شهدت محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة راح ضحيتها طالب بالصف الأول الثانوي قتيلا على يد زميله داخل المدرسة وترك حالة حزن وألم في نفوس أسرته وزملائه. ودفعت الواقعة وزارة التربية والتعليم لاتخاذ إجراءات رادعة لضمان عدم تكرار هذه الواقعة المؤلمة. وفي السطور التالية نروي تفاصيل الحادث. ذهب الطالب محمد عمر مهران البالغ من العمر 15 عاما والمقيد بالصف الأول الثانوي بالمدرسة الميكانيكية ببورسعيد إلى مدرسته كالمعتاد في الصباح، لم يعلم الطالب ماذا تخبئ له الأقدار، ومع الحصة الأولى استأذن محمد للنزول إلى دورة المياه وسمح له المعلم، وفوجئ بزميله "عمر. ن ع" داخل فناء المدرسة سرعا ما تبادل الحديث ولكنها تطورت الى مشادة كلامية بينهما، لكن زميله أخرج من ملابسه مطواة يهدده بها لو اقترب منه، وبينما يتحدث اليه محمد ناصحًا باغته المتهم بطعنة نافذة بالقلب سقط بعدها المجنى عليه مدرجًا في دمائه. نقل الطلاب زميلهم الذي كان ينزف الدماء إلى مستشفى الزهور التابع لهيئة الرعاية الصحية ببورسعيد، حاول الأطباء إنقاذ حياته إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بالطعنة النافذة بالقلب، بينما لاذ المتهم بالفرار هاربًا من أعلى سور المدرسة، تاركًا حالة من الفزع بين الطلاب، الذين شاهدوا لحظات طعن زميلهم أمام أعينهم وسقوطه ارضًا وظل محمد يصارع الموت أمامهم. كانت والدة الطالب في هذا اليوم تتوجه الى أحد المستشفيات لإجراء جراحة باليد، وبينما هي في الطريق تلقت اتصالا من هاتف ابنها، لم تكن المكالمة من الابن لأمه يطمئن فيها على إجراء العملية الجراحية في يدها وإنما كانت المكالمة من زميل ابنها يبلغها بأسى وحزن أن محمد قد اصيب ونقل للمستشفى، شعرت الأم وقتها بغصة شديدة في صدرها وتوقعت أن صغيرها قد فارق الحياة فصوت زميله ينبئ بهذا، حاولت الأم أن تعرف مدى إصابة ابنها وسببها لكن زميل محمد اكتفى بهذا القدر من الكلمات الموجعة، مؤكدًا للأم أن الطالب محمد بمستشفي الزهور، فهرعت الى هناك لتجده جثة هامدة بالمشرحة. لم تتحمل الأم الخبر وسقطت ارضًا ولم تقف من وقتها على قدميها من جديد بعدما اصيبت بصدمة نتيجة الخبر المفزع الذي تلقته، ووفرت الأسرة لها كرسيا متحركا لحضور جنازة نجلها، تقول الأم والدموع تسبقها: محمد ابني مكنش بيروح المدرسة إلا يوم الأحد والثلاثاء والمتهم كان مجهز المطواة علشان يقتله زي ما يكون عاقد النية على قتله، وتساءلت عن كيفية حمل المتهم المطواة داخل المدرسة ودور المعلمين في حماية الطلاب، وأكدت نجلى وحيد على 3 بنات وكان يعمل للمساعدة في نفقات الأسرة، ووسط انهيار شديد قالت الأم المكلومة: كان عيد ميلاده الشهر ده هحتفل بيه ازاي، وصرخت من أجل حق نجلها الذي ذهب ضحية طالب مستهتر. اقرأ أيضا: تفاصيل صادمة عن مقتل طالب داخل مدرسة في بورسعيد بلاغ وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بورسعيد تلقت بلاغ من إحدى المستشفيات بإستقبالها جثمان (طالب بمدرسة كائنة بدائرة القسم «مصاب بجرح طعنى») إثر تعدى (طالب ، بذات المدرسة) عليه بسلاح أبيض خلال مشاجرة نشبت بينهما داخل المدرسة. بالإنتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدى على المجنى عليه بسلاح أبيض «مطواه» كانت بحوزته فأحدث إصابته المشار إليها وذلك حال تواجدهما بفناء المدرسة ولاذ بالهرب «بالقفز من أعلى سور المدرسة».. عقب تقنين الإجراءات تم ضبط مرتكب الواقعة بمكان إختبائه بنطاق دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول بالقاهرة، كما تم ضبط (السلاح المستخدم فى إرتكاب الواقعة)، تم إتخاذ الإجراءات القانونية. وشهدت محافظة بورسعيد جنازة مهيبة للطالب المقتول على يد زميله، حيث تواجد المئات من الطلاب وأسرة المتوفى أمام مسجد الكريم بشارع كسري بالرغم من تأخر الوقت، وشهدت الجنازة مشاهد مهيبة حيث حمل الطلاب زميلهم سيرًا على الأقدام من المسجد للمقابر وهم يدعون له بالرحمة. كان المشهد مهيبًا أمام القبر حيث ظلت الأم المكلومة تحتضن ملابس ابنها وهي تبكي من شدة الوجع، كما ظهرت علامات الحزن على وجه الأب الذي رفض أن يأخذ العزاء حتى يعود حق نجله، وظلت شقيقة الطالب المقتول تقول: "خدوا مني روحي، قتلوا أخويا الوحيد"، كما انهارت عمة الطالب امام القبر: "مين هيقولي يا عمتو تاني يا روحي، صعب أوي فراقك يا ضنايا، بلاش تسيبوه لوحده في القبر لانه صغير علي الدفن"، وسقطت دموع الأقارب والزملاء حزنًا على الطالب ضحية مدرسة الميكانيكية ببورسعيد. عزاء الوزير وتقدم محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الطالب المقتول علي يد زميله داخل المدرسة الميكانيكية ببورسعيد، سائلًا الله العلى القدير أن يلهم ذويه الصبر والسلوان في مصابهم الأليم. وأكد الوزير؛ أن الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية، وسعيها لتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة، مشددًا على أنه لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسئول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة. ووجه الوزير بسرعة صرف الدعم المقدم من صندوق التأمين على الطلاب لأسرة الطالب، كما وجه بالتكفل بكافة احتياجات الأسرة وتوفير كافة سبل الرعاية لهم. واتخذت الوزارة، بناءً على توجيهات الوزير، إجراءات عاجلة ومشددة عقب الحادث الأليم، تضمنت إلغاء تكليف مدير المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية، بالإضافة إلى إلغاء تكليف مدير عام التعليم الفني ومدير إدارة التعليم الصناعي ورئيس قسم التعليم الفني بإدارة شمال. وتستكمل النيابة العامة إجراءات التحقيق بعد دفن جثمان الطالب، على أن يحال المتهم للمحكمة المختصة بعد الانتهاء من قرار الإحالة، وسط مطالب بتشديد العقوبة على المتهم لعدم تكرار الحادث، مع مطالب أخرى بمعاقبة المخطئين من المسئولين بالتعليم، وذلك حتى لا تنهار المدارس وتتحول لساحات للجريمة.