span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة 29: span style="font-family:" Arial",sans-serif"في ندوة ثقافية في أحد معارض الكتاب، وسط حضور لا بأس به، كانت تجلس فتاتان في مقتبل العمر ومعهما أخ لهما صغير لا يتجاوز العاشرة من العمر يشع ألقاspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"يستمعون لتلك الندوة في مكان لوحدهم بعيدا عن أعين المتلصصين. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يأتي شاب يترك الكثير من المقاعد الفارغة ويجلس في كرسي خلف أخيهما، يلبس بنطال أزرق وقميص تداخلت فيه الألوان كغاز حدد الهدف، حاول منذ جلوسه لفت نظر الفتاتين فلم يلقين له بالا، كان يجس النبض همس أكثر من مرة ولم يجد أي إصغاء span style="font-family:" Arial",sans-serif". span style="font-family:" Arial",sans-serif"تحرك من مقعدة ليكون خلف إحدى الفتاتين في المرة الرابعة تجرا وبدأ أكثر استعداد حاول أن يتكلم معهما، التفت إليه أحدهن وبدا معها الحديث span style="font-family:" Arial",sans-serif"ثم همست لمن معها أصبحن يتجاذبن الحديث معه أكمل الطفل الحديث معهم، تحرك الطفل من مكانه ليجلس بجوار الشاب الغازي span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأت بينهما مداولات ومفاوضات قادها ذلك الطفل بمهارة، فقد نم ذلك عن دهاء وأنه فاهم لتلك اللعبة، طال الحديث بينهما وبعد مرور وقت لم يتعدى خمسة عشرة دقيقة، استدعى الطفل أختاه وانطلق الجميع مع الشاب في رحلة لا نعلم ماذا تحمل من مفاجآت قد تكون موجعة أو قد تؤدي إلى منزلق خطير لا رجعة منه. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة 30 : span style="font-family:" Arial",sans-serif"يعاني من وجل شديد، يخشى السقوط، ترتعد فرائصه خوفا حين يطل من مكان مرتفع يود الفرار، لديه رهاب يعجزه span style="font-family:" Arial",sans-serif"يقطن في فندق بالدور الخامس عشر، يبتعد عن النافذة التي يهرب من الاقتراب منها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يشعر بأن الدنيا تدور به، يضع يده مستنداً على الجدار، زلزال داخلي يهتز معه، يود أن ينظر لمدينة القاهرة من ذلك العلو الشاهق لكن هناك ما يقيده. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يدعوه صديق لمقهى في وسط البلد يكتشف أنه يقع في الدور الثاني والعشرون، يشاهد منه القاهرة بأكملها، الجلسات فيه فقط بينك وبين الهاوية سياج من زجاج شفاف span style="font-family:" Arial",sans-serif"يزداد رعبه، يحاول أن يتماسك ويبعد نظره عن النظر إلى أسفلspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"يحمدspan style="font-family:" Arial",sans-serif" الله أن صديقة لم يجد طاولة على تلك الشرفة القاتلةspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"ليجد طاولة منزوية قليلا، يشعر ببعض الأمان والهدوء والراحة span style="font-family:" Arial",sans-serif"رغم هواجس الخوف التي تمطره بين كل ثانية ودقيقة يضطرب معها نبضة، يحاول أن يتماسك ويظهر برباطة جاش أمام صديقه الغالي، صديقه لا يعلم مدى خوفه span style="font-family:" Arial",sans-serif"احتسى القليل من الشاي لا يكاد يرفع نظرة، خشيته تتواصل، من أن يرمى به الهواء في دائرة النسيان span style="font-family:" Arial",sans-serif"هتان بدأ ينزل الجو غاية في الروعة، تهب نسائم ساحرةspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"هناك أمواج عاتية تتلاطم بداخلة span style="font-family:" Arial",sans-serif"يستأذن من صديقه، يخبره بأن لدية ارتباط span style="font-family:" Arial",sans-serif"ولا يستطيع المكوث طويلا، والخوف يعتمره، يلتصق بالجدار أكثر يحاول أن يمتسك به بكل قوة، حتى وصل للمصعدspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأت سرائره تنفرج، span style="font-family:" Arial",sans-serif"حين هبط المصعد ووصل إلى الأرض شعر بسعادة غامرة وأطلق ساقيه للريح رافعا يديه إلى السماء span style="font-family:" Arial",sans-serif"رغمspan style="font-family:" Arial",sans-serif" كل ذلك يطارده الخوف في كل مكان مرتفع، بالطائرة يمنح كرت صعود يرمى به إلى جوار النافذة، ارتبك كثيرا، فهو لا يود البقاء في هذا الكرسي، سخر الله له من يود أن يجلس بجوار النافذة تبادل البطاقات والمقاعد span style="font-family:" Arial",sans-serif"شعرspan style="font-family:" Arial",sans-serif" بالأمان. span style="font-family:" Arial",sans-serif"مرة أخرى تأتي الرياح بما لا يشتهي span style="font-family:" Arial",sans-serif"الفندق موجود فقط في الدور السابع عشر، اختار غرفة داخلية ليست مطلة على النيل. span style="font-family:" Arial",sans-serif" لكن خوفه من تلك الأماكن المرتفعة ولدت لدية عقدة كبيرة ولازال يسبب له قلق دائم يخشى معه الانزلاق في متاهات السقوط التي يود أن ينفك منها ولا يقترب، رغم أنه تجاوز السادسة والستون من العمر، ولكن مهم رغب بالفرار تحاصره أعاصير عاتية فتحطم كل أشرعة الأمل والأمان لديه، ليبقى في حيرة وقلق مستبدspan style="font-family:" Arial",sans-serif"، span style="font-family:" Arial",sans-serif"ولم يتمكن من تجاوز ذلك الهاجس المضني وأستسلم لصراعاته.