أكدت الصين إن تايوان لا تملك الحق في الانضمام إلى الأممالمتحدة بعدما أججت الولاياتالمتحدة التوترات بدعوة الجزيرة الديمقراطية إلى مشاركة أكبر في المنظمة الدولية. اقرأ أيضًا: الصين تسجل 59 إصابة جديدة بكورونا وفي بيان بمناسبة مرور 50 عاما على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقديم مقعد لبكين وإخراج تايبيه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إنه يأسف لاستبعاد تايوان بشكل متزايد عن الساحة العالمي. وقال بلينكن "نظرا إلى أن المجتمع الدولي يواجه عددا غير مسبوق من القضايا المعقدة والعالمية، من المهم في مكان ما أن يساعد جميع المعنيين في معالجة هذه المشكلات. ويشمل ذلك 24 مليون شخص يعيشون في تايوان". وأضاف أن "مشاركة تايوان الهادفة في نظام الأممالمتحدة ليست قضية سياسية بل براجماتية". وتابع "لهذا السبب نشجّع كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على الانضمام إلينا في دعم مشاركة قوية وهادفة لتايوان في نظام الأممالمتحدة برمته وفي المجتمع الدولي". وتعتبر بكينتايوان التي فر إليها القوميون المهزومون في البر الرئيسي نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، مقاطعة تابعة لها. وردت بكين على بيان بلينكن مؤكدة موقفها بأن حكومة تايوان ليس لها مكان على الساحة الدبلوماسية العالمية. وقال ما شياوجوانج الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في بكين خلال إيجاز إعلامي "الأممالمتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة"، مشددا على أن "تايوان جزء من الصين". ولطالما دعت الولاياتالمتحدة إلى انخراط تايوان في نشاطات الأممالمتحدة. لكنّ البيان الأخير يضيف إلى تصعيد الخطاب الدبلوماسي والمواقف العسكرية بشأن تايوان. وتسجّل الصين بانتظام رقما قياسيا في عدد طلعات الطيران الحربي قرب الجزيرة. وردا على سؤال الأسبوع الماضي حول احتمال حصول تدخل عسكري أميركي للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين، رد الرئيس الأميركي جو بايدن إيجابا قائلا "نعم لدينا التزام في هذا الصدد". وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمرارا لسياسة الولاياتالمتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة والمسماة "استراتيجية الغموض" التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها دون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم. وقطعت الولاياتالمتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلا رسميا ووحيدا للصين. لكنّ واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إنّ الإدارة الأميركية ملزمة من الكونجرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها. وأكد بلينكن مجددا أن الولاياتالمتحدة ما زالت تعترف ببكين فقط، لكنه شدد على المؤهلات الديمقراطية للجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة. وقال بلينكن "تايوان شريك أساسي للولايات المتحدة وتشكل نجاحا ديمقراطيا.. نحن من بين العديد من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة التي تعتبر تايوان شريكا أساسيا وصديقا موثوقا". وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى استبعاد تايوان من الاجتماعات المرتبطة بمنظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة الصحة العالمية. ولفت إلى أنه تم الإشادة بتايوان لاستجابتها "العالمية" لوباء كوفيد-19 الذي نجت الجزيرة نسبيا من تداعياته بعد اتخاذها إجراءات مبكرة، وإلى أن عشرات الملايين من الركاب يمرون عبر المطارات التايوانية كل عام. ورحّبت رئيسة تايوان تساي إنج-وين بتصريحات بلينكن. وكتبت على تويتر "نحن ممتنون لدعم الولاياتالمتحدة لتوسيع المشاركة الدولية لتايوان". وأضافت "نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء ذوي التفكير المماثل للمساهمة بخبرتنا في المنظمات والآليات والأحداث الدولية".