أوكرانيا.. إصابة 11 في قصف روسي مكثف على كييف    وزير الطيران المدني يشارك في الاجتماع الوزاري للمفوضية الأفريقية    المالية: هدفنا الالتزام الطوعي بالضرائب وأوقفنا مؤقتًا حملات التهرب مع علمنا بالمخالفين    قطع الكهرباء لمدة 5 ساعات غدًا السبت عن عدة مناطق في 3 محافظات    محافظ الإسكندرية يكلف التنفيذيين ب «التواجد الميداني» لمواجهة تقلبات الطقس    نانسي عجرم عن أغنية أنا مصري وأبويا مصري: استقبلوني كنجمة كبيرة ورصيدي أغنيتان فقررت رد التحية    رئيس مؤتمر «تبرع حياة مصر»: نُنظم حملات توعية لتثقيف المواطنين بالتبرع بالأعضاء    مجانًا.. القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي وسموحة في نهائي سوبر اليد.. والمعلق    كمال الدين رضا يكتب: حق مصر    الجزائر.. اندلاع 17 حريقا في عدة ولايات    «الأهلي مكسبش بفارق كبير!».. وائل القباني ينفجر غضبًا بسبب تصريحات مصطفى عبده    حماية المستهلك: ضبط 11.5 طن لحوم فاسدة يُعاد تصنيعها قبل وصولها للمواطن منذ بداية نوفمبر    الدبلوماسي والسياسي مروان طوباس: «قوة الاستقرار الدولية» وصاية جديدة على فلسطين    مادورو يوجه نداء للشعب الأمريكي وسط تصعيد عسكري غير مسبوق    رئيس الجامعة اليابانية يستقبل نقيب صحفيي الإسكندرية والوفد المرافق    ميسي يحمل قميص "إلتشي".. ما علاقته بمالك النادي؟    حجر رشيد.. رمز الهوية المصرية المسلوب في المتحف البريطاني    تامر عبدالحميد: الأهلي كان الأفضل في السوبر.. وبيزيرا وإسماعيل وربيع أفضل صفقات الزمالك    خبر حقيقي.. مؤلف «كارثة طبيعية» يكشف سبب فكرة العمل    بعد حلقة أمنية حجازي .. ياسمين الخطيب تعتذر ل عبدالله رشدي    السيطرة على حريق شب داخل سيارة ملاكي أعلى كورنيش المعادي    طوارئ بالبحيرة لمواجهة سوء حالة الطقس وسقوط الأمطار الغزيرة.. فيديو وصور    وداع موجع في شبين القناطر.. جنازة فني كهرباء رحل في لحظة مأساوية أمام ابنته    كلماتها مؤثرة، محمد رمضان يحول نصائح والده إلى أغنية بمشاركة المطرب إليا (فيديو)    أقارب مرشح في الانتخابات يطلقون النار.. والداخلية تتحفظ على السلاح    «مينفعش لعيبة الزمالك تبقى واقعة على الأرض».. جمال عبد الحميد ينفجر غضبًا بسبب صور مباراة نهائي السوبر    جامعة المنيا تنظم ورشة عمل لأعضاء هيئة التدريس حول طرق التدريس الدامجة    المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي يوافق على إنشاء جامعة دمياط التكنولوجية    «احترمي خصوصياتهم وبادري بالود».. 7 نصائح ضرورية لتعزيز علاقتك بأقارب زوجك    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سرّ الصلاة على النبي يوم الجمعة    هل ثواب الصدقة يصل للمتوفى؟.. دار الإفتاء توضح    هنا.. القنوات المجانية الناقلة لمباراة مصر وأوزبكستان اليوم 14 نوفمبر 2025 في بطولة العين الودية    ابتلاع طفل لخاتم معدنى بالبحيرة يثير الجدل على مواقع التواصل.. اعرف التفاصيل    أمراض بكتيرية حولت مسار التاريخ الأوروبي: تحليل الحمض النووي يكشف أسباب كارثة جيش نابليون في روسيا    المركز الأفريقى لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي ل«مرض السكر»    العثور على حطام طائرة إطفاء تركية ووفاة قائدها    مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 في حادث تصادم سيارتين بالكيلو 17 غرب العريش    