سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب ناصرى يضع خارطة الطريق لمنع "اختطاف" مصر...والمفكر المسيحى رفيق حبيب يبشر بانهيار النظام من داخله...وطبيب يقول ان النظام المصرى مريض بنفس العلة التى ادت الى انهيار الاتحاد السوفيتى...وتجدد المطالبة بتحطيم صنم ال50% عمال وفلاحين
الكاتب الناصرى محمد حماد مازال مستمرا فى معاركه ضد النظام الحاكم وكتب فى جريدة العربى منتقدا بشدة من اسماهم بالرئيس الابن والرئيس الاب لنفيهم المتكرر والمستفز بوجود اى مشكلة فى مصر وانهم مرتاحين عن الاوضاع فى بر مصر المحروسة وقام الكاتب بوضع خارطة طريق لمنع أل مبارك من خطف مصر وقال الكاتب " قرأت تأكيد جمال مبارك على رضائه الكامل عن جميع خطوات الإصلاح السياسى، فقلت:من شابه أباه فما ظلم، فالرئيس الوالد عبر من قبل عن ارتياحه عندما سئل فى حديث تليفزيونى عما إذا كان مرتاحا لمجريات الأمور فى مصر فقال: بلا تردد وبارتياح شديد: مرتاح قوي! تأكيد الرئيس على أنه مرتاح لمجريات الأمور فى مصر جاء فى وقت لم تكن دماء شهداء العبارة المنكوبة قد جفت بعد، وكانت أزمة القضاة تتصاعد حدتها، وكانت أنفلونزا الطيور قد حصدت أرواح بعض المصريين نتيجة إهمال حكومة الرئيس، وكانت فضيحة عمر أفندى تزكم الأنوف، وعلى السُنة نفسها سُنة الارتياح والرضا فى غير أوقات الرضا والارتياح يأتى الوريث ليؤكد رضاءه وارتياحه عن خطوات الإصلاح السياسى ولم يجف حير الموافقة على مد حالة الطوارئ والعمل بقانون الطوارئ لمدة سنتين جديدتين تضافان إلى ربع قرن طوارئ تحت حكم الرئيس! المشكلة أن الرئيس الابن مثل الرئيس الأب لا يريان مشكلة فى أكبر المشاكل التى تكاد تعصف بالبلد وتدخله نفقا لا يعلم غير الله كيف نتجنبه وهذه العقلية المرتاحة والراضية تحكمنا وتتحكم فينا! لا مشكلة عند الرئيس ولا عند الوريث اسمها انسداد طرق الإصلاح السياسى وسد أفق التغيير الديموقراطى أمام قوى المجتمع بعد أن جرى إلغاء انتخابات المجالس المحلية لكى ينفرد مرشح السياسات وحده بالقدرة على استيفاء الشرط المنصوص عليه فى التعديل الخطيئة للمادة 76! لا مشكلة عند الرئيسين الوالد والابن اسمها تخلف القوانين التى تتحكم فى الحياة المدنية والسياسية فى البلد، ولا يوجد فى دفاتر الرئيس ولا فى أوراق الوريث مكان ولو على الهامش لمشكلة اسمها أزمة القضاة الذين دفعتهم هذه اللامبالاة إلى ما لم يفعلوه من قبل وما لم يكن يتصور أحد أنهم يمكن أن يفعلوه فى يوم من الأيام! كل ما جادت به قريحة الرئيس وردده من بعده أمين السياسات أن الحديث عن مذبحة للقضاة وهم، إذن لماذا يحال قضاة إلى التأديب، ولماذا جرى سحل قاض فى الشارع، ولماذا كل هذه الحشود الأمنية فى شارع عبد الخالق ثروت؟ لا مشكلة عند الرئيس ولا عند نجله فى قانون الطوارئ، بل إن المتطلع إلى الوراثة يؤكد أن قانون الطوارئ ليس القضية الشعبية وليس مطروحاً ضمن اهتمامات المواطنين فى الشارع وهو لا يعرف أو يعرف وينكر أن أكثر المضارين من قانون الطوارئ هم غالبية الشعب الذين يزج بهم بالاشتباه فى مسالخ التعذيب الوحشية والذين تهان كراماتهم عند الحواجز وفى المواصلات العامة! نعم القضايا الاقتصادية والاجتماعية تلقى أهمية قصوى لدى كل المواطنين الذين أفقرهم نظام العائلة الحاكمة ولكن ما لا يعرفه الرئيس الابن أن المواطنين شبعوا كلاما منذ ربع قرن عن الإصلاح الاقتصادى الذى لا يأتى إلا بكل خراب على مصر وكل فقر على المصريين فعرفوا أن الإصلاح السياسى هو الذى يخلصهم منكم، وأنتم تعرفون أن الإصلاح السياسى هو الذى يقطع الطريق على مخططاتكم لخطف مصر لربع قرن جديد، لذلك فأنتم مرتاحون وراضون طالما ألغيت انتخابات المجالس المحلية، وطالما بقيت المادة76 الخطيئة، وطالما بقيت المادة 77 التى تمد حكمكم إلى آجالكم، وطالما بقيت القوى السياسية محظورة أو محظور عليها العمل السياسى الحر من كل قيد! ما لا يعرفه هذا الراضى عن الإصلاح السياسى الذى تنعم به البلاد والعباد فى ظل حكم أبيه أن ألوف المعتقلين بقوا فى المعتقلات لسنين طويلة بالشبهة أو لمجرد الاحتياط الأمني! لا يعرف المتطلع إلى حكم مصر أن مصر تئنُّ من طول بقاء هذه الألوف فى الزنازين وأن أمهاتهم وعائلاتهم يبكون كل يوم بدل الدموع دما على فلذات أكبادهم المغيبة فى المعتقلات بفعل قانون الطوارئ الذى لا يرى حكيم لجنة السياسات أنه قضية شعبية! لا بعرف الشاب الذى يريد أن يخطف مصر أن القرارات الأكثر شعبية الآن هى التى تتصل بالإصلاح السياسى لأن المصريين عرفوا أنه المقدمة الأولى نحو الإنعتاق من جور الحاكم ومن عسف المتحكمين! مصر حبلى بالمشاكل ومع ذلك فالرئيس مرتاح والوريث راض، رغم أن مصر لم تعرف فى تاريخها المعاصر كل هذا القلق، ولم تخض غمار كل هذا التوتر منذ خرج الضباط الأحرار ليلة 23 يوليو لإزاحة نظام ملكى كانت قد سقطت شرعيته، وفقد أهلية الاستمرار فى الحكم لأنه كان مرتاحا وشعبه يعانى الأمرين! اما الكاتب والمفكر المسيحى د.رفيق حبيب فكتب فى جريدة الاسبوع مبشرا بانهيار النظام الحاكم من داخله مشيرا الى ان جميع عوامل الانهيار موجودة خاصة وان التوليفة التى يتكون منها النظام غير متجانسة ولا يجمعها هدف واحد ومحدد ولا يهم كل شخص داخل النظام شئ سوى مصلحته واضاف الكاتب قائلا " التغيير يأتي من خارج النظام أو من داخله، ولكن الانهيار يأتي من داخل النظام فقط، وهذا ما يحدث للنظام الحاكم في مصر، فالنظام يعادي التغيير، بل يعادي التطور الطبيعي، ويحاول المحافظة علي بقائه، والبقاء بالنسبة له يكمن في الاستقرار، والنظام يفهم ان الاستقرار هو عدم التغيير، ومقولة الاستقرار، تشرح لماذا استطاع النظام البقاء طيلة أكثر من ربع قرن، بعيدا عن عواصف التقلبات السياسية، ولكنها تشرح أيضا لماذا أصبح النظام يفقد تماسكه الداخلي. فالنظام المصري منذ بداية رئاسة حسني مبارك،، رفع شعار الاستقرار بوصفه الهدف الأول له، ولكن