«حالة خاصة» جداً

قلم على ورق

خلال أربع حلقات فقط حقق المسلسل القصير «حالة خاصة» نجاحًا باهرًا على منصة «ووتش إت»، حيث لاقى إعجابا من المشاهدين، الذين أشادوا بالعمل وأبطاله وهذا يعود لقوة واكتمال البناء الدرامى للحكاية التى تتميز بالطزاجة التى شكلت عنصر جذب كبير لدى المتلقى وتميز الممثلون فى اداء الشخصيات التى يجسدونها، فالسيناريست «مهاب طارق» اختار فكرة حقيقية ملتصقة بالواقع وهى فكرة الأشخاص الذين يعانون من»التوحد» وقدم نظرة واقعية لها بعيدا عن التنمر، فتناول المسلسل قضايا الحالات الخاصة من مرضى التوحد وسلط الضوء على مهاراتهم وقدراتهم الخاصة. فى عشر حلقات عُرضت منها حتى الآن أربع حلقات فقط.
حيث يعرض بواقع حلقتين فى الأسبوع كل يوم أربعاء، ويغوص المسلسل فى عمق واقع هؤلاء الذين يعانون من هذا المرض، فهناك الكثير من حالات التوحد فى المجتمع المصرى تمتلك المهارات والذكاء ولكن دون أن يكتشف ذلك ذووها ويعملوا على تنمية هذه المهارات فيقدم المسلسل نموذجا لكيفية توظيف هذه المهارات الشخصية لأصحابها ودمجهم فى المجتمع، من خلال شخصية « نديم» الذى يلعب دوره الفنان الشاب طه دسوقى الذى سبق أن قدم نفسه فى أكثر من عمل تليفزيونى ككوميديان ولكن هذه المرة تخلى عن الكوميديا ليقدم دورا مختلفا عليه.
وتألق طه دسوقى فى أداء دور «نديم أحمد أبو سريع»، الشاب المتفوق الذى تخرج فى كلية الحقوق ورغم تفوقه فإن الجامعة لم تعينه كمعيد وهو ما يكشفه على لسانه عندما يذهب للتدريب فى مكتب المحاماة الشهير «أمانى النجار» أشهر محامية فى مصر، حيث يقول لها «متعينتش فى الجامعة عشان أنا مش عادى، وترفض»أماني» قبوله لأنه ليس من الدفعة التى طلبتها من خريجى الحقوق ورغم رفضها إلا إن»نديم» لم يمل وسعى ليثبت لها بكافة الطرق الممكنة أنه جدير بالعمل فى مكتبها، وأنه لا يقل مستواه عن سائر المحامين الذين يعملون بمكتبها، ونجح فى ذلك بإصراره وذكائه الذى ساعده على إيجاد حل لقضية فشلت «أمانى» وفريقها فى حلها، مما دفعها لضمه لفريقها.
تقدم غادة عادل دورا جديدا للمحامية الكبيرة «أمانى النجار»، ورغم تقديمها من قبل شخصية المحامية فى مسلسل «الميزان» إلا أنه شتان ما بين الشخصيتين حيث تقدم اداءً ناضجا ومختلفا، وجسد «حسن أبو الروس» دور المحامى الانتهازى الذى يسرق أفكار»نديم»، بتمكن شديد، كما قدم باقى الممثلين المشاركين فى الحلقات اداءا متميزا مثل «هاجر السراج، أحمد طارق، وئام مجدى، أحمد الأزعر، على السباعى»، ويقود سيمفونية العمل المخرج الشاب عبد العزيز النجار فى أولى تجاربه الإخراجية والذى نجح فى تحقيق عناصر الجذب والتشويق للعمل وإنتاج طارق الجناينى.