مصرع شقيقتين في انهيار منزل بقنا بعد قدومهما من حفل زفاف في رأس غارب    رسميًا بعد تطويرها.. موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة وخطة تجديدها وربطها بالأورمان    بن غفير يتباهى بالتنكيل بمواطنين فلسطينيين داخل إسرائيل    محافظ بورسعيد يبحث استعدادات إجراء انتخابات مجلس النواب 2025    أول تعليق من «الأطباء» على واقعة إصابة طبيب بطلق ناري خلال مشاركته في قافلة طبية بقنا    بين ابتكار الآسيويين ومحاذير الخدع التسويقية.. هل يهدد الذهب الصيني الجديد سوق الاقتصاد؟    التفاصيل الكاملة لمشروع جنة مصر وسكن مصر.. فيديو    سعر الموز والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    كيف بدأت النجمة نانسي عجرم حياتها الفنية؟    نانسي عجرم ل منى الشاذلي: اتعلمت استمتع بكل لحظة في شغلي ومع عيلتي    تفاصيل محاكمة المتهمين بالتنمر على الطفل جان رامز على مواقع التواصل    الإمارات تعلن نتائج تحقيقات تهريب العتاد العسكري إلى السودان    إنجلترا تواصل حملة الانتصارات مع توخيل وتعبر صربيا بثنائي أرسنال    أذكار المساء يوم الجمعة – حصنك من الشر والهم والضيق    اليوم.. أوقاف الفيوم تفتتح مسجد"الرحمة"بمركز سنورس    القانون يحدد شروطا للتدريس بالمدارس الفنية.. تعرف عليها    نتنياهو يربط التعامل مع أحمد الشرع بهذا الشرط    إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة واشنطن وتل أبيب على ضرباتها النووية في يونيو    4 أبراج «بيجيلهم اكتئاب الشتاء».. حسّاسون يتأثرون بشدة من البرد ويحتاجون للدفء العاطفي    الشيخ خالد الجندي: كل لحظة انتظار للصلاة تُكتب في ميزانك وتجعلك من القانتين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة فرحات.. دخل كلية التجارة ليصبح رساماً للكاريكاتير
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 09 - 2021

جمعة فرحات : كتاف صدام حسين العريانة كانت "هتضيعنى" فى العراق ..
رسمت وزير الكهرباء بالروب "بتاعى" فزعل .. وصديق رئيس الوزراء هددنى بجرعة "بنج" زيادة ..
فى نهاية التسعينيات انتقلت للإقامة بشقة فى منطقة الهرم، يفصل بينها وبين منزل الفنان جمعة فرحات رسام الكاريكاتير شارع واحد ، وعندما علم جمعة بذلك طلب منى أن أمر علية مساءً كلما سمح الأمر لأنه حسب أوامر الطبيب عليه أن يمشى يومياً لمدة ساعة بعد ان أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات قليلة.
فى هذه المرات التى مشيت فيها مع الفنان جمعه من منزله بشارع ناصر الثورة وحتى اتيلية الفنان الراحل سمير عبد الخالق بشارع العشرين لنقضى فترة من الراحة ، أكتشفت ملامح جديدة فى شخصيته فهو متواضع لاقصى درجة لا يتأخر عن مجاملة أى رسام كاريكاتير صغيراً أو كبيراً ، فهو مستعد دائماً للتواجد بين الناس ،اكتشفت وقتها أنه حلقة وصل كبيرة بين كل الأجيال المهتمة بهذا الفن وهو نموذج حقيقى لما يجب ان يكون عليه رسام الكاريكاتير، فهو مثقف يهتم بمظهره جدا، له أتجاه فكرى محدد ومتحدث لبق يبذل اقصى جهد طوال الوقت حتى تظهر رسومة بالشكل اللائق ولا يعترف ابدا أنه قدم شيئا رائعا فلديه دائما جديداً يقدمه .
حكى لى الفنان الكبير جمعة فرحات حكايات كثيرة ساخرة وخفيفة الظل فى تمشيتنا التى تكررت عدة مرات ، اتذكر بعضها مرة أخرى معكم لأننا سنفتقد جميعاً هذا الفنان الكبير الذى رحل عنا اليوم.
