span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة الخامسة عشر: span style="font-family:" Arial",sans-serif"شاب رجله اليسرى مقطوعة يعتمد على عكاز يتحرك بها بين أرتال السيارات خوفاً من أن يأتي قادماً بسرعة ولا ينتبه له، يرجو لحظة حنو وأمل تعيد له بعضاً من سعادة، ينادي على المارين بدعواته ينظر إليهم، يتوسل للقلوب الرقيقة أن تقف بجواره وتسانده. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يقدم له أحدهم الطعام فيشكره بامتنان كبير. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يتنحى جانباً ليلتهم الطعام بعد أن أضناه غول الجوع المستبد وأحاط بوقته، وبعثر أحلامه، هناك من يقترب منه ويلاطفه وفئة أخرى لا توليه أي اهتمام وتدعه وشأنه وثالثة تحنو عليه، رغم أن أمواج الحياة لا ترحم العابرين، وزحف الثواني المتعبة يتوالى عليهم . span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة السادسة عشر: span style="font-family:" Arial",sans-serif"طاولة دائرية وأربعة كراسي كل منهم غمره صمت الحرقة والأنين، وهو لاه في زمن مختلف، يناجي الوقت، تسرقه الساعات، تتقاذفه رياح الحيرة العاتية، يبحث عن أبجدية ترسم له سرورا يود أن يحلق من خلاله لكن هيهات، فينابيع القلق قد طوقت روحه، والصمت والتداعي أطنبا أوتادهم على نبضه، وليل الغياب توشح أشرعته. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وحيدأ بين مرافئ كثيرة تود أن تختطفه لكنه يرفض الإذعان باستماته لكل النداءات التي ترعبه ويخشى الانزلاق فيها، ليبقى بين أوراق متداعية تمثل له أغلى كنز. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة السابعة عشر: span style="font-family:" Arial",sans-serif"موسيقى عالية تتراقص معها مشاعر الحائرين، والباحثين عن لحظة ألق تنعشهم، أنوار خافتة تزيد من إشعال حرائق الشوق، وتجدد لهفة الأحبة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ينسى معها الكل وجع الوقت، وامتدادات الأنين، وسهام الغربة التي تخترق القلوب الندية والتي لا تشعر بالأمان إلا بالقرب، وبجوار صوت هامس يبدد كل عتمة، فتتشابك الأيادي بلغة ألفة أخرى. span style="font-family:" Arial",sans-serif"هناك طاولات مسكونة بالوحشة رغم امتلاءها بالناس، تقول لهم دعوني أنتشي في أروقة العطاء بعيداً عن زوايا الخيانة الموحشة جدا والقاتلة لأي أحساس صادق، والتي يرفرف عليها الانغماس في ظلام زلق يؤدي إلى السقوط في وحل الضياع الذي يبدد أجمل الحقائق وأروعها، ويرسم واقعا مليء بالزيف به تبتهج الثواني. span style="font-family:" Arial",sans-serif"العتمة توشحت المسارات، فتاهت الخطى، وغاب شعاع أمل يلج الواقع، يزحف على رمال التفكير span style="font-family:" Arial",sans-serif"فتتحطم مجاديف اللقاء على صرخة شعور نازف ولم يعد يشرق .