من كان ليصدق أنه بعد صمت دام ثلاثين عاما ومن قوة احتمال بلا صراخ أو اعتراضات فقط كانت بعض الهمهمات التي لاتجد طريقها المنشود مع تأكيدات مرئية من النظام أن الشكوي لغير الله مذلة ولكننا فجأة بعد أن انقطعت كل الشكاوي والرجاء إلا بالله سبحانه الواحد القهار, ليفيض الكيل بعدما اصابتنا أمراض اللامبالاة للفساد المتعلق والاستكانة للظلم لتستفيق الدماء المصرية علي أول ثورة مدنية من أشخاص.. لا انقلاب.. لاحرب.. سلمية رغم الشهداء الذين نزفت دماؤهم لتصل لعروقنا التي حسبناها جفت منذ سنوات عجاف كنا نجلس فيها بموقع المشاهد لنري خيرات بلادنا تذهب في جيوب آخرين جاءوا ليسدوا اذاننا عن حقيقة صفقات تصدير الغاز المصري لإسرائيل وحين اعادوا تقسيم البلاد كتركات توارثوها عنا! ونحن مازلنا علي قيد الحياة ثم اخرسوا افواهنا رغم الجوع والبطالة المتزايدين منذ ان سألنا عن أراضي مصر التي كانت مكسوة بسنابل الذهب الأصفر والأبيض( القمح والقطن) حتي بارت آلاف الأفدنة وذبل لونها الأخضر لتباع بالورق الأخضر! وبأرصدة خارج الحدود وبعد كل ذلك استعموا قوة ابصارنا ليكشفوا فقط عن ديون البلاد وليس ثرواتها ودخلها القومي وظلت الصورة تزداد اظلاما.. لكن الفجر ينبت دائما من قلب الليل الحالك ليصبح الشهيد خالد سعيد في ذاكرتنا كالأدخنة الرمادية التي تتكاثف قبل انفجار البراكين لتأتي علي كل سواد وتحوله لكتل من لهيب.. هكذا فعلناها ولن نعود للوراء فكفي أننا اجبرنا علي السير عكس الاتجاه في الطرقات الخلفية وبسرعة السلحفاة لكن اقدمنا تحررت نحو طريقها السريع وعلينا ان نتناسي من تآمر علينا ليسرق احلام صغارنا وقوت يومنا لكن لن تضيع منا حقوقنا فكما وعدنا الله إن الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم, ونحن بالفعل تغيرنا فلن يخذلنا الله أبدا.