إحراج على المستوى العائلى
فى بعض الأحيان لا يجد رسام الكاريكاتير فكرة أو موضوعاً يرسم عنه فيضطر الى رسم موضوعات تقليدية ، وفى إحدى المرات رسم كاريكاتيراً عن الحموات ، يقول جمعة: فى واقع الامر حماتى سيدة فى غاية الطيبة وأحبها جدا وهى تعمل موظفة بإحدى الشركات وفوجئت بها بعد نشر الكاريكاتير تقول لى " جمعة أنا يابنى زعلتك فى حاجة " ؟؟ وحكت لى أن بعض زميلاتها فى العمل شاهدوا رسماً لى فى روز اليوسف عن الحموات وعرضوه عليها فشرحت لها الموضوع فضحكت ومن يومها لم أرسم أى كاريكاتير عن الحموات حتى لا أغضب هذه السيدة التى أحبها كثيرا.
المدرسين لم يسلموا من رسومه الساخرة
وعن بداياته قال أن الكاريكاتير صنع له شهرة كبيرة فى المدرسة السعيدية الثانوية ويقول الفنان جمعة عن هذه الفترة : أذكر عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى كنت أرسم مدرس اللغة الأنجليزية يومياً على السبورة وكان الطلبه يطلقون عليه اسم " ورور" بسبب قصر قامته وكنا لانفهم منه اى شىء وكانوا يعلقون بجانب الرسمة على السبورة حزمة فجل والغريب أن الاستاذ "ورور" كان يدخل الفصل يومياً ولا يلفت أنتباهة أى شىء ويمسح السبورة ويسأل عن سبب وجود الفجل وسط ضحكات الطلاب..
وفى الصف الثالث الثانوى بعض الطلاب قالوا للأستاذ ألبرت مسيحة مدرس اللغة الأنجليزية أنى أرسمه كثيرا فطلب مشاهدة كشكولى وبعد أن شاهده بتمعن طلب منى ان اذهب الية بعد نهاية الحصة وتوقعت عقابا كبيرا .. وجلست أفكر بمن ساستعين به فى حال طلبوا استدعاء ولى أمرى لأننى لم أكن أستطيع إخبار والدى بأمر كهذا لكننى فوجئت به يشيد برسوماتى ويطلب منى أن اقابلة عند منزلة فى المساء ثم اصطحبنى الى الفنان الكبير بهجت عثمان بمجلة روز اليوسف مدرسة الكاريكاتير وكان عمرى وقتها 14 عاما.
يالهوى .. ماكر اباظة !
وعن مشاغباته مع الوزراء حكى لى الفنان جمعة أن الوزير ماهر أباظة أشهر وزير للكهرباء فى مصر اصدر قراراً ذات مرة برفع أسعار الكهرباء، يقول جمعة: رسمته يظهر لأسرة مصرية فى الظلام وربة المنزل تصرخ " يالهوى ماكر أباظة " وعندما اقامت المدرسة السعيدية حفلا لتكريم خريجيها من الشخصيات العامة وإكراماً لى أجلسونى بجانب الوزير ماهر أباظة أحد خريجى المدرسة وقدمونى للوزير فضحك وقال لهم "أنا عارفه أنتوا هتقوولى عليه دة رسم عليا كاريكاتير وسمانى ماكر أباظة" وضحكنا جميعا ً ، رسمت بعدها كاريكاتير لماهر أباظة وكان يرتدى روب فاتصل بى وقال ضاحكاً "ياجمعة الرسمة حلوة بس مش كنت تلبسنى روب كويس" ؟؟ .. فرديت عليه " والله يامعالى الوزير ده أنا راسمك بالروب بتاعى " .
جرعة بنج زيادة
لم يسلم رؤساء الحكومة من رسومه اللاذعة ويحكى الفنان جمعة قائلاً : الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق تحمل الكثير من النقد والرسوم اللاذعة خاصة عندما كنت أرسمة بصحبة وزير المالية فى ذلك الوقت الدكتور محمد الرزاز .. وحدث لى موقفاً طريفاً لكن لم يكن الدكتور عاطف صدقى طرفاً فيه فعندما طلبت السفر لعمل جراحة قلب مفتوح على نفقة الدولة وافق الدكتور عاطف صدقى فوراً وحدث أن قابلت فى غرفة العمليات فى كليفلاند طبيب تخدير مصرى أسمه فوزى أندراوس وهو من أعز أصدقاء الدكتور عاطف صدقى فقال لى ضاحكاً " ها يا استاذ جمعة هاتبطل تريقة على الدكتور عاطف ولا أزودلك البنج شوية " .. ضحكت وقلت له " خلاص موافق هبطل أرسمه 3 شهور بس " .. قال لى " دول الشهور بتوع النقاهة " وضحكنا .
