جريمة بشعة، تقشعر لها الأبدان، ارتكبها زوج في حق زوجته، وطفله الذي لم يأت إلى الدنيا، ويرى النور بعد؛ حين أقدم على قتل روحين في جسد واحد، قتل زوجته الحامل بدم بارد قبل شهرين فقط من وضعها مولودهما الأول ب44 طعنة.. في نفس اللحظة التي وصل إليها والدها ليأخذها حتى تضع حفيده وجد ابنته العروس غارقة في دمائها ملفوفة بملاءة داخل غرفة نومها.. لماذا قتلها وأي ذنب ارتكبته لتكون هذه هي النهاية؟ ولماذا خففت المحكمة حكم المؤبد لخمس سنوات فقط؟!.. تفاصيل مثيرة ومأساوية نسردها في السطور التالية. رانيا صلاح، اسم بطلة قصتنا، الشابة الجميلة التي تبلغ من العمر 27 عاما، عاشت مع أسرتها حياة هادئة مطمئنة في بيت يملؤه الطيبة والحب بمحافظة الإسماعيلية، مثلها مثل أي فتاة تحلم بالفارس الذي سيأتيها ويأخذها على حصانه الأبيض وتعيش معه داخل بيت تعتبره مملكتها الخاصة، وعن طريق الصدفة شاهدها شاب يدعى سمير، من محافظة الغربية ومنذ الوهلة الأولى تعلق بها وظل يفكر فيها أياما وليالي، بحث عنها حتى وصل لصفحتها الشخصية على موقع «الفيس بوك»، لم يتردد في أن يراسلها ويخبرها أنه يحبها ويريد الزواج منها، بعد عدة رسائل ردت رانيا وأرسلت له رقم هاتف والدها، بالفعل تواصل سمير مع الأب وحدد معه ميعادًا، وذهب لبيتهم، ومنذ الوهلة الأولى شعرت رانيا بالأمان، اعتقدت أنه سيكون سندها وستعيش معه أيامًا سعيدة، لم يخطر ببال الفتاة الهادئة أن تكون نهايتها على يد حبيب العمر.. سرعان ما تزوج الاثنان وانتقلت رانيا لتعيش مع من اختارته بقلبها وعقلها في بيته بقرية الراهبين في مركز سمنود بمحافظة الغربية. أيام من السعادة والحب عاشتها رانيا، وسرعان ما شعرت بوجود جنين يتحرك داخل أحشائها، وقتها شعرت رانيا بأنها تمتلك الدنيا بمن فيها، ظلت تنسج أحلامها بالمولود الجديد، وتتساءل وهي في غاية سعادتها، هل الجنين بنت أم ولد؟، وبعد سبعة أشهر من الحمل وهي تشعر بكل حركة لجنينها، كانت تعد الأيام والساعات لاستقبال أول مولود لها، لم تكن تعلم أن فرحتها ستغتال وتكون ضحية لزوجها، قتلها هي وأحلامها وجنينها في آن واحد. خلافات ما السبب الذي يجعل زوج يقتل زوجته وهي حامل ب44 طعنة؟، حسب رواية أمنية شقيقة رانيا، قالت: إن الزوج لديه عم يعمل بالخارج، كان يرسل الأموال لوالد الزوج حتى يشتري له عقارات، ثم طلب منه أن يشتري فيلا، لكن والد سمير اشترى فيلا وكتبها باسمه، وعندما عاد العم من الخارج فوجئ بما فعله شقيقه، ومن هنا بدأت المشكلات ورفع القضايا، لدرجة أن سمير عرض على والد رانيا أن يكتب الفيلا باسمه ويأخذ مليون جنيه مقابل ذلك، لكن حماه رفض ورفضت رانيا أن تربي ابنها الذي سيأتي للدنيا بعد أيام بأموال حرام، من هنا بدأت معاملة سمير لرانيا تختلف تماما، انقلبت الحياة من الهدوء للصخب، ومن العطف للقسوة، ومن الحب للكره، هددها بأنه سيقتلها، لم تكن تلك المسكينة تدري أنه سيفعلها، كانت تعتقد أنها مجرد جملة قالها في لحظة غضب وضيق. استغاثت رانيا بأسرتها حتى يأتوا إليها ويأخذونها لتضع مولودها وسطهم في بيتها بمحافظة الإسماعيلية، وفي طريقهم إليها، ظلوا يتواصلون معها هاتفيًا وأبلغتهم أنها تنظف البيت وترتب أشياءها حتى تكون مستعدة للذهاب معهم.. دقائق كانت هي المدة الفاصلة بين ذهابها مع أسرتها وبين حياتها، دقائق معدودة وكتب زوجها السطر الأخير في حياتها.. لا أحد يعرف بالضبط ماذا حدث، لكن بمجرد وصول والدها للشارع الذي تسكن فيه، وجد سيارات شرطة وأهالي القرية يقفون يضربون كفا بكف، وما أن صعد شقة ابنته وجدها غارقة في دمائها وملفوفة بملاءة، صدمة ما بعدها صدمة، ابنته العروس مقتولة وبأبشع طريقة. بلاغ والحكم تلقت الأجهزة الأمنية بالغربية، إخطارًا بوقوع جريمة قتل بقرية الراهبين، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية إلى موقع الحادث. تبين مصرع رانيا، 27 عامًا، على يد زوجها سمير ونيس؛ 31 عامًا، إثر مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، طعنها خلالها الزوج 44 مرة بسكين ثم ذبحها. كشفت التحريات؛ أن المتهم متزوج من المجني عليها منذ عام وأنها كانت حاملاً، ونتيجة خلافات أسرية، أقدم الزوج على قتلها بالطعن والذبح حتى فارقت الحياة.. تم القبض على الزوج واعترف بجريمته أمام النيابة، ثم تحولت القضية لمحكمة الجنايات. ظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة، وفي إحدى الجلسات وقف الزوج يسرد تفاصيل الجريمة، وأنه لم يكن يقصد قتلها، فكيف يقتلها وهو يحبها، كيف يقتلها هي وجنينها، وإنما كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه عندما وجدها ممسكة بسكين تحاول قتله، فانتزع منها السكين وطعنها عدة طعنات في جسدها، وأن موضوع الفيلا غير صحيح. بعدها قضت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات المحلة الكبرى، برئاسة المستشار سامح عبدالله عبدالواحد، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد عادل شاهين وعاصم ياسين بكر وأحمد زغلول المنوفي، بمعاقبة الزوج بالسجن المؤبد، لانتفاء ظرف سبق الإصرار أو الترصد. كان هذا هو حكم أول درجة، وبعدها بأربعة أشهر كان هناك حكم آخر من محكمة الاستئناف؛ حيث قضت محكمة جنايات مستأنف المحلة بتخفيف الحكم على المتهم، من السجن المؤبد إلى 5 سنوات. وجاء تخفيف الحكم على المتهم بعد تعديل القيد والوصف من القتل العمد إلى ضرب أفضى إلى الموت. اقرأ أيضا: يقتل زوجته ويسلم نفسه للشرطة