الاستقرار في تصور نظام الحكم، كان يعني الجمود وعدم التغير، ويلاحظ في المقابل أن مقولة الاستقرار لا تصلح مع دولة في مرحلة النمو، لأن تلك المرحلة تفرض حالة من التغيير المستمر. فالاستقرار مع حالة التراجع أو التخلف التنموي، تعني بقاء الأوضاع علي ما هي عليه، ويصبح الاستقرار عملية للحفاظ علي المشكلات، وتجميد مجمل الأوضاع الحياتية. ولكن الأحوال تتغير، ومواقف الناس تتغير، والأهم من هذا أن مواقف النخبة الحاكمة تتغير، بل إن مكونات النخبة الحاكمة نفسها تتغير، ولم يدرك النظام وهو يوسع دائرة النخبة الحاكمة ويضم لها أعضاء جددا، بأنه بذلك يغير من طبيعة تركيب النخبة الحاكمة، بصورة يلزم معها تغيير خطاب النخبة وكذلك تغيير سياساتها، ولم يدرك أيضا النظام الحاكم، متمثلا في مؤسسة الرئاسة، أن ضم فئات للنخبة الحاكمة، كانت من بين القوي المعارضة، يؤدي في بعض الأحيان لوجود تعارض داخلي بين مكونات النخبة الحاكمة. ولكن النظام توجه نحو شكل من أشكال الحزب الواحد، حيث تتجمع النخب السياسية في قالب واحد، وظن النظام أن تهديدات موجة العنف، ستمكنه من حشد كل القوي المعادية ليس للعنف فقط، بل لكل المشروع الإسلامي، حتي تصير نصيرا له، وهنا تكمن أهم ركائز المشروع السياسي للحكم، وهو تحقيق الاستقرار بالقضاء علي الجماعات المسلحة، ثم القضاء أو علي الأقل حصار الجماعات الإسلامية المعتدلة، وتكوين تحالف قوي مع النظام الحاكم، يضم في الواقع كل النخب السياسية والثقافية والفنية، بما فيها النخب المنتمية للأحزاب المعارضة، حتي باتت النخب المصرية جميعا متحالفة مع النظام وجزءا لا يتجزأ منه، في مواجهة القوي الإسلامية. وعندما انتهت موجة العنف، وتحولت معظم التيارات الإسلامية للعمل السياسي السلمي، أصبح التحالف الحاكم يواجه جماعة الإخوان المسلمين، بوصفها القوة السياسية السلمية الأساسية، ومرة أخري تعود فكرة الاستقرار في مواجهة الأخطار التي تواجه النظام السياسي المصري، لتصبح جماعة الإخوان المسلمين، عنصرا لجمع النخب في مواجهتها، وفرض حالة من الاستقرار القائم علي الجمود. ولكن استمرار هذا الوضع بهذه الصورة الجامدة، ليس من طبائع الأشياء، فأول ما نتج عن هذه الحالة، هو التأجيل الأبدي لعملية الاصلاح السياسي، ولهذا ظهر من بين النخبة الحاكمة من يري ضرورة تسريع عملية الاصلاح السياسي، وأيضا أصبحت القوي الخارجية التي تدعم نظام الحكم، وخاصة الإدارة الأمريكية، تري أن استمرار عملية التخويف بالإسلاميين، تعني بقاء نظام حكم ليس ليبراليا ولا علمانيا ولا غربيا بالقدر الكافي، والإدارة الأمريكية تريد تغيير هذا النظام بقوي مدنية علمانية، ولا تريد بالطبع القوي المدنية الدينية، لهذا لا تفيدها حالة الجمود التي تعيق أي محاولة لتحريك عملية التغيير السياسي. والنخبة الحاكمة ليس لها موقف واحد من المشروع السياسي الغربي، بل إن نظام الحكم تحالف مع النخب التي تمثل المشروع السياسي الغربي، حتي