كتاف صدام حسين
وعن ابرز رسومه الساخرة عن رؤساء الدول يقول الفنان جمعة : رسمت صدام حسين على غلاف روز اليوسف فى أوائل التسعينات كبطل رياضى يرتدى فانلة حمالات ويلعب مصارعة الأذرع مع شامير ، وكانت وقتها العراق تقترب من امتلاك السلاح النووى وذهبت الى العراق مع مجموعة من رسامى الكاريكاتير وقمنا بعمل معرضاً لرسومنا وكان هذا الكاريكاتير ضمن الرسوم المعروضة وفوجئت بمجموعة من حزب البعث تأخذنى الى أحد جوانب المعرض وتطلب منى رفع الرسمة من المعرض وحاولت شرح الرسمه لهم فأجابونى بحزم أنهم لم يعتادوا رؤية الرئيس القائد مهيب الركن عارى الكتفين ، فرفعت الكاريكاتير من المعرض فوراً وحمدت ربنا أنها جت على قد كده.
من التسويق الى الكاريكاتير
وعن دراسته التى ليس لها أى علاقة برسم الكاريكاتير يحكى الفنان جمعة : دخلت كلية التجارة وأنا أعلم أنى سأعمل رساما للكاريكاتير منذ أن ذهبت الى روز اليوسف عندما كنت فى المرحلة الثانوية لكننى بالفعل عملت فى مجال التسويق بإحدى الشركات لفترة كبيرة بحكم تخرجى من كلية التجارة وكان عملى مفيد جدا لى كرسام كاريكاتير لأنى "لفيت" مصر كلها وشاهدت أماكن وناس لم أكن ابداً أتخيل أن أشاهدهم وأذكر مرة أننى كنت فى إحدى مناطق الريف وشاهدت اثنين من الفلاحين يرفعون الماء من الترعة بالطمبور فطلبت من السائق أن يتوقف ورسمت اسكتش حولتة لرسمة كاريكاتير أشاد بها جورج البهجورى جدا بسبب المشهد والأشخاص وهو مالاحظته فيما بعد عندما كنت أعالج بالكاريكاتير موضوعات غير معتادة مثل أنتخابات العمد مثلا فكان صلاح حافظ رئيس تحرير مجلة روز اليوسف وقتهافى ذلك الوقت يقوم بتخصيص مساحات كبيرة لرسومى لأنه كان يشعر بأنها مختلفة.
أنا والعراق وايران
يقول الفنان جمعة : تنبأت فى الكاريكاتير بحاجة أتعرفت بعدها بثلاث أو أربع سنوات عندما رسمت أثناء الحرب العراقية الأيرانية كاريكاتير لصراع الديوك بين صدام حسين والخومينى ورسمت يد أمريكا والأتحاد السوفييتى متشابكتين ولم يكن أحد يتكلم وقتها على أن الأتحاد السوفيتى وأمريكا شريكين وفيما بعد اتضحت المعلومات واتضح أن كلاهما يمول الجانبين المتحاربين ، فقد كانت لدى قناعة بأن الأتحاد السوفيتى ليس ملاكا وكذلك أمريكا فكل منهما يبحث عن مصالحة ومصلحة الأثنين فى القضاء على ايران والعراق.
ودان بطرس غالى
كل أسبوع كنت باظبط ودان يوسف بطرس غالى فى الكاريكاتير، يضحك الفنان جمعة ويكمل قائلاً : وكل أسبوع يتصل بى مدير مكتبة يطلب الرسم وكل مرة أرفض وأشرح له أن الرسمه الاصلية ملكى ولابد له من شراؤها ، لكن بطرس غالى كان بخيل جداً فاضطررت مع الألحاح أن أرسل له كل مرة صورة فوتوكوبى من الرسم ، وقابلنى بعدها فى منتدى دافوس فى شرم الشيخ واستقبلنى بزفة وظل يصيح "ياناس ياهووه الراجل ده حبيبى ومستقصدنى فى الكاريكاتير بتاعة وكل اسبوع يعمل ودانى قد كده بس أنا بحبه " .
