span style="font-family:" Arial",sans-serif"ليلة مظلمة وهادئة، لا يُسمع سوى همسات الرياح بين الأشجار، كان البيت المهجور يقف وحيدًا على أطراف البلدة. قيل إن شيئًا شريرًا يسكنه، وكل من تجرأ على الاقتراب منه لم يعد أبدًا كما كان. span style="font-family:" Arial",sans-serif"اختار بعض الأصدقاء المتهورين أن يكسروا الصمت ويكتشفوا بأنفسهم سر هذا البيت المنسي. لكن ما لم يعرفوه هو أن سر المنزل في الداخل كان ينتظرهم بفارغ الصبر، وأنه بمجرد دخولهم، لن يكون هناك طريق للخروج. span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأت خطواتهم تقترب من مواجه المجهول بمفردهم دون أن يبلغوا أحد أنهم ذاهبون إلى ذلك البيت المنسي. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وعند ما أصبح ما يفصلهم عنه بضع خطوات صرخ أحدهم صرخة قوية تسببت في إفزاعهم، نظر الجميع في لحظة واحد له وهم في منتهى الغضب الممزوج بالخوف قائلين: ماذا حدث؟؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"فأجبهم فهد وهو يشعر بالحرج: لقد سمعت صوت أنفاسي في هذا الصمت الرهيب فاعتقدت بأن هناك من يقترب منى span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال سيف: بهذا الأسلوب لن تستطيع الدخول معنا عد أنت ولا تخبر أحدا بأي شيء span style="font-family:" Arial",sans-serif"غضب فهد وقال: سيف لا تتعامل معي وكأني طفل صغير سنذهب معا كما اتفقنا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبعد عدة خطوات يصرخ فهد للمرة الثانية span style="font-family:" Arial",sans-serif"التفت إليه الجميع وهم يضحكون قائلين: أسمعت صوت أنفاسك؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال وهو متجمد وكأنه شجرة عتيقة معمرة: لا بل هناك من أمسك بقدمي ولا أستطيع أن أخطو خطوة واحدة، وأثناء تفحص سيف لقدمه، صاح مالك وأنا أيضا وهكذا طارق ويوسف، وتجمدوا في أماكنهم وفقدوا القدرة على الحركة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ساد الصمت بينهم وتبادلوا نظرات الخوف وكأنهم نادمين وظلوا على هذا الحال حتى أول شعاع لفجر اليوم الجديد حينها تحرروا فانطلقوا ولم يجرؤ أحد أن ينظر خلفة وعندما ابتعدوا وقفوا ليلتقطوا أنفاسهم . span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال مالك: هل سنقول لأحد عما حدث معنا؟ أكيد والدي سيسألني أين كنت طوال الليل؟ ولابد من إجابة وأنتم أيضا span style="font-family:" Arial",sans-serif"ماذا سنفعل ما حدث لم يكن متوقع span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال سيف: لابد أن يظل هذا الأمر سر حتى نستطيع أن نعود غدا span style="font-family:" Arial",sans-serif"قطع طارق حديثهم: لابد أن نقول ما حدث معنا span style="font-family:" Arial",sans-serif"همهم يوسف بصوت منخفض: ماذا أتى بنا إلى هذا البيت من الأساس span style="font-family:" Arial",sans-serif"عاد مالك يسأل ماذا سنقول لأهالينا؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال سيف: نقول إننا ضللنا الطريق span style="font-family:" Arial",sans-serif"ضحك طارق: ومن سيصدقك؟ لسنا أطفال span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال يوسف: لنقول أن أي منا وقع في البئر الكبير وظللنا نحاول إخراجه طوال الليل، هيا لنمزق ملابسنا لنقول أننا صنعنا منها حبلا لنخرجه من البئر span style="font-family:" Arial",sans-serif"مزقوا الملابس وصنعوا منها حبلا طويل ووضعوا التراب على وجوههم وأجسادهم حتى يظهر عليهم مظهر الإرهاق والتعب، واتفقوا على أن يوسف من وقع في البئر وأن يتقابلوا غدا في نفس الموعد. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وحين وصلوا منازلهم لم يجدوا أحدا، لقد خرج الجميع ليبحثوا عنهم بالفعل. span style="font-family:" Arial",sans-serif"فقال يوسف: والدي يقتفي الأثر، سيعرف ما حدث أمس، لابد أن أحذر الجميع قبل أن يقولوا ما اتفقنا عليه. ومد يده ليفتح الباب وجد والده أمامه. span style="font-family:" Arial",sans-serif"تبدوا على ملامحه الغضب الشديد span style="font-family:" Arial",sans-serif"وقال له بصوت حازم: ألم نحذركم من الذهاب إلى ذلك البيت المهجور span style="font-family:" Arial",sans-serif"رد يوسف وهو يرتجف: اعتذر ولن أكرر ذلك مرة أخرى، ولكن بداخله صوت يقول له هل ستتراجع عن اتفاقك مع أصدقائك، يا لك من طفل صغير. وفي تلك اللحظة تأكد يوسف بأنه في موقف لا يحسد عليه. وعاد لغرفته حتى تأكد والده أنه سيظل بالبيت وأيضا ليفكر هل سيعود لأصدقائه أم لا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"في صباح اليوم التالي ذهب يوسف واجتمع مع أصدقائه في نفس المكان الذي اتفقوا عليه. كانت وجوههم شاحبة وعيونهم مليئة بالقلق. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال سيف: "علينا أن نكون حذرين اليوم، لا نريد أن نثير شكوك أحد." span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في السير نحو البيت المهجور مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانوا أكثر حذرًا. عندما وصلوا إلى الباب، توقفوا للحظة، ثم دفع سيف الباب ببطء. كان المنزل مظلمًا وباردًا، وكانت هناك رائحة عفن تملأ الهواء. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال فهد بصوت منخفض: "هل نحن متأكدون من هذا؟" span style="font-family:" Arial",sans-serif"أجاب مالك: "ليس لدينا خيار آخر. علينا أن نكتشف ما يحدث هنا." span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في استكشاف المنزل، وكانت خطواتهم تتردد في الصمت. فجأة، سمعوا صوتًا غريبًا يأتي من الطابق العلوي. تجمدوا في أماكنهم، ثم قرروا الصعود بحذر. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، وجدوا بابًا مغلقًا. دفع سيف الباب ببطء، ووجدوا غرفة مظلمة تحتوي على أثاث قديم ومهترئ. في زاوية الغرفة، كان هناك صندوق خشبي قديم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال طارق: "ما هذا؟" span style="font-family:" Arial",sans-serif"اقتربوا من الصندوق وفتحوه بحذر. داخل الصندوق، وجدوا مجموعة من الأوراق القديمة والصور. كانت الصور تظهر أشخاصًا يعيشون في المنزل منذ سنوات عديدة، ولكن كان هناك شيء غريب في الصور. كانت وجوه الأشخاص غير واضحة span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال يوسف: "ما هذا؟" span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبينما كانوا يتفحصون الأوراق والصور، سمعوا صوت خطوات تقترب من الغرفة. تجمدوا في أماكنهم، ثم رأوا ظلًا يتحرك في الظلام. كانت هناك شخصية غامضة تقف في مدخل الغرفة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قالت الشخصية بصوت منخفض ومخيف: "ماذا تفعلون هنا؟" span style="font-family:" Arial",sans-serif"تجمد الأصدقاء في أماكنهم، ولم يعرفوا ماذا يفعلون. كانت الشخصية تقترب ببطء، وكانت عيونها تلمع في الظلام. قال سيف بصوت مرتجف: "نحن آسفون، لم نكن نعلم أن هناك أحد هنا." span style="font-family:" Arial",sans-serif"ابتسمت الشخصية ابتسامة مخيفة وقالت: "لقد دخلتم إلى عالمي، والآن لن تستطيعوا الخروج." span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأ الأصدقاء في التراجع ببطء، ولكن الشخصية كانت تقترب منهم بسرعة. فجأة، انطفأت الأنوار، وعم الظلام المكان. سمعوا صوت ضحكة مخيفة، ثم شعروا بيد باردة تمسك بهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"في تلك اللحظة، أدركوا أنهم قد وقعوا في فخ المنزل المهجور، وأنه لن يكون هناك طريق للخروج. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عاد الظلام ليغطي المكان، وشعر الأصدقاء بأنهم عالقين في مكان بين الواقع والخيال. بدأ الخوف يتسلل إلى قلوبهم، ولكن سيف لم يستسلم بسهولة. أمسك بيده مصباحًا قديمًا كان ملقى على الأرض وأضاءه ببطء. بدأ الضوء الخافت ينير المكان، وكشف عن تفاصيل مروعة لم يتوقعوها. الجدران محترقة وكأنها تبكى وفي زاوية الغرفة، كان هناك كتاب قديم مفتوح على طاولة متهالكة. اقترب مالك منه بحذر، وبدأ في تقليب الصفحات. وجد رسومات وكتابات غريبة بلغة لم يفهموها، ولكن الصور كانت توضح بعض الطقوس المخيفة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"فجأة، سمعوا صوت ضحكة أخرى، ولكن هذه المرة كانت قادمة من فوقهم. نظروا إلى السقف ورأوا شخصية أخرى تتحرك في الظلام. بدأت الشخصية تنزل ببطء نحوهم، وعندما اقتربت، اكتشفوا أنها امرأة ترتدي ملابس قديمة وممزقة، span style="font-family:" Arial",sans-serif"قالت المرأة بصوت مخيف: "لماذا جئتم إلى هنا؟ هذا المكان ليس لكم." span style="font-family:" Arial",sans-serif"شعر يوسف بالخوف، لكنه قال بصوت مرتجف: "نحن فقط نريد أن نفهم ما يحدث هنا. لا نريد إيذاء أحد." span style="font-family:" Arial",sans-serif"ابتسمت المرأة وقالت: "إذا كنتم تريدون الحقيقة، عليكم أن تكونوا مستعدين لتحمل العواقب. هذا المنزل ملعون، وكل من دخله لم يخرج منه سالمًا." span style="font-family:" Arial",sans-serif"في تلك اللحظة، بدأوا في سماع أصوات قادمة من جميع الاتجاهات، وكأن الأرواح التي تسكن المنزل بدأت تستيقظ. بدأ الضوء يختفي تدريجيًا، وشعروا بأن الأرض تهتز تحت أقدامهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال فهد: "علينا أن نخرج من هنا الآن!" span style="font-family:" Arial",sans-serif"ركضوا نحو الباب بأقصى سرعة، ولكن عندما وصلوا إليه، وجدوه مغلقًا بإحكام. حاولوا فتحه بشتى الطرق، ولكن دون جدوى. أدركوا أن الحل الوحيد هو مواجهة الخوف واكتشاف سر المنزل. span style="font-family:" Arial",sans-serif"في تلك اللحظة، بدأ الظلام يبتلعهم شيئًا فشيئًا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"بينما كانت الأرواح تقترب منهم ببطء، شعر الأصدقاء بأنهم محاصرون في هذا الكابوس. قال سيف بصوت حازم: "علينا أن نتمالك أنفسنا ونفكر في طريقة للخروج من هنا." span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في البحث عن أي شيء يمكن أن يساعدهم. فجأة، لاحظ يوسف أن هناك نافذة صغيرة في زاوية الغرفة. قال: "انظروا! ربما يمكننا الخروج من هنا." span style="font-family:" Arial",sans-serif"اقتربوا من النافذة وحاولوا فتحها، لكنها كانت مغلقة بإحكام. قال مالك: "علينا أن نجد شيئًا لكسر الزجاج." span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في البحث عن شيء يمكن استخدامه، ووجدوا قطعة خشبية قديمة. استخدمها سيف لكسر الزجاج، ونجح في ذلك. قال: "هيا، لنخرج من هنا بسرعة!" span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في تسلق النافذة واحدًا تلو الآخر. عندما خرجوا جميعًا، شعروا بنسمة هواء باردة تلامس وجوههم. قال فهد: "لقد نجونا!" span style="font-family:" Arial",sans-serif"لكنهم لم يكونوا بعيدين عن الخطر بعد. فجأة، سمعوا صوت الأرواح تقترب منهم مرة أخرى. قال طارق: "علينا أن نركض بأقصى سرعة!" span style="font-family:" Arial",sans-serif"بدأوا في الركض، وكانت الأرواح تلاحقهم. شعروا بأنهم يركضون لأجل حياتهم. عندما وصلوا إلى حافة البلدة، توقفوا ليلتقطوا أنفاسهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال يوسف: "هل تعتقدون أننا بأمان الآن؟" span style="font-family:" Arial",sans-serif"أجاب سيف: "لا أعلم، لكن علينا أن نكون حذرين. لا نريد أن نعود إلى ذلك المنزل مرة أخرى." span style="font-family:" Arial",sans-serif"في تلك اللحظة، شعروا بأنهم قد نجوا من الكابوس، لكنهم كانوا يعلمون أن هذا السر سيظل يطاردهم لبقية حياتهم. قرروا أن يحتفظوا بما حدث سرًا بينهم، وأن لا يخبروا أحدًا بما رأوه في ذلك البيت المهجور.