span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة الأولى: span style="font-family:" Arial",sans-serif"الطريق ملئ بالحركة، تندفع فيه السيارات على كلا الجانبين بين ذهاب وإياب، وجوه يعترها الصمت، وأخرى ترفرف عليها الحيرة، وثالثة يطويها ليل الانتظار الطويل. span style="font-family:" Arial",sans-serif"بين ابتسام وشحوب يمر الوقت سريعا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"هناك من يتداعى من التعب وهو عائد من عمله، وفئة ثانية تحضر ما تسد به نهم الجوع، وهناك من يغيب معه كل ألوان السرور وتكتنف الغربة جداول نبضه. span style="font-family:" Arial",sans-serif"نهم الحياة يلتهم العابرين، فتتوه الخطى ويحل الشحوب بالنبضات. span style="font-family:" Arial",sans-serif" الدقيقة الثانية: span style="font-family:" Arial",sans-serif"طفلة تطل من شرفة في الدور الثاني عشر، ترفع يديها لتحلق، يرفرف شعرها، تطير إلى عالم بعيد غير عابئة بالخوف وجسر الشرفة يمنعها من السقوط، تناجي امتدادات مبهرة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الابتسامة تنير وجهها الوضاء والذي يمدك بكل طاقة مبهجة، العابرون لا يشغلونها، تداعب غيمة أطلت، تتخطى كل حواجز النسيان، ترسم للقلوب سعادة مختلفة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الطريق يعج بالمارة، مسارات مختلفة تنبض بها أرواحا تشعل قناديل الوقت، فتمضي الثواني تعانق منارات الانحسار، ويحل القلق بكل الزوايا المسكونة بالوحشة، فيبدا ليل الغربة يفرد أجنحته على كل حقيقة . span style="font-family:" Arial",sans-serif"الدقيقة الثالثة: span style="font-family:" Arial",sans-serif"عامل النظافة يرمق المارة بنظرات استجداء، لعل هناك من يدفع له ما يرسم البهجة في داخله ليمضي بسعادة، زوجته هي الأخرى تمد يد السؤال بالقرب من أحد المطاعم المشهورة، تبحث عن لقمة تسد نهم اللحظة، لتزرع في حقولها الجافة ما يزرع الاخضرار. span style="font-family:" Arial",sans-serif"طفلهم ينطلق في جهة ثالثة، البؤس ينطق من روحه وملابسه الممزقة، لكن ليل الحرقة ينسينا كل شعاع، وأمل ربما ترنو له لحظات العمر وبه تسر وتبتهج.