سيداتى عانساتى
وعن ذكرياته مع القراء يقول الفنان جمعة : أتزنقت مرة فى كاريكاتير على عمود فرسمت مذيعة بتقول "سيداتى عانساتى سادتى" وفوجئت بعدها بخطاب من قارئة حزينة جداً من اهانتى للعوانس وتقول أنى رقيق القلب وفنان وحساس ولايجوز منى هذا التصرف الذى يجرح أحساس من لم تحصلن بعد على فرصة الزواج ، والطريف أنها ختمت رسالتها قائلة " بالمناسبة أنا متجوزة وعندى أولاد علشان متقولش ان الموضوع جرحنى بشكل شخصى " .
جلال ابو الدهب
وعن أكتر المواقف الغريبة التى حدثت له مع الوزراء يقول الفنان جمعة: جمعنى موقف مع الدكتور جلال أبو الدهب وزير التموين الأسبق فقد رسمتة لعدة اسابيع متتالية فى رسوم لاذعة جداً ثم حدث وقابلته فى أحدى المناسبات العامة وقدمنى له صديق مشترك فبادرت بقولى " أكيد حضرتك متضايق منى علشان الكاريكاتير و.. فقاطعنى " بالعكس بالعكس ده أنا بحبك مووت ده أنت بتشهرنى " .جمعة فرحات : كتاف صدام حسين العريانة كانت "هتضيعنى" فى العراق ..
رسمت وزير الكهرباء بالروب "بتاعى" فزعل .. وصديق رئيس الوزراء هددنى بجرعة "بنج" زيادة ..
هانى شمس
فى نهاية التسعينيات انتقلت للإقامة بشقة فى منطقة الهرم، يفصل بينها وبين منزل الفنان جمعة فرحات رسام الكاريكاتير شارع واحد ، وعندما علم جمعة بذلك طلب منى أن أمر علية مساءً كلما سمح الأمر لأنه حسب أوامر الطبيب عليه أن يمشى يومياً لمدة ساعة بعد ان أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات قليلة.
فى هذه المرات التى مشيت فيها مع الفنان جمعهhttp://الفنان جمعه من منزله بشارع ناصر الثورة وحتى اتيلية الفنان الراحل سمير عبد الخالق بشارع العشرين لنقضى فترة من الراحة ، أكتشفت ملامح جديدة فى شخصيته فهو متواضع لاقصى درجة لا يتأخر عن مجاملة أى رسام كاريكاتير صغيراً أو كبيراً ، فهو مستعد دائماً للتواجد بين الناس ،اكتشفت وقتها أنه حلقة وصل كبيرة بين كل الأجيال المهتمة بهذا الفن وهو نموذج حقيقى لما يجب ان يكون عليه رسام الكاريكاتير، فهو مثقف يهتم بمظهره جدا، له أتجاه فكرى محدد ومتحدث لبق يبذل اقصى جهد طوال الوقت حتى تظهر رسومة بالشكل اللائق ولا يعترف ابدا أنه قدم شيئا رائعا فلديه دائما جديداً يقدمه .
حكى لى الفنان الكبير جمعة فرحات حكايات كثيرة ساخرة وخفيفة الظل فى تمشيتنا التى تكررت عدة مرات ، اتذكر بعضها مرة أخرى معكم لأننا سنفتقد جميعاً هذا الفنان الكبير الذى رحل عنا اليوم.
إحراج على المستوى العائلى
فى بعض الأحيان لا يجد رسام الكاريكاتير فكرة أو موضوعاً يرسم عنه فيضطر الى رسم موضوعات تقليدية ، وفى إحدى المرات رسم كاريكاتيراً عن الحموات ، يقول جمعة: فى واقع الامر حماتى سيدة فى غاية الطيبة وأحبها جدا وهى تعمل موظفة بإحدى الشركات وفوجئت بها بعد نشر الكاريكاتير تقول لى " جمعة أنا يابنى زعلتك فى حاجة " ؟؟ وحكت لى أن بعض زميلاتها فى العمل شاهدوا رسماً لى فى روز اليوسف عن الحموات وعرضوه عليها فشرحت لها الموضوع فضحكت ومن يومها لم أرسم أى كاريكاتير عن الحموات حتى لا أغضب هذه السيدة التى أحبها كثيرا.
