لا أحد يستطيع الجزم والتأكيد علي معرفته بما يجري في مصر ما بعد الثورة. ولا حتي أكبر المسئولين في كل المواقع القيادية!! فالأمور صارت بالفعل أشبه ما تكون بالظلام الحالك السواد وليس الضبابية فحسب. فالكل يأكل ويضرب ويقتل في الكل. ولا أحد يحترم أو يقبل عذر الآخر. وليس وراء ذلك طرف ثالث أو عاشر كما كنا نردد في الفترة السابقة كنوع من التبرير أو طمأنة النفس من أن هناك جهة ما وراء ما يحدث. فقد سقطت كل الأقنعة وفندت الحجج والمبررات واتضح أن "الطرف الثالث" ليس إلا "فزَّاعة" جديدة أو "شماعة" أصبحنا نعلق عليها خيبتنا وفشلنا في القدرة علي التوحد والاتفاق بعد تجرعنا لكم كبير وزائد عن قدرتنا علي الهضم والاستيعاب من الحرية التي فهمناها خطأ فوقعنا في هاوية الفوضي والانفلات الشامل في كل مناحي حياتنا!! كنا ننتقد في وقت سابق كثرة وجود "التابوهات" التي لا يجوز الاقتراب منها فإذا بنا أسقطنا كل شئ وتجرأنا حتي علي مقدساتنا وتاريخنا وقيمنا فلم نعد نملك تابوهاً ولا مقدساً نحترمه وكل شئ أصبح كلأ مستباحاً. ولم يعد أمامنا إلا أن نتذكر دائما كتاب ربنا القائل: "ليس لها من دون الله كاشفة" داعينه سبحانه أن يُعجِّل لنا بكشف الغمة حتي نصل إلي تأكيده بأمن وأمان بلدنا الحبيبة مصر حين يقول: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".