على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاما على حرب أكتوبر المجيدة واستعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل بعد الانتصار الكبير الذى حققه الجيش المصرى عليها فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 إلا أن إسرائيل ما زال يراودها حلم العودة إليها وكانت هذه المرة حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى شهر سبتمبر الماضى أن بلاده تقترب من توقيع صفقة القرن باتفاق سلام تاريخى مع المملكة العربية السعودية يفتح المجال أمام السلام فى عموم المنطقة ويعزز من احتمالات السلام مع الفلسطينيين وينهى الصراع العربى الإسرائيلى ويشجع دولا عربية أخرى على السلام مع إسرائيل. كما أشار الرئيس الأمريكى إلى مشروع ربط الهند بأوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل مما يحفز الإستثمار عبر القارتين وهذا جزء من جهودنا لبناء شرق أوسط أكثر استدامة وتكاملا. وتكشفت ملامح هذه الصفقة عن نقل الفلسطينيين إلى سيناء والأردن وتنتهى بذلك القضية الفلسطينية إلى الأبد، ويوم 7 أكتوبر الماضى إقتحمت مجموعة من من مظمة حماس وكتائب عز الدين القسام مستوطنة إسرائيلية واشتبكوا مع جنود إسرائيليين وأسروا مجموعة منهم أجانب من جنسيات مختلفة وانتهز نتنياهو الفرصة لشن حملات قتل وإبادة جماعية للفلسطينيين فى مدن غزة والضفة الغربية وسقط حتى الآن أكثر من عشرة آلاف شهيد وعشرين ألف جريح. ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عقد قمة عالمية شارك فيها قادة الدول العربية والأجنبية وأعلن أنه لايمكن تصفية القضية الفلسطينية على حساب أى دولة أخرى وأن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 هو السبيل الوحيد لإقرار الأمن والسلام فى المنطقة. ويتواصل العدوان الإسرائيلى الغاشم على القرى والمدن الفلسطينية ويسقط آلاف الضحايا على مرأى ومسمع من العالم وإسرائيل تتجاهل دعوات الوقف الفورى لإطلاق النار التى تطلقها مصر والعديد من دول العالم وتتحمل الولاياتالمتحدة التى تدعم إسرائيل مسئوليتها لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.