات ولديه فرصة كبيرة فى حصد التتويج العشرين هذا الموسم وإذا نجح فى حصده سيتعادل مع اليونايتد لتتعمق الجراح لجماهير الشياطين الحمر التى تقبل بأن يتوج أى فريق باللقب ما عدا ليفربول كطبيعة المشاحنات الكروية المعتادة بين أى غريمين وجماهيرهما فى كل أنحاء العالم. لم يكتف اليونايتد بابتعاده عن التتويج طوال السنوات الماضية بل واصل نتائجه السلبية ومفاجآته التى تفجع جماهيره من حين لآخر حتى وصل به الحال للمركز الثالث عشر بالدورى وبفارق الأهداف فقط عن وست هام صاحب المركز الرابع عشر ويفصله سبع نقاط فقط عن مراكز الهبوط فى سابقة من الصعب تكرارها لما يمتلكه هذا النادى من قدرات تجعله فى أسوأ الظروف لا ينبغى وصوله لما آلت إليه أموره. ننافس لنبقى ! ليس هناك ما هو أهم من تراجع البطل التاريخى للمسابقة الأقوى بالعالم، لذا فإن المركز الثالث عشر هو العنوان الرئيسى للحالة الحالية لليونايتد، ليس هذا فحسب، بل هناك تصريح المدرب البرتغالى الجديد للشياطين روبين أموريم الذى عمّق جراح جماهيره، وكان واضحاً بشدة حينما قال بصراحة: «علينا القتال من أجل البقاء» وفى وصف آخر لترجمة حديثه: «نحن فى معركة من أجل البقاء.. هذا الموسم سيكون صعباً على الجميع ويمكن أن يجعلنا أقوى وعلينا أن نقاتل.. إنها لحظة صعبة حقاً بل وأصعب اللحظات فى تاريخ النادى». وأوضح بشجاعة أيضاً: «هذا خطئى لأن الفريق لم يتحسن.. أعتقد أنه من المحرج بعض الشيء أن أكون مدرباً لليونايتد وأخسر هذا العدد من المباريات إلا أنه علينا التعامل مع هذه اللحظات الصعبة». جاءت هذه التصريحات التى قد تعد تاريخية من الجانب السلبى فى مشوار النادى عبر العصور عقب الخسارة بثنائية من نيوكاسل لتكن الخسارة السادسة لأموريم مع اليونايتد منذ توليه المهمة فى كل البطولات والخامسة بالدورى فلم يفز مع الفريق فى الدورى سوى بمباراتين من أصل ثمانية.. أما الفريق بشكل عام فى الدورى فقد خسر تسع مباريات من أصل 19 وفاز فى ستة فقط. وكان التعاقد مع المدرب البرتغالى مبشراً لجماهير اليونايتد لما كان يقدمه مع سبورتينج لشبونة البرتغالى مما جعله هدفاً لأكثر من ناد للتعاقد معه، إلا أن الأعذار مازالت تتوفر له فى اليونايتد لغياب الجودة الفنية بالجيل الحالى. رد فعل مفاجئ بعد الخسارة الأخيرة التى جعلت الفريق يفصله عن مراكز الهبوط سبع نقاط فقط.. اصطدم اليونايتد بغريمه التقليدى ليفربول على ملعب الأخير «أنفيلد».. وتوقع الكثيرون هزيمة تاريخية جديدة تنضم لمجموعة الأرقام السلبية التى سجلها النادى مؤخراً.. إلا أن لاعبى مانشيستر فاجئوا أنفسهم قبل المنافس وقدموا مباراة رائعة.. رغم انتهائها بالتعادل 2/2 إلا أنهم كانوا الأقرب للفوز ونالوا إشادة جماهيرهم، لكن الأمر لا يدعو للتفاؤل فقد فازوا من قبل على السيتى فى عقر دارهم 1/2 ثم تلقوا أربع خسائر متتالية، كما أن التعادل لم يغير الكثير من الأمور وأبقى الفريق فى منطقة الخطر التى تحدث عنها أموريم من قبل. عقدة تاريخية فى المقابل، يبقى أهم لاعب فى الريدز هو النجم العالمى محمد صلاح الذى يعد السبب الرئيسى فى تصدر ليفربول للدورى بالأرقام وليس بالرؤية الفنية فقط، فهو متصدر هدافى البريميرليج حتى الآن كما يتصدر قائمة صانعى الأهداف.. سجل 18 هدفاً وصنع 13 ليكن قد ساهم فى 31 هدفاً من أصل 47 سجلها ليفربول.. لتصل نسبة مساهمته فى أهداف الفريق لما يقارب 66% بمسافة بعيدة عن أى لاعب آخر بالفريق. وبالحديث عن صلاح، فإنه بات العقدة التاريخية لليونايتد فى البريميرليج.. بعدما كانت بدايته متعثرة أمام الشياطين لم يستطع خلالها التسجيل أمامهم فى 4 مباريات متتالية ثم أصيب فى الخامسة.. كان الحديث وقتها عن عقدة اليونايتد بالنسبة لصلاح.. لينجح «مو» فى تحويلها لعقدة مضادة دخل بها التاريخ بعدما أصبح أكثر لاعب يسجل فى مرمى اليونايتد بالبريميرليج ب 13 هدفاً من ضمنها هدف القمة الماضية يوم الأحد الماضى.. أما فى كل البطولات ساهم ب 22 هدفاً أمامهم.. سجل 16 وصنع 6. مهارة السير.. أم فشل للآخرين؟ وبالعودة لليونايتد، فإن هذا الفريق صاحب التاريخ الكبير توقف عن الصدارة المحلية أو التتويج بدورى الأبطال منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون الذى سطّر تاريخ النادى كما وصل للمجد كاسم ذهبى فى عالم التدريب. ليكن السؤال الأهم هل السقوط المتتالى، فشل للمدربين الآخرين أم أن فيرجسون كان مبدعاً فى التألق بلاعبين مختلفين وأجيال متعاقبة، فقد فشلت أسماء كبيرة فى عالم التدريب بأن تسير على نفس نهج السير، مثل جوزيه مورينيو ولويس فان خال وتين هاج وسولشاير.. وإن كانت فترة مورينيو هى الأفضل بعد السير بتتويجه بثلاث بطولات والوصول للمركز الثانى خلال أحد مواسمه وهو ما لم يتكرر بعد ذلك. المتفق عليه أن إدارة اليونايتد هى المسئولة عما وصل إليه النادى بسبب عدم نجاحهم فى اختيار لاعبين بشخصية مناسبة لما يحتاجه الفريق.. وتبقى جماهير النادى العريق تتساءل «إلى متى؟».. فالجميع من المنافسين يتباين مؤشراتهم بين صعود وهبوط إلا الشياطين لم تعد مارداً مخيفاً واستقرت فى الاختفاء بعيداً عن مراكز التتويج والفرحة المنتظرة.