نهاية مأساوية لحياة شابة لم يتعد عمرها 19 عاما، عاشت في ظل زواج يمتلئ بالتوتر والجنون، زوج لم يراع أن زوجته تحمل بين أحشائها جنينًا، جلس داخل غرفة الضيوف بعد مشادة كلامية معها، تتقاذف في رأسه أفكار سوداء كسواد الليل، وبداخله ثورة من الغضب، وحالة من اليأس، فجأة انتفض من فوق مقعده، توجه لغرفة نومها بسرعة البرق، ودون أية مقدمات انقض عليها وشل حركتها وأوصل جسدها بالتيار الكهربائي، مما أدى إلى صدمتها وفارقت الحياة على الفور.. لماذا فعل هذا؟، وأي ذنب ارتكبته تلك الزوجة وجنينها حتى يقتلان بهذه البشاعة؟!.. تفاصيل مثيرة في السطور التالية. فصول تلك القصة المأساوية بدأت في إحدى قرى مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة؛ حيث عاشت أميرة مع أسرتها الصغيرة في بيت يملؤه الطيبة والحب، أميرة تبلغ من العمر 18 عاما، مثلها مثل أي فتاة انتظرت الفارس الذي سيأتي ويأخذها على حصانه الأبيض، وتعيش معه في مملكتها الخاصة التي تختار فيها كل ركن من أركانها، وها قد تحقق الحلم عندما تقدم لها محمد، ابن خالها، الذي يبلغ من العمر 26 عاما، قد تكون أميرة لم تفكر فيه من قبل زوجا لها، لكنها عندما جلست معه وهو قادم لطلب يدها، شعرت بارتياح وتملكتها مشاعر الحب، قالت لنفسها هذا ما كنت أحلم به، ووافقت على الزواج منه، تزوج الاثنان وأقامت لهما الأسرة حفلا عائليًا كبيرًا حضره الأهل والأصدقاء، وانتقلت أميرة لكي تعيش مع محمد في بيتها بقرية الحاجر، التابعة لمركز كفر الدوار. عاشت معه في سعادة وحب واحتواء، وسرعان ما بدأت تشعر بشيء يتحرك داخل أحشائها، فرحة كبيرة سيطرت عليها، حتى رزقهما الله بأول مولود، من بعدها تغير كل شيء في حياة أميرة ومحمد. تغيير مفاجئ تبدلت أحوال الزوج رأسا على عقب، تحول حبه لكره، وعطفه وحنيته لقسوة وجفاء، بدأ يعتدي عليها بالضرب دون أي أسباب -وفقا لرواية والدتها-، وبعد عام ونصف حملت أميرة للمرة الثانية، في كل لحظة تشعر بمولودها الثاني يتحرك داخلها، أخذت تنسج أحلامها بأن هذا المولود هو من سيعيد الحياة السعيدة بينها وزوجها من جديد، لم تدرك أن زوجها الذي اختارته بقلبه قبل عقلها سيكون سببًا في تحطيم حلمها، وكتابة السطور الأخيرة في حياتها. عاد محمد من عمله بعد يوم شاق، تناول العشاء الذي أعدته له أميرة بكل حب، ثم طلب منها ممارسة حقوقه الشرعية، لكنها امتنعت عنه بسبب تعبها وأنها في الشهور الأولى من الحمل، فحدثت بينهما مشادة كلامية، بعدها دخل محمد غرفة الضيوف جلس فوق المقعد تتقاذف في رأسه الأفكار السوداء، لا يفكر سوى في زوجته التي امتنعت عن إعطائه حقوقه الشرعية، لا يفكر في أنها بالفعل تشعر بالتعب، كل تفكيره هو إشباع رغبته فقط، فجأة تملكته مشاعر الغيظ، انتفض من فوق مقعده واتجه لغرفة النوم، اصطحبها بالقوة الى صالة الشقة وقيدها بالحبال ثم أوصلها بالتيار الكهربائي في محاولة لتأديبها، لكن المسكينة لم تتحمل وسقطت جثة هامدة، جلس بجوارها لا يعرف كيف يتصرف، شريط من الذكريات يمر أمام عينيه منذ أن تزوجها، حاول نقلها للمستشفى في محاولة لإسعافها لكنها فارقت الحياة. بلاغ تلقى اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة كفر الدوار بوصول سيدة تدعى «أميرة. ف»، 19 سنة، تقيم بقرية الحاجر بدائرة مركز كفر الدوار، إلى مستشفى كفر الدوار العام جثة هامدة نتيجة ادعاء صعق كهربائي. تم توقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة، وتبين وجود آثار صعق بالكهرباء في اليدين والمعصمين، وقرر وجود شبهة جنائية. أمر اللواء أحمد السكران، مدير المباحث الجنائية، بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد أحمد سمير، رئيس المباحث الجنائية، ويضم رئيس فرع البحث بكفر الدوار وضباط مباحث مركز كفر الدوار. توصلت تحريات المباحث إلى أن مرتكب الواقعة هو زوج المجني عليها ويدعى «محمد. ص»، 27 سنة، عامل زراعي، يقيم بقرية الحاجر.. تم القبض عليه ووقف أمام النيابة يدلي بأقواله ولماذا ارتكب جريمته، قال: «أيوه أنا قتلتها.. كانت ديما تسبني أمام أهلي وأسلوبها مش حلو ومش بتحترمني وكمان امتنعت عن إعطائي حقوقي الشرعية، جن جنوني، أمسكت بها ووثقت يدها وقدمها بواسطة حبل وإيشارب داخل غرفة النوم وصعقتها بالكهرباء عن طريق سلك كهربائي وصلته بالفيشة لحد ما فارقت الحياة.. ماكنتش أقصد أموتها كنت عايز أعذبها وأدبها بس»، فأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. اقرأ أيضا: تقتل شقيق زوجها انتقاما من حماتها حالة من الحزن سادت بين أهالي مركز كفر الدوار بسبب بشاعة ما فعله الزوج في زوجته، فهما كانت الأسباب لا تستحق أن تعذب تلك المسكينة وتكون هذه هي نهايتها. ارتدت والدة أميرة الملابس السوداء، تبكي ابنتها الشابة ليلا ونهارا، قلبها يتمزق حزنا على النهاية البشعة لحياة ابنتها، أمنيتها الوحيدة الآن هي القصاص العادل وإعدام ابن شقيقها الذي حرمها من ابنتها دون أي ذنب، ويتم حفيدها الذي لم يعرف معنى الدنيا بعد.. تمنت تلك المكلومة أن ما تعيشه هو كابوس وستفيق منه، لكنها الحقيقة المرة، ابنتها قتلت ولن تعود للحياة من جديد.. ماذا جنى الزوج الآن؟!، لا شيء، الكل خسر في هذه القصة المأساوية، فهو حرم ابنه الطفل الذي لم يتعد عمره العام ونصف من حنان أمه، وهو نفسه تلوثت يداه بالدم وقتل روحين بلا ذنب والآن يجلس خلف القضبان ينتظر نتيجة ما اقترفته يداه، وما فعله سيراه كوابيس تنغص عليه حياته حتى الموت.