«كورونا» يلغى احتفالات معبد الحب بالفيوم .. والفنون الشعبية تستقبله فى الكرنك

الشمس تتعامد على قدس الأقداس

لم يكن الثلاثاء يوماُ عادياً فى مدينتى الأقصر والفيوم، حيث تتعامد الشمس على قدس الأقداس فى الكرنك فى 21 ديسمبر من كل عام، وهو مكان لم يكن مسموحا بدخوله إلا لكبير الكهنة، حتى الملك لم يكن له حق دخوله إلا فى الأعياد فقط لإطلاق البخور وتقديم القرابين، والمعجزة أيضا تتمثل فى أن الشعاع يسقط على القاعدة التى يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون، ومقدمتها على هيئة رأس كبش وتستمر ظاهرة تعامد الشمس لمدة 3 أيام .
وفى اليوم نفسه تتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالفيوم، الذى يقع فى مركز يوسف الصديق، ونسجت حوله العديد من الأساطير، وكان معبدًا للحب فى العصر اليونانى الرومانى، وأكد سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم أن معبد قصر قارون من العصر اليونانى الرومانى وخصص لعبادة الإله سوبك و «ديونيسيوس « إله الخمر والعربدة والحب عند الرومان» وأن سكان المنطقة فى العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له والتى تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها فى البداية بحيرة «القرون» وتم تحريفها إلى بحيرة قارون مع العلم بأن هذه البحيرة فى الأصل البقية الباقية من بحيرة موريس فى العصور الفرعونية.
وأكد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر أن المحافظة وضعت كل إمكاناتها من أجل الاحتفال بهذه المناسبة الفريدة خاصة أنها تمثل تفردا للمصرى القديم وتقدمه فى العلوم الفلكية والحسابات الكونية فى وقت كان العالم كله بعيدًا عن الحسابات أو الفنون والعمارة حيث شهدت الأقصر منذ الساعات الأولى من صباح أمس ، احتفالية تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك وحضرها المستشارمصطفى ألهم محافظ الأقصر، ومحمد عبدالقادر خيرى نائب محافظ الأقصر، واللواء خالد عبد الحميد مدير أمن الأقصر، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية، حيث شاركوا أعدادًا كبيرة من السائحين والأثريين الذين حرصوا على الحضور لمشاهدة تلك الظاهرة الفريدة ،وتدفقوا على معابد الكرنك فى الساعات الأولى من الصباح ومع أول ضوء بدأ الوصول وقرب الساعة السادسة والدقيقة 31 بدأ شعاع الشمس فى السقوط على قدس أقداس الكرنك وتعالت صيحات السياح والأهالى وسارعوا بتسجيل اللقطة عبر الكاميرات والموبايل واستمر شعاع الشمس لمدة 10 دقائق لتتعامد على محور الكرنك الرئيسى الممتد من الشرق للغرب مخترقاً مداخل الصروح من السادس إلى الأول وكذلك قاعة الأساطين الكبرى حتى يراها الزائر عند ميناء الكرنك أمام واجهة المعبد الرئيسية.
وقدمت فرق الفنون الشعبية بعض العروض بالزى الفرعونى وبعض الرقصات على الموسيقى الفلكلورية والتنورة تصاحبها الموسيقى المقدمة من خلال شركة مصر للصوت والضوء.
إقرأ أيضاً|حكايات| ألوان تخطف الأبصار.. أسرار من معبد خنوم «أبو الحضارات» بإسنا