تخفيف أحمال بالكويت .. ونيوزيلندا في ورطة بسبب الطاقة

أزمة عالمية في الكهرباء

شهدت دول العالم المختلفة فى الآونة الأخيرة أزمة كبيرة بخصوص انقطاع الكهرباء والتى طالت بلداناً بأكملها فى الوقت الذى بدأت فيه بعض الدول إعداد خطط لتنفيذ قطع الكهرباء لمواجهة الارتفاع غير المسبوق فى درجات الحرارة إلى جانب أسباب أخرى مثل: الحروب والأزمات الاقتصادية.
وأعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة فى الكويت عن حدوث انقطاعات فى التيار الكهربائى فى عدة مناطق بالبلاد بعد أن وصلت درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية الأسبوع الماضى ، بسبب عدم القدرة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة ، وتم وضع جدول زمنى لتخفيف الأحمال يبدأ من الساعة 11:00 صباحًا وحتى الساعة 5:00 مساءً بتوقيت الكويت ، ونشر الحساب الرسمى لوزارة الكهرباء الكويتية عبر موقعه تفاصيل جدول قطع الكهرباء، وأوضح البيان: أن فترات انقطاع الكهرباء تتراوح من ساعة إلى ساعتين فى حالة الضرورة ، ونشر جدول محدد بأوقات قطع الكهرباء لكل منطقة ، وتشهد عدة مناطق في الكويت حالياً قطعاً للتيار الكهربائى ، وذلك لتخفيف الأحمال خلال فترة الذروة ومع ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالى .
وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد أفادت العام الماضي، عن وجود أزمات لدى شبكتين كهربائيتين أمريكيتين لعجزهم عن توليد طاقة كافية لتلبية الطلب ، بالإضافة إلى الاحتياطيات المطلوبة، حيث تقوم المنازل والشركات بتشغيل مكيفات الهواء الخاصة بها هرباً من موجة حر شديدة تضرب تكساس وغيرها من الولايات الأمريكية ، وحث مجلس الموثوقية الكهربائية فى تكساس، الذى يدير الشبكة لأكثر من 26 مليون عميل السكان على الحفاظ على الطاقة طواعية لأنه يتوقع نقصاً فى السعة الاحتياطية وسط عدم توافر إمدادات ، وتحملت شبكات الطاقة احتياطياتٍ لضمان بقاء النظام موثوقاً به فى حالة تعطل محطة طاقة كبيرة أو خط نقل بشكل غير متوقع، وعندما لا يكون لدى الشبكة موارد كافية لتلبية الطلب بالإضافة إلى الاحتياطيات المطلوبة ، يمكن للمشغلين اتخاذ خطوات طارئة لتقليل الاستخدام وزيادة الإمدادات ، وتشمل هذه الخطوات الواردات من مناطق أخرى، ودعوات للحفاظ على الطاقة، وفى أسوأ الحالات، انقطاعاتٍ متناوبة خاضعة للرقابة لتجنب انقطاع التيار الكهربائى غير المنضبط.. وخلال الأسبوع الماضي، وقعت أزمات بخصوص قطاع الكهرباء فى عدة دول أبرزها ما جرى الجمعة الماضية بانقطاع الكهرباء عن أربعة دول أوروبية فى وقت واحد هي: الجبل الأسود وكرواتيا والبوسنة.
وفى ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية، يستهدف الجيش الروسى مرافق ومنشآت الطاقة الأوكرانية، ونتيجة لذلك أعلنت السلطات فى أوكرانيا أن انقطاع الكهرباء فى أوكرانيا يمكن أن يصل إلى 14 ساعة يومياً ، بحيث يحصل الشعب الأوكرانى على الكهرباء لمدة تتراوح بين 6 إلى 7 ساعات فقط ؛ نتيجة العجز فى شبكة الكهرباء التى تتعرض لهجمات من الجيش الروسى ، وقالت شركة «أوكرينرجو»، شركة الحكومة الأوكرانية لتشغيل ونقل الكهرباء، إن الأوكرانيين سيواجهون انقطاعاتٍ يومية طويلة فى الكهرباء حتى نهاية يوليو 2024؛ بسبب الإصلاحات المقررة فى محطات الطاقة النووية ، وأشار سيرهى كوفالينكو، الرئيس التنفيذى لشركة ياسنو (DTEK)، أكبر شركة فى أوكرانيا لتوليد الكهرباء، الأسبوع الماضى إلى أن الأوكرانيين قد يحصلون على الكهرباء لمدة تتراوح بين 6-7 ساعات يوميًا فى الشتاء المقبل؛ إذا ظل العجز فى الكهرباء عند 35٪.
وثارت حالة من الجدل فى تونس، حيث أعلن المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز فيصل طريفة فى تصريحات صحفية، الجمعة الماضية أن الشركة على أتم الاستعداد للصيف الجارى ، إلا أنها ستضطر فى بعض الحالات القصوى إلى قطع الكهرباء لفتراتٍ قصيرة تُقدر بنصف الساعة ببعض المناطق.
وتعاني جنوب أفريقيا من انقطاع التيار الكهربائى منذ 14 عامًا ، وقد شهد عام 2022 أكبر أزمة طاقة فى البلاد والتى وصلت إلى المرحلة السادسة من نظام انقطاع التيار الكهربائى المتجدد ، وتعانى الشركات من انقطاع التيار الكهربائى لمدة تصل إلى 6 ساعات فى اليوم .. ويتوقع الخبراء انقطاع التيار الكهربائى لمدة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام أخرى ، وهناك سببان رئيسيان لانقطاع التيار الكهربائى فى جنوب أفريقيا الأول هو نقص القدرة المركبة لتوليد الكهرباء التى لا يمكنها تلبية الطلب ، والمشكلة التالية هى أن الطاقة المتاحة أقل بكثير من الطلب على الكهرباء، وهذا هو سبب حدوث انقطاع التيار الكهربائي..
وفى نيوزلندا ألقى وزير الطاقة سيمون براون باللوم على الحظر الذى فرضته الحكومة السابقة بقيادة حزب العمال على التنقيب عن النفط والغاز فى زيادة أزمة نقص الطاقة ، ويتم حث سكان نيوزيلندا على الحفاظ على استخدام الكهرباء وإلا فقد يواجهون انقطاعًا للتيار الكهربائى بداية من يوم الجمعة المقبلة ، وحذرت شركة ترانس باور المشغلة للشبكة الوطنية من احتمال حدوث نقص فى إمدادات الكهرباء بين الساعة 7 صباحًا و 9 صباحًا بسبب موجة طقس بارد وانخفاض توليد الرياح ، كما طُلب من كبار مستهلكى الكهرباء الصناعيين تقليل الاستخدام خلال نفس الفترة ، وقال وزير الطاقة سيمون براون لنيو شوب: إن العجز المحتمل فى الطاقة هو نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الأخيرة التى جعلت «نظامنا الكهربائى أقل أمانًا». وقال براون: «لقد شهدنا زيادة كبيرة فى هذه الأنواع من التحذيرات منذ عام 2018، عندما حظرت الحكومة الأخيرة التنقيب عن النفط والغاز». «بدون هذا الغاز الاحتياطى عندما لا تشرق الشمس ولا تهب الرياح، ليس لدينا الطاقة التى نحتاجها كدولة. هذا أمر مقلق للغاية».