اتصلت بها لأطمأن عليها بعد أن دمر الخراب والحرب بلادها... قولت كيف حالك.. ردت حالى من سيئ إلى أسوأ.. قلت لماذا لم تسلكوا طرقًا أخرى لإزاحه الطغيان.. قالت كان لابد لنا من الاختيار بين كاسين أحلى ما فيهما مر ولكننا الآن تجرعنا الأمر الذى لم نكن نتصوره.. خدعونا بوعود واهية عن الحرية والقضاء على الطغاة وكان هذا مرادنا ولكن لم يكن هدفنا الدمار... كنا نسعى لإسقاط طاغٍ بنظامه فسقطت بلادنا فى بئر سحيقة.. أكيد كانت هناك طرق وحلول أخرى ولكننا خدعنا حتى وصلنا إلى الهاوية... وأضافت أنتم تعانون من ارتفاع الأسعار ومن ضيق الحال فى بيوتكم فياليتنا كان لنا بيوت ونعانى من ضيق ذات اليد وتضيع أموالنا فى شراء السلع بدلًا من ضياع وفقد الأحباب... نحن الآن فى العراء لا نملك شيئًا ولا ندرى ماذا نفعل وإلى أين نذهب باختصار لقد فقدنا كل شىء بعد أن فقدنا الأمان... حاولت بكل الطرق أن أهدئ من روعها ولكننا بكينا معا بكاء العاجز وأنهيت المكالمة داعية لهم بإصلاح الحال فدعت لى ولمصر بدوام الأمان. كانت هذه مكالمة هاتفية منذ أكثر من أسبوع بينى وبين صديقتى الغالية غادة السورية، أصبت بعدها بحزن دفين على ما وصلت إليه بلادها وهلع على بلادى من أى سوء. وأول أمس اتصلت بها مبكرًا كما تعودنا ولكنها لم ترد فأرسلت لها رسالة على الواتس آب لأطمأن عليها وبعد حوالى ساعتين ظهر رقمها على هاتفى وبكل لهفة فتحت الخط وإذا بصوت رجالى يبلغنى أن غادة لم تعد موجودة، فقد فارقت الحياة وانتقلت إلى الرفيق الأعلى بعد إصابتها بأزمة قلبية... لقد قتلها الحزن. أغلقت الخط وتسمرت فى مكانى لا أدرى هل أحزن أم أصرخ ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله. الفرق بين مصر وأى بلد آخر أن شعبها وجيشها وشرطتها يد واحدة... تحملتم كثيرًا فصبرًا لتمر الأزمات ولتبقى مصر بالمصريين فى رباط وعزة ليوم الدين وتحيا مصر.