صعّد جيش الاحتلال الزمن مجازره وفظائعه التى يرتكبها على مدار الساعة بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة وآخره القصف الهمجى وارتكابه مجزرة وحشية استهدفت مربعًا سكنيًا فى بيت لاهيا شمال القطاع المحاصر منذ 14 يومًا وذلك بالتزامن مع استباحة مئات المستوطنيين يتقدمهم وزير الأمن القومى الاسرائيلى للمسجد الاقصى، فى حين يبدأ وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن غدًا زيارة للمنطقة تعتبرها إسرائيل محاولة يائسة لخلق نوع من التحرك الدبلوماسي. واستُشهد نحو 80 فلسطينيًا، وأُصيب 100 آخرون، فيما لا يزال العديد تحت الانقاض فى مجزرة دامية ارتكبها الاحتلال فى بيت لاهيا حيث قصف مربعًا سكنيًا، وأطلقت مُسيَّرة من نوع «كواد كابتر» النار على مخيم النازحين فى ساحة مستشفى العودة، واستهدفت بشكلٍ مباشر سيارة إسعاف، وقال المُتحدث باِسم الدفاع المدنى محمود بصل، إن قوات الاحتلال استهدفت بحزام نارى مربعًا سكنيًا فى بيت لاهيا وأعداد الشهداء مرشحة للزيادة، مشيرًا إلى أن المُسيَّرات تطلق النار حاليًا على المواطنين الموجودين، ومَن يريد الخروج لتأمين الغذاء يتم قتله. اقرأ أيضًا | كيف يتدخل نتانياهو في تحديد هوية الرئيس الأمريكي الجديد؟ وأوضح أن الجيش الاسرائيلى يحرق المخابز ودمر المخبز الوحيد فى بيت لاهيا وهو بمثابة تكتيك يتبعه الاحتلال لحصد مزيد من الضحايا، وأكد أن الاحتلال يتبع سياسة إخلاء شمال قطاع غزة من الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، فالقطاع لم يدخله أى مياه أو غذاء منذ 26 يومًا، وأصبح المواطنون الآن بلا طعام وبلا شراب وبلا دواء. وأوضح بصل أن الاحتلال يستهدف كل مَن يتحرك فى مخيم جباليا حتى فرق الإسعاف. وقال مدير مستشفى كمال عدوان: «وصلنا لمرحلة المفاضلة فى التعامل مع الحالات والكثير من الإصابات فارقت الحياة لعدم القدرة على التعامل معها»، كما أكدت مصادر طبية أن الاحتلال طالب الطواقم الطبية بإخلاء مستشفيات شمال قطاع غزة وتركها على الفور. من جانبها، نَدَّدت حركة حماس بالصمت الدولى تجاه مجزرة بيت لاهيا، مشيرة إلى أن العجز الدولى شجع الاحتلال «الفاشى المجرم» على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه، وقال عبد الفتاح دولة المتحدث باِسم حركة فتح إن قوات الاحتلال حولت قطاع غزة إلى بركة من دماء الشعب الفلسطيني، عبر ارتكاب مجازر إبادة بشعة تجاوزت كل الحدود، مستهدفة مناطق جباليا وبيت لاهيا وشمال وغربى القطاع دون توقف، كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية المجزرة المروعة، وطالب سفيان القضاة المتحدث باِسم الوزارة مجلس الأمن ب «خطوات صارمة» لوقف الحرب على غزة. وبالقوة العسكرية وتحت وطأة القصف والاستهداف الإسرائيلي، نزح مئات الفلسطينيين من مراكز الإيواء قُرب المستشفى الإندونيسى فى بيت لاهيا وصولًا إلى مدينة غزة قاطعين مسافة 8 كيلومترات سيرًا على الأقدام، فقد اقتحمت دبابات الاحتلال مراكز الإيواء واعتقلت عشرات الفلسطينيين من داخلها، قبل أن تُجبر الباقين على التوجه عبر طريق صلاح الدين إلى جنوب القطاع. وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر فى القطاع وصل منها 84 شهيدًا و158 مصابًا خلال 24 ساعة، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 42 ألفًا و603 شهداء و99 ألفًا و795 مصابًا منذ بدء العدوان العام الماضي. من جانبها، أكدت مُنسقة الأممالمتحدة للشئون الإنسانية جويس مسويا إن الفلسطينيين يعانون «أهوالًا تفوق الوصف» فى شمال قطاع غزة المُحاصر، فى الوقت نفسه، أعلنت وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن 20 ألف فلسطينى أجبروا على الفرار من مخيم جباليا بحثًا عن الأمان، بما فى ذلك مَن هم فى ملاجئ الأونروا. فى غضون ذلك، أشارت صحيفة «جورزاليم بوست» إلى أن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات فوق جنوبغزة تظهر صورة لجثة قائد حركة حماس يحيى السنوار مع رسالة مفادها أن «مَن يلقى سلاحه ويعيد المخطوفين سيسمح له بالمغادرة والعيش بسلام»، ووفقًا لموقع «واللا»، يُقدر جيش الاحتلال أن جثة السنوار، قد تصبح ورقة مساومة فى الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات بشأن إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.