باتت بعض الشرائح بداخله تنتمي للغرب أكثر من القوي النافذة في النظام وبهذا حمل النظام بداخله نواة نخبوية لنظام ليبرالي، يقوم علي قيم المشروع السياسي الغربي، وتلك النواة تري أن النظام سلطوي وغير ديمقراطي، وكذلك تراه غير ليبرالي بالقدر الكافي، وربما تراه يغالي في المزايدة علي التيارات الإسلامية، وبجانب تلك النخب، ظهرت نخب من رجال الأعمال، تري أن مصالحها مرتبطة بالغرب، خاصة الإدارة الأمريكية، وبهذا يصبح التجاوب مع التغيير السياسي الذي تريده الإدارة الأمريكية، هو هدفها الأساسي. إذن، نستطيع القول بأن جزءا من النخبة الحاكمة أصبح أميل للمشروع الغربي من رأس النظام الحاكم نفسه، وذلك الجزء يمثل حالة القلق الأولي للنظام الحاكم، لأنه الجزء الذي تريد الإدارة الأمريكية له الوصول للحكم، ولكن الجزء الثاني من منظومة القلق داخل النخبة الحاكمة، يظهر بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية، وما أكدته من وجود موجة من الكراهية الشعبية للنظام الحاكم، ويتمثل هذا في بعض النواب، ومنهم من انضم للحزب بعد نجاحه في الانتخابات، حيث يرون أنهم سيكونون كبش فداء، ما بين انتمائهم للنظام الحاكم، وما بين تزايد الكراهية الشعبية لهم كرموز لهذا النظام فأصبح البعض منهم يحاول تأسيس وضعه الجماهيري من خلال مهاجمة النظام وممارسة دور رقابي ما علي ما تقوم به الحكومة. وبين هذه الفئات، يبدأ تحالف النخبة الحاكمة في الانفلات، فهو لم يكن تحالفا حقيقيا، بل كان حالة للتجمع حول السلطة، رغم اختلاف الأهداف والتوجهات، وكان أيضا حالة من التجمع حول المصالح، ولكن المصالح في النهاية تتعارض، ما لم يكن هناك قواعد تحكم التنافس بين المصالح، والغالب أن النظام يمر بحالة تفكك لبعض النخب المشكلة له، مما يعني إعادة تشكيل النخبة الحاكمة في مصر. ونظل فى جريدة الاسبوع حيث ينشر يوسف الشريف فى نهاية مقاله رسالة تلقاها من احد الاطباء ويشخص فى رسالته المرض الذى يعانى منه النظام المصرى ويؤكد انه نفس المرض الذى مات به الاتحاد السوفيتى وانفرط عقده فى نهايات القرن الماضى ويقول الكاتب " وصلتني رسالة من طبيب بتوقيع "س.م.ش" يروي فيها القصة الشهيرة التي جري تداولها وتشي بواحد من أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث التقي صديقان من أبناء قرية واحدة، الأول وكان يشغل منصبا مرموقا في الحزب الشيوعي والثاني كان أيضا يشغل منصبا مرموقا في جهاز المخابرات "كي جي بي"، وبينما يحتسيان "الفودكا" ويتبادلان الذكريات، قال رجل المخابرات السابق لصديقه إنني تلقيت عدة تقارير أمنية تؤكد أنك عميل سري خطير للمخابرات الأمريكية، ثم حاولنا دون جدوي اكتشاف مدي صحة أو كذب تلك التقارير، ولذلك اعتبرناها من باب الدس والوشاية، لكن مسئول الحزب الشيوعي السابق فاجأه قائلا: لكن الحقيقة أنني كنت عميلا بالفعل للمخابرات الأمريكية، وقد فتحت لي حسابا سريا باسمي في بنك سويسري كان يتلقي كل شهر مكافأتي السخية بالدولار، مقابل أن يقع اختياري بالموافقة فحسب علي أسوأ المرشحين لشغل وظائف الدولة العليا ومؤسساتها الاقتصادية والخدمية .