عوامل نجاح «جودر»

المشهد

تربطنى بعالم ألف ليلة وليلة، حالة خاصة، تجعلنى أطوف خارج الزمن تسكننى الحكايات الجميلة المدهشة بمغامراتها الإنسانية وإجوائها الفنية، وهذا العام عشت مع قصة «جودر» الإبهار فى أبهى صوره بمنتهى الجدية والإتقان، فلم تقدم فنتازيا سطحية وإنما أبهرتنا بدراما مصرية رائعة وطاقم ممثلين عالى الكفاءة يتقدمهم ياسر جلال الذى اختار أن يطل بوجه جديد، غير تقليدى وهو نهج ذكى، وفاجأ الجميع بأدائه اللافت والمميز، فى تقديم شخصية جودر الشاب والملك شهريار الأكبر سنًا، وكل منهما كان له ملامح شكلية وصفات مختلفة، وأدى المرحلتين بكل براعة.
كذلك اللبنانية نور التى برعت فى تقديم دور الساحرة شواهى الشريرة، التى تسعى للسيطرة والتحكم فى جودر، وآخرون أثبتوا قدرتهم على التلون وتقديم أدوار مميزة يعيدون من خلالها تسليط الضوء على موهبتهم اللافتة، ومن بينهم أيتن عامر التى جسدت دور والدة جودر فى شبابها، ثم وفاء عامر فى مرحلة لاحقة.
ومعهم فريق تقنى يملك أدواته يقوده المخرج الموهوب إسلام خيرى والذى يعد إضافة كبيرة لمشهد درامى وهو يمزج الخيال بالواقع، بمؤثرات الجرافيكس، وأداء رائع، وموسيقى موفقة بداية من تتر وألحان عزيز الشافعى، ومقطوعات شادى مؤنس وديكورات مبهرة على خطى الأعمال العالمية، تعود للحقب الزمنية القديمة، وصورة جاذبة نقلت لنا أجواء تلك الحقبة القديمة التى تدور فيها الأحداث الخيالية بمؤثراتها البصرية، فخرج العمل بكل فريد، محلقا فى منطقة أخرى فى الموسم الرمضانى مبهراً مشوقاً راقياً يجعلك تنتظر كل حلقة.. كل ذلك عوامل جعلت «جودر» من أكثر المسلسلات نجاحًا فى النصف الثانى من رمضان.