سكينة وطمأنينة.. هكذا ستشعر بمجرد أن تطأ قدماك مسجد السيدة زينب حفيدة نبى الله، فبالرغم من كثرة الزوار والحركة المستمرة داخل المسجد والمقام، إلا أنك لن تشعر بكل ذلك، فكأن الوقت قد توقف عندك وحدك، فلاتشعر إلا بالهدوء النفسى ولاترى سوى حركات شفاه المحبين المرددين للدعاء والابتهالات فى خشوع كبير. تحول المسجد بعد التطوير إلى ما يشبه لقطعة من المسجد النبوي، فالزخارف الاسلامية المبهرة والرخام المحيط بك من كل جانب، والقناديل المضيئة فوق الرؤوس، حتى البرودة الناتجة من تزويد المسجد والمقام لأول مرة بالتكييف، تشعرك وكأنك سافرت إلى مدينة الحبيب.. كان ذلك التطوير مصدرا للسعادة لكل محبي السيدة زينب، فبداية من تجديد المقام نفسه بأنفس الأحجار العتيقة، وكسى المحراب الرئيسي فى منتصف المسجد بأنفس أنواع الرخام وحفر آيات قرآنية كريمة عليه، وصولا إلى زيادة عدد الأبواب تجنبا لتدافع الزوار والمصلين فى أوقات الذروة، وكسى حوائط المسجد من الخارج بالحجر المزخرف بأشكال بروازية، كل ذلك لقى صدى واسعا من الزائرين للمسجد حتى أنه يجبر المارين من التوقف للدخول لمشاهدة تلك التحولات التى ادهشت الجميع. حب وكرامات تجولنا داخل المسجد بين المحبين ل «السيدة زينب» الذين قضوا الوقت بين الذكر وقراءة القران والتجول لمشاهدة آخر التطويرات ، فيقول الحاج محمد نجيب من منطقة المقطم « ستنا زينب حتة من قلبنا، كفاية أنها حفيدة رسولنا الكريم، وطبعا كل آل البيت حبهم محفور فى قلوبنا، لكن إحنا عايشين ببركة دعاء السيدة زينب لأهل مصر لغاية النهاردة، وانا بتعمد دايما أحكى لأولادى وأحفادى قصة ستنا زينب ونزولها لمصر ودعائها لينا، وبصراحة تطوير المسجد كان أجمل حاجة عملتها الدولة، الروحانيات اختلفت وقلوبنا زادت تعلق بيه، وان شاء الله هجيب ولادى وأحفادى الزيارة الجاية عشان يشوفوا الجمال دا كله». أما د.رمضان الحضري، القادم من شبرا، فيروى لنا أنه منذ عشرات السنوات وفؤاده معلق بالسيدة زينب، خاصة وأن لها كرامات عديدة عليه، فيقول: «النزول لمسجد السيدة زينب بقى شئ أساسى فى حياتي، والمحب لرسول الله هيعرف قد إيه حب آل بيته بيفرق جدا فى حياتنا، وطبعا كراماتهم عليهم محدش يقدر ينكرها فمن ذاق عرف»، وأكد د.رمضان أن نجاحاته فى حياته لها علاقات مباشرة بالسيدة نفيسة فيذكر إحداها قائلا «من فترة اتصلت بيا سيدة من محبى السيدة زينب تطلب منى أباشر علاجها، وللأسف كنت مشغول ومش هقدر لكنها كلمتنى وقالتلى أن ستنا زينب جاتلها فى المنام وطلبت أنى اعالجها بالاسم، وفعلا بد كام لسة ربنا وحده كتبلها الشفا واتفاجئت بمقابل مادى كبير جدا ولما رفضت استلمه أكدتلى ان المبلغ بالفعل حددته ليها ستنا زينب فى المنام». لما كان للسيدة زينب محبة خاصة داخل قلوب المصريين، فكان لابد لنا من محاولة معرفة سر هذا الحب الشديد، لذا تحدثنا مع الشيخ د.أحمد عبدالهادي، أحد أئمة مسجد السيدة زينب، الذين أجاب قائلاً «إن الشعب المصري من أكثر الشعوب محبة لآل بيت النبى فهو حب بلا إفراط ولا تفريط، و عند النظر إلى جميع آل البيت المتواجدين فى مصر، نجد أن كلا من سيدنا الحسين والسيدة زينب من درجات القربى الأولى للنبى فهما أحفاده وبضعته صلوات الله عليه، ثم عندنا أيضا سيدنا زين العادين والسيدة نفيسة والسيدة رقية والسيدة سكينة وغيرهم».. وتابع قائلا» قلوب أهل مصر متعلقة بالسيدة زينب لأنها صاحبة كرامات ونفحات، والمواقف كثيرة ومتعددة فى ذلك، إلا أن أبرز موقف هو أن ستنا زينب عندما قدمت إلى مصر رأت فى وجوه أهلها الخير والبركة والسعادة، وذلك بعد أن وصاها سيدنا عبدالله بن العباس حين أردات أن تخرج من المدينة، أو الشام كما قيل، أن تنزل لمصر قائلا: «يا زينب إنزلى إلى مصر فإن فيها قوما يحبونكم، لقرابتكم من رسول الله» فاختارت أرض مصر واستقبلها أهلها بفرحة لاتزال حتى الان موروثة داخل قلوبنا، وحينما قدمت إلى مصر دعت لأهلها بالخير والبركة فقالت «يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وجعل الله لكم من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، وحتى يومنا هذا لا يزال محبون ستنا زينب يتذكرون ذلك الدعاء فيقدمون من كل المحافظات زيارة لها، حتى أنه من القدم قد خصصوا يوم الثلاثاء. من كل أسبوع لزيارتها لذا فهو الأكثر زحاما بعد يوم الجمعة».