ثم ينهي الطبيب رسالته محذرا بمنطق المؤامرة، أن تكون مصر قد ابتليت كذلك بعميل أمريكي أو صهيوني وأكثر، وإلا لماذا تتصاعد ظواهر الفساد والإفلاس وسوء الإدارة والاستبداد بلا نهاية.. أليست هي نفس العوامل التي تحالفت علي تفكيك الاتحاد السوفيتي وانهياره؟، و.. لا ونذهب لجريدة الاهرام وما كتبه محمد السعدني تحت عنوان " صنم ال50 0%!" حيث ينضم الكاتب الى المطالبين بضرورة تحطيم هذا الصنم خاصة وان الزمن قفز عليه وان مبررات وجوده انتهت بل انه اصبح من اكبر المعوقات لانطلاق البلاد نحو الاصلاح المنشود وقال الكاتب " ومادمنا بصدد تعديلات جذرية في الدستور والتشريعات التي تحكم العمل السياسي، فلابد من أن نأتي إلي صنم آخر من تلك الاصنام التي ظللنا عليها عاكفين.. لقد كان مفهوما انه عقب ثورة يوليو ومع بدء عصر التنظيم السياسي الواحد وطبقا لمعطيات الاوضاع في ذلك الوقت، ان يلجأ أصحاب السلطة إلي بناء برلمان يتناغم ويتناسب مع نظام الحكم الجديد، فلا يصطدم به او يتعارض معه.. وكان من الضروري ان يبتعد البرلمان بقدر الامكان عن أسباب الخلافات او الانشقاقات بين اعضائه الذين كان عليهم ان يقفوا بفكر أو بدون فكر صفا واحدا وراء السلطة الجديدة.. ومن هنا جاءت فكرة تخصيص نسبة50% علي الأقل من مقاعد البرلمان للعمال والفلاحين وهي القوي التي كانت مهمشة في عصر ماقبل الثورة ورأي النظام ان هذه النسبة هي الانسب لضمان الا يتعارض البرلمان مع التنظيم السياسي الواحد. هذه فترة قد خلت بايجابياتها وسلبياتها وليس لنا إلا ان نغوص في اعماقها ليس للرغبة في الاصابة باسفكسيا الغرق ولكن لاستخلاص الدروس اما وقد انتقل النظام السياسي من مرحلة الحزب الواحد إلي مرحلة التنوع والتعدد الحزبي، فلامعني لاستمرار الاصرار علي نسبة العمال والفلاحين كشرط لتكوين الاحزاب او لصحة اكتمال النصاب القانوني لمجلس الشعب اللهم إلا اذا كان ذلك استمرارا لمنظومة وفلسفة الحزب الواحد ولكن تحوطه عدة ديكورات هنا وهناك توحي بنظام متعدد للاحزاب السياسية. والغريب ان هذه النسبة المقدسة تتعارض مع الدستور الذي عاشت وترعرعت في ظلاله حيث ينص علي ان المصريين جميعهم متساوون في الحقوق السياسية، وايضا تصطدم مع قانون انشاء الاحزاب الذي ينص علي عدم جواز انشاء حزب علي أساس طبقي أو طائفي، وبغض النظر عن الاتفاق أو عدم الاتفاق مع هذا القانون فإن نسبة ال50% تشكل أكبر تجسيد للتمييز الطبقي. وفي ظل صنم ال50% لايجب ان نستغرب أسباب التعثر في اقامة نظام سياسي تعددي حقيقي يؤمن بفكرة التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع، والفشل في جذب رؤوس الأموال من الخارج بالشكل الذي كانت تطمح إليه خطط التنمية بل والفشل في اقناع الطبقة الجديدة من رجال الاعمال الذين اغترفوا من أموال مصر والمصريين في الاحتفاظ بأموالهم داخل الوطن والاستثمار في مشروعاته التنموية، وبالتالي الفشل في اللحاق بالفرص الحقيقية للخروج من عنق الزجاجة، ذلك العنق الذي كسر اعناق الرجال. ونعود مرة اخرى لجريدة العربى الناصرية حيث قررجمال فهمى المشاركة فى ما اسماه بالمولد الكبير والاكازيون السنوى للنفاق بمناسبة الاحتفال بمولد الرئيس مبارك وكتب فهمى تحت عنوان "عزف فنشكونى جماعى على أنغام النفاق " وقال " أخى القارئ.. دعنى أعترف لحضرتك بأنى قاومت بقوة، وأنا أحتشد لكتابة هذه السطور، إغراء أن أنقل لجناب سعادتك، قطوفا منتقاة من أهازيج النفاق الأسطورى التى دبجها الزملاء المسئولون عن تحرير الصحف الحكومية وداهموا بها قراء هذه الصحف يوم الأربعاء الماضى بمناسبة العيد السنوى للنفاق الذى يوافق، بالصدفة البحتة، عيد ميلاد الرئيس حسنى مبارك. وقبل أن تهبط - أيها القارئ الكريم - ببصرك إلى ما سيتلو من سطور وتكتشف أن العبدلله كاتبها حسم أمره ووقع فعلاً فى غواية إعادة نشر تلك القطوف، فإننى أستبق عتابك الذى أتوقعه وأؤكد لسعادتك أن ترددى فى استحضار تلك الآيات اللطيفات من بدع النفاق وإبداعه، لا يعود إلى رغبة أنانية فى الاستئثار بمتعة رخيصة من هذا النوع، وإنما المقاومة التى اعترفت بها حالاً كان سببها الوحيد، ألا أبدو - لمؤاخذة - قليل الأدب والتهذيب ولعبت فى أشياء صارت من لوازم طقوس الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس مبارك، غير أننى لما أعملت العقل والفكر قليلاً وجدت أن المشكلة يمكن حلها بعبارة واحدة أؤكد فيها تمنياتى الصادقة للرئيس أن يمتعه الله بالصحة والعافية وطول العمر وينعم عليه - قريباً جداًَ - بالراحة وهدوء السر والبال بعدما يتخلص من مشقة حكم هذه البلاد التى تطوع سيادته بحكمها لمدة ربع قرن كامل من الزمان، دون دعوة أو طلب من أحد، ولكن بدافع فقط من كرم ونبل أخلاق فخامته. وبعد.. فليس أقوى ولا أجمل من أن أبدأ بقطفة قطفتها من بستان نفاق تمدد على مساحة فدان تقريباًَ، فى صدر الصفحة الأولى من صحيفة الأهرام، فتحت عنوان كل سنة وأنت طيب يا ريس نقرأ شعراً ينافس أشعار مدرسة الحوارى المظلمة خلف الحداثة على النحو التالى: من بين أستار الليل يطلع الفجر، من بين حجب الغيام.. تشرق الشمس !!. إنه من حسن طالع هذا البلد الطيب أن وهبه الله رباناً ماهراً وقائداً ملهماً.. الحكمة كتابه والصدق جوابه.. وهموم مصر فى صدره مكان القلب.. نحتفل كلنا هذه الأيام بعيد مولده.. ونحن معه وهو يقود سفينة الوطن لماذا الوطن سفينة دائما؟!.. غير خائفين ولاهيابين.. متقدمين جداً لا متراجعين.. متفائلين لا متشائمين.. معه وبه يمضى زورقنا لاحظ أنه كان سفينة من شوية.. لكى نرسو كلنا على شاطئ بلا ألغام.. بلا أوهام.. تظللنا معاً أشجار التحدى والتصدى شوف إزاى.. لا مكان بيننا لمتخازل هراب.. ولا لمتوجس مرتاب.. ولا مقعد بيننا لحاسد أو حاقد...!!