السفارة المصرية في جيبوتي تنظم لقاء مع أعضاء الجالية    وزير العمل يلتقي أعضاء الجالية المصرية بشمال إيطاليا    نائب وزير الخارجية يلتقي الممثل الخاص لسكرتير الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: برنامجنا مع صندوق النقد وطنى خالص    الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة تطالب بإنهاء مشكلات الضرائب وفتح استيراد الليموزين    وزير الحرب الأمريكي يعلن بدء عملية عسكرية في سوريا ضد "داعش"    طائرات ومروحيات أمريكية تشن هجوما كبيرا على عشرات المواقع لداعش وسط سوريا    بريطانيا واليونان تؤكدان دعم وقف إطلاق النار في غزة    مصر تتقدم بثلاث تعهدات جديدة ضمن التزامها بدعم قضايا اللجوء واللاجئين    روبيو: أمريكا تواصلت مع عدد من الدول لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة    شهداء فلسطينيون في قصف الاحتلال مركز تدريب يؤوي عائلات نازحة شرق غزة    "القاهرة الإخبارية" تكشف تفاصيل قصف مدرسة للنازحين شرق غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية    أرقام فينشينزو إيتاليانو مدرب بولونيا في آخر 4 مواسم    ضربتان موجعتان للاتحاد قبل مواجهة ناساف آسيويًا    حارس الكاميرون ل في الجول: لا يجب تغيير المدرب قبل البطولة.. وهذه حظوظنا    مدرب جنوب إفريقيا السابق ل في الجول: مصر منافس صعب دائما.. وبروس متوازن    بالصور.. منتخب مصر يواصل تدريباته استعدادًا لضربة البداية أمام زيمبابوي    فوز تاريخي.. الأهلي يحقق الانتصار الأول في تاريخه بكأس عاصمة مصر ضد سيراميكا كليوباترا بهدف نظيف    كأس عاصمة مصر.. قائمة شباب بيراميدز لمواجهة الجونة    حملة مرورية مكبرة تضبط آلاف المخالفات على الطرق بين المحافظات خلال 24 ساعة    «مصر للطيران» تعتذر عن تأخر بعض رحلاتها من مطار القاهرة    برودة شديدة ليلًا وشبورة صباحًا.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس السبت 20 ديسمبر 2025    موعد أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل عروس المنوفية    الكاتب المجرى لاسلو كراسناهوركاى فى خطاب الفوز بنوبل |عن الأمل .. والملائكة والكرامة الإنسانية    اليوم.. نظر إستئناف توربيني كفر الدوار على حكم إعدامه    زينب العسال ل«العاشرة»: محمد جبريل لم يسع وراء الجوائز والكتابة كانت دواءه    محمد سمير ندا ل«العاشرة»: الإبداع المصرى يواصل ريادته عربيًا في جائزة البوكر    كل عام ولغتنا العربية حاضرة.. فاعلة.. تقود    إقبال جماهيري على عرض «حفلة الكاتشب» في ليلة افتتاحه بمسرح الغد بالعجوزة.. صور    متحف القرآن الكريم بمكة المكرمة ُيقدم تجربة تفاعلية تحاكي نزول الوحي    ميرفت أبوعوف تناقش مستقبل السينما في عصر الذكاء الاصطناعي    الجبن القريش.. حارس العظام بعد الخمسين    التغذية بالحديد سر قوة الأطفال.. حملة توعوية لحماية الصغار من فقر الدم    جرعة تحمي موسمًا كاملًا من الانفلونزا الشرسة.. «فاكسيرا» تحسم الجدل حول التطعيم    عمرو عبد الحافظ: المسار السلمي في الإسلام السياسي يخفي العنف ولا يلغيه    تحذير عاجل من الأرصاد للمواطنين بشأن هذه الظاهرة غدًا(فيديو)    «دولة التلاوة» يعلن نتائج الحلقة 11 وتأهل أبرز المتسابقين للمرحلة المقبلة    أخبار كفر الشيخ اليوم.. انقطاع المياه عن مركز ومدينة مطوبس لمدة 12 ساعة اليوم    هشام عطية يكتب: دولة الإنشاد    صبرى غنيم يكتب:النبت الأخضر فى مصر للطيران    كيفية التخلص من الوزن الزائد بشكل صحيح وآمن    أول "نعش مستور" في الإسلام.. كريمة يكشف عن وصية السيدة فاطمة الزهراء قبل موتها    رئيس الطائفة الإنجيلية ومحافظ أسيوط يبحثان تعزيز التعاون    شراكة استراتيجية بين طلعت مصطفى وماجد الفطيم لافتتاح أحدث فروع كارفور في سيليا    الداخلية تنظم ندوة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    الصحة: إرسال قافلة طبية في التخصصات النادرة وكميات من الأدوية والمستلزمات للأشقاء بالسودان    حارس جنوب أفريقيا: دعم الجماهير سلاحنا لحصد "كان 2025"    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر رجب.. في هذا الموعد    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    زيادة الصادرات المصرية غير البترولية 18% خلال 11 شهرا    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    للقبض على 20 شخصًا عقب مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب بالإسماعيلية بعد إعلان نتائج الفرز    داليا عثمان تكتب: كيف تتفوق المرأة في «المال والاعمال» ؟    فضل الخروج المبكر للمسجد يوم الجمعة – أجر وبركة وفضل عظيم    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    القلق يجتاح «القطاع»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة فرحات.. دخل كلية التجارة ليصبح رساماً للكاريكاتير
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 09 - 2021

جمعة فرحات : كتاف صدام حسين العريانة كانت "هتضيعنى" فى العراق ..
رسمت وزير الكهرباء بالروب "بتاعى" فزعل .. وصديق رئيس الوزراء هددنى بجرعة "بنج" زيادة ..
فى نهاية التسعينيات انتقلت للإقامة بشقة فى منطقة الهرم، يفصل بينها وبين منزل الفنان جمعة فرحات رسام الكاريكاتير شارع واحد ، وعندما علم جمعة بذلك طلب منى أن أمر علية مساءً كلما سمح الأمر لأنه حسب أوامر الطبيب عليه أن يمشى يومياً لمدة ساعة بعد ان أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات قليلة.
فى هذه المرات التى مشيت فيها مع الفنان جمعه من منزله بشارع ناصر الثورة وحتى اتيلية الفنان الراحل سمير عبد الخالق بشارع العشرين لنقضى فترة من الراحة ، أكتشفت ملامح جديدة فى شخصيته فهو متواضع لاقصى درجة لا يتأخر عن مجاملة أى رسام كاريكاتير صغيراً أو كبيراً ، فهو مستعد دائماً للتواجد بين الناس ،اكتشفت وقتها أنه حلقة وصل كبيرة بين كل الأجيال المهتمة بهذا الفن وهو نموذج حقيقى لما يجب ان يكون عليه رسام الكاريكاتير، فهو مثقف يهتم بمظهره جدا، له أتجاه فكرى محدد ومتحدث لبق يبذل اقصى جهد طوال الوقت حتى تظهر رسومة بالشكل اللائق ولا يعترف ابدا أنه قدم شيئا رائعا فلديه دائما جديداً يقدمه .
حكى لى الