على مر تاريخ الولاياتالمتحدة، استُخدمت سلطة العفو الرئاسي كأداة مثيرة للجدل تحمل أبعادًا سياسية وقانونية، حيث يتمتع رؤساء أمريكا بحق العفو، الذي وُضع في دستور 1787 كإحدى الصلاحيات التنفيذية، وفي هذا السياق، نسلط الضوء على قرارات العفو من بايدن إلى ترامب وبوش، مرورًا بتأثيراتها في انتخابات أمريكا 2024 وسياقها الأوسع. أثارت قرارات العفو لدى رؤساء أمريكا جدلًا كبيرًا، لا سيما مع استخدام ما يُعرف ب"العفو الوقائي"، في حين لا تقتصر صلاحيات الرئيس الأمريكي، على الجرائم الفيدرالية دون المساس بجرائم الولاية، وتشمل إلغاء الإدانة أو تخفيف العقوبة، فمثلا، كان عفو الرئيس الأمريكي السابق، جيرالد فورد عن ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترجيت، وكذلك عفو الرئيس جيمي كارتر عن الفارين من التجنيد في حرب فيتنام. اقرأ أيضًا| ترامب: عفو بايدن عن ابنه انتهاك فاضح وإساءة للعدالة قائمة عفو بايدن.. «أعلى عدد من قرارات الرأفة» فمع إعلان قائمة العفو الثلاثاء، سجل الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، أعلى عدد من قرارات الرأفة مقارنة بخمسة من رؤساء أمريكا السابقين في نفس المرحلة من ولاياتهم، وفقًا للبيت الأبيض، فيعيد قرار بايدن، بمنح عفو شامل لابنه هانتر بايدن للأذهان عفو فورد عن نيكسون، لكن لغة العفو الأخيرة لدى بايدن كانت غامضة وشاملة بشكل غير مسبوق، بحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. حيث غطت قراراته كل الجرائم المحتملة خلال العقد الماضي عن نجله، وبينما برر بايدن قراره بالتمييز السياسي ضد ابنه، أشار الخبراء إلى ندرة استخدام لغة مشابهة في تاريخ رؤساء أمريكا كالذي اتخذها بايدن، فيما كشف بايدن عن مبادرات لدعم الأشخاص الذين أُطلق سراحهم من السجن، حيث يعود أكثر من 600 ألف سنويًا للحياة المدنية، واعتبر هذه الجهود وسيلة فعالة لتقليل معدلات العودة إلى الإجرام، وفقًا لقوله. 6 يناير وعفو ترامب المرتقب لم يكن جو بايدن الوحيد في ملف العفو الرئاسي، إذ تميزت قرارات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بجدل واسع خلال ولايته الأولي، حيث أصدرت إدارته 144 عفوًا خلال آخر ليلة في البيت الأبيض، منها عفو عن مستشارين وأعضاء سابقين في الكونجرس الأمريكي، بينما سجل ترامب أدنى عدد من قرارات العفو بين رؤساء أمريكا، ولكنها كانت الأكثر إثارة، مما ألقى بظلاله على إرثه السياسي. واستخدم دونالد ترامب العفو الرئاسي لحماية حلفائه خلال فترة ولايته الأولى، مشيرًا إلى أخطاء قضائية مزعومة، وبعد فوز ترامب بانتخابات أمريكا 2024، تعهد باستخدام سلطته لإصدار عفو عن المتهمين في أحداث 6 يناير 2021 "اقتحام الكابيتول، في حين يرى مراقبون أن العفو عن هانتر بايدن قد يمنح ترامب ذريعة سياسية لدعم قرارات مماثلة، ما يعيد صياغة دور العفو في السياسة الأمريكية. وأشارت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أنه وبينما تهدف قرارات العفو إلى إصلاح العدالة، يرى محللون أنها تُستغل أحيانًا لتصفية الحسابات السياسية، وتبقى هذه الصلاحية إحدى أقوى أدوات رؤساء أمريكا، لكن استخدامها المفرط قد يُضعف الثقة في النظام القضائي، لتُلقي هذه القرارات بظلالها على مشهد سياسي ملتهب بالولاياتالمتحدة، مع اقتراب يوم تسليم السلطة لترامب رسميًا في 20 يناير المقبل. وقبل نهاية ولايته بشهرين، أصدر جورج بوش الابن عفوًا شمل مغني راب وأفرادًا أدينوا بجرائم متنوعة، أما الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريجان، فكان عفوه عن شتاينبرينر الثالث بارزًا، حيث دعمت قراراته صورة الإدارة في أعين العامة، ليُبرز هذا التاريخ كيف أسهمت قرارات رؤساء أمريكا في رسم ملامح المشهد السياسي والاجتماعي للبلاد... اقرأ أيضًا| أشهُر البطة العرجاء| ما مصير قضايا بايدن العالقة قبل تسليم مقاليد الحكم؟