span style="font-family:" Arial",sans-serif"الحلقة الرابعة: span style="font-family:" Arial",sans-serif"في مستشفى تتوفر فيه كل الرعاية والأمان لا يجرؤ حتى من يدّعي الفطنة والذكاء على الخروج أو الدخول دون إذن بعد مغيب الشمس. span style="font-family:" Arial",sans-serif"تدخل " سيلا " مع أعز وأقرب المخلوقات إلى قلبها في مواجهة مع بعض الحيوانات وحراس المستشفى بعد سماعها لبعض أصواتهم محاولين التصدي لكل ذلك الكم الهائل لتسيطر عليهم بحركاتها طالبةً منهم الرحيلَ لأن مصيرها ومصيرهم هنا مجهول إلى أن تخرج. span style="font-family:" Arial",sans-serif"تلتفت " سيلا " إلى حيث الغابة مشيرةً لهم بيدها بالرحيل وتُمعن النظر بعينيها الحادتين ثم تضع يدها فوق رأس زعيمهم لينطلقوا وفجأة يصل " ليث " ليطلق بعض الرصاصات ببندقيته قائلاً: إنها مجرد حيوانات.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أجابت " سيلا ": أجل.. مجرد حيوانات span style="font-family:" Arial",sans-serif"لكنها أفضل من الكثير من البشر span style="font-family:" Arial",sans-serif"فأجاب "ليث": الحمد الله أنك استفقتِ ونطقتِ أخيراً span style="font-family:" Arial",sans-serif"أشاحت بوجهها بعيداً عنه وفجأة تدخل الطبيبة التي قالت على الفور: الحمد الله أن أحد معارفها هنا أظنك ستزودنا بمعلومات تساعدنا في تشخيص حالتها؟! توجه كلامها للطبيب span style="font-family:" Arial",sans-serif"فأجاب: نعم بالطبع سأفعل. span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت الطبيبة في حالة غضب span style="font-family:" Arial",sans-serif"كيف تصل إلى هذا القدر من الضياع واللامبالاة وإنها منهارة نفسياً وحالتها أشبه بالتوحد كأنها تعيش بعزلةٍ عن العالم span style="font-family:" Arial",sans-serif"أجابها: وهل من علاج؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"أجابته بكل تأكيد ولكن مع الكثير من الجهد والرعاية ولابد أن تشعر بالاهتمام. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وسألته: من تكون؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"فأجابها: ما أنا إلا غريبٌ وجدتها في إحدى الغابات مع بعض الحيوانات. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبعد تمعن بسيط من كلامها ومحاولة استدراجها في الكلام إلا أنها كانت تفضل الصمت فقررت الطبيبة المباشرة في علاجها إذ هي تعاني من حالة نفسية ولابد أن تساعدها كي تتخطاها وكان "ليث" قد خرج شارداً يفكر في حل يناسبه ويناسبها، الأمر الذي جعله يفكر في السفر والدته عساها تساعدها.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"نظر "ليث" إلى " سيلا " مذهولاً من وجود دب صغير في حضنها وخبرتها بالحيوانات وهذا التعلق بها غير المسبوق والذي لم يسمع عنه رغم كل ما قرأه عن الحيوانات والصيد، ثم قال: كيف دخل هذا هنا؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"قالت: هو مجرد دب صغيرٍّ.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال "ليث " ببرود أعصاب: span style="font-family:" Arial",sans-serif"أعلم أن وجودك في الغابة طوال هذه السنين لم يكن لعباً بل أعطاكِ خبرةً عميقة اليوم .. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وفي الحقيقة كانت خبرة " سيلا " في الصيد وعالم الحيوان مكتسبةٌ من تعاليم والدها ووالدتها منذ سنين خلت وكل القرية تعلم هذا.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"إلا أنهم يتعمدون التجاهل وطمس الحقيقة التي ستفضح حقيقتهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ومع حديث ليث مع سيلا دخل الدفء إلى أرواحهم التي يسكنها البرد وأضحى يتلاشى شيئاً فشيئاً ليؤنس كلاهما الآخر دون أن يلتفت أحدهما لما يحدث من حولهم ويُسمع اقتراب أصوات مختلطة span style="font-family:" Arial",sans-serif"وقفت أسود وذئاب مرة أخرى إنهم لا يبرحون المكان حتى يعودوا من جديد ... span style="font-family:" Arial",sans-serif"كان الأمر يقلق ليث وكأنه كان يود أن يسحب الحيوانات من حياتها ليُنقذها من قدرها وهذا ما كان يريده في قرارة نفسه.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أوصل ليث " سيلا" إلى منزلها وأوصاها أن تبتعد عن الحيوانات لتتماثل إلى الشفاء.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"كان "ليث" شاباً وسيماً جميل الروح وطيّب الخلق وقويّ القلب فلا يهاب الموت ولا يردعه رادع..، فكان حلماً لأكثر الفتيات اللائي عرفنه.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"دخلت "سيلا "المنزل الضخم وأخذت تتفقده ثم وقفت قرب النافدة حيث رأت القرية وأهلها وبيتها الذي أصبح مهترئاً، لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء span style="font-family:" Arial",sans-serif"وهي تقول: أعادني القدر لآخذ حقي..، كان قلبها يزدادُ حقداً يوماً بعد يوم على ما اقترفوه بحقها وكأنها تعلم بأن في الحقد قوّة ستسلبها جمالها الروحي الذي لا تريده أن يهزم.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أرعب ليث الحيوانات ببندقيته بعد ما أوصلها إلى منزله وطلب من والدته بأنها لا بد أن تحضر إلى القرية فهناك مفاجأة لها؛ span style="font-family:" Arial",sans-serif"فقد جاء بسيلا للمنزل عازماً على علاجها ومتعهداً وحامداً الله على هذه الصدفة التي عساها تكون خيراً ولكنه كان مدركاً في أعماقه بأن " سيلا " لن تكفّ عن حبها الجنوني للحيوانات إلا حين تخرج من حالتها.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عاد ليث وهو يقول في نفسه إذا لم أسيطر على تصرفاتها في أقرب وقت فإنني سأخسرها إلى الأبد.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"إن تعاطفه ترك في نفسه الكثير من علامات الاستفهام، الأمر الذي جعله يستعجل مجيء والدته . ... span style="font-family:" Arial",sans-serif"يُتبع.