المدرسين لم يسلموا من رسومه الساخرة
وعن بداياته قال أن الكاريكاتير صنع له شهرة كبيرة فى المدرسة السعيدية الثانوية ويقول الفنان جمعة عن هذه الفترة : أذكر عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى كنت أرسم مدرس اللغة الأنجليزية يومياً على السبورة وكان الطلبه يطلقون عليه اسم " ورور" بسبب قصر قامته وكنا لانفهم منه اى شىء وكانوا يعلقون بجانب الرسمة على السبورة حزمة فجل والغريب أن الاستاذ "ورور" كان يدخل الفصل يومياً ولا يلفت أنتباهة أى شىء ويمسح السبورة ويسأل عن سبب وجود الفجل وسط ضحكات الطلاب..
وفى الصف الثالث الثانوى بعض الطلاب قالوا للأستاذ ألبرت مسيحة مدرس اللغة الأنجليزية أنى أرسمه كثيرا فطلب مشاهدة كشكولى وبعد أن شاهده بتمعن طلب منى ان اذهب الية بعد نهاية الحصة وتوقعت عقابا كبيرا .. وجلست أفكر بمن ساستعين به فى حال طلبوا استدعاء ولى أمرى لأننى لم أكن أستطيع إخبار والدى بأمر كهذا لكننى فوجئت به يشيد برسوماتى ويطلب منى أن اقابلة عند منزلة فى المساء ثم اصطحبنى الى الفنان الكبير بهجت عثمان بمجلة روز اليوسف مدرسة الكاريكاتير وكان عمرى وقتها 14 عاما.
يالهوى .. ماكر اباظة !
وعن مشاغباته مع الوزراء حكى لى الفنان جمعة أن الوزير ماهر أباظة أشهر وزير للكهرباء فى مصر اصدر قراراً ذات مرة برفع أسعار الكهرباء، يقول جمعة: رسمته يظهر لأسرة مصرية فى الظلام وربة المنزل تصرخ " يالهوى ماكر أباظة " وعندما اقامت المدرسة السعيدية حفلا لتكريم خريجيها من الشخصيات العامة وإكراماً لى أجلسونى بجانب الوزير ماهر أباظة أحد خريجى المدرسة وقدمونى للوزير فضحك وقال لهم "أنا عارفه أنتوا هتقوولى عليه دة رسم عليا كاريكاتير وسمانى ماكر أباظة" وضحكنا جميعا ً ، رسمت بعدها كاريكاتير لماهر أباظة وكان يرتدى روب فاتصل بى وقال ضاحكاً "ياجمعة الرسمة حلوة بس مش كنت تلبسنى روب كويس" ؟؟ .. فرديت عليه " والله يامعالى الوزير ده أنا راسمك بالروب بتاعى " .
جرعة بنج زيادة
لم يسلم رؤساء الحكومة من رسومه اللاذعة ويحكى الفنان جمعة قائلاً : الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق تحمل الكثير من النقد والرسوم اللاذعة خاصة عندما كنت أرسمة بصحبة وزير المالية فى ذلك الوقت الدكتور محمد الرزاز .. وحدث لى موقفاً طريفاً لكن لم يكن الدكتور عاطف صدقى طرفاً فيه فعندما طلبت السفر لعمل جراحة قلب مفتوح على نفقة الدولة وافق الدكتور عاطف صدقى فوراً وحدث أن قابلت فى غرفة العمليات فى كليفلاند طبيب تخدير مصرى أسمه فوزى أندراوس وهو من أعز أصدقاء الدكتور عاطف صدقى فقال لى ضاحكاً " ها يا استاذ جمعة هاتبطل تريقة على الدكتور عاطف ولا أزودلك البنج شوية " .. ضحكت وقلت له " خلاص موافق هبطل أرسمه 3 شهور بس " .. قال لى " دول الشهور بتوع النقاهة " وضحكنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.