في خضم أيامنا المتسارعة، يعيدنا عام 2024 إلى حقيقة ربما نتجاهلها: أن الوقت مورد محدود، وأننا نعيش كل يوم وكأننا نملك "رصيداً" غير محدود من العمر، الصبر، أو حتى الفرص. هذا العام، يبدو أن صوتاً خافتاً في داخلنا يصرخ: "نفد رصيدك". تمر الأعوام سريعاً، نطارد الأحلام ونغرق في تفاصيل الحياة اليومية، متجاهلين اللحظات التي تهرب من بين أيدينا. ننسى أن كل يوم يمر هو جزء من "الرصيد" الذي لن يعود ولا يعوض. هل استثمرنا هذا الرصيد بحكمة؟ أم أهدرناه في الندم على الماضي والخوف من المستقبل؟ قد يكون الأصدقاء والعائلة هم أثمن ما نملك، لكننا أحياناً نأخذ وجودهم كأمر مسلّم به. نؤجل المكالمات، وننسى الكلمات الطيبة، ونترك الخلافات الصغيرة تكبر دون داعٍ. وفي لحظة قد تكون الأهم، ندرك أن رصيد العلاقات ينفد، تاركاً خلفه شعوراً بالأسف لا يمكن تداركه. والسؤال ،هل ما زلت تؤجل أحلامك؟ هل تنتظر الوقت المناسب للبدء ؟ - الحقيقة أن الوقت المناسب ليس مضمونا- كم من الفرص تمر أمامنا ولا نغتنمها؟ بل كم مرة نقول لأنفسنا سأبدأ لاحقاً ؟ هذا العام يذكرك بأن لا شيء مضمون. الفرص كالزهور والفواكه الموسمية، إن لم نلتقطها في وقتها، قد تذبل وتختفي. لا تنتظر حتى ينفد رصيد طموحاتك ، فرصك ، أحلامك ، وابدأ الآن. لكن وسط هذه الرسائل القاسية، يكمن درس عظيم: لا داعي للأسف. الأسف لا يعيد الماضي، ولا يمدد الرصيد. بدلاً من ذلك، يمكننا أن نتعلم من أخطائنا، ونبدأ من جديد. عام 2024 ليس نهاية الرصيد، بل هو تذكير بأن الوقت المتبقي ثمين ويستحق أن يُعاش بوعي وشغف. لا تدع مرور 2025 يكون مجرد صفحة جديدة في نتيجة. بل اجعل منه نقطة تحول، وفرصة لإعادة ترتيب أولوياتك. عش حياتك وكأن كل يوم هو آخر فرصة لديك، واستثمر في اللحظات والعلاقات والفرص بكل طاقتك. وامنح الأولوية دائما لمن يستحق. في نهاية المطاف، إذا كان رصيدك قد نفد في أحد الجوانب، فاجعل هذا النفاد بداية لحياة أكثر صدقاً مع النفس والغير ، وقتها عندما تنظر إلى الوراء، سترى أن الرصيد الذي استثمرته بحب ووعي كان كافياً لصنع حياة حافلة بالمعانى الجميلة والمواقف الإيجابية و الإنجاز الحقيقى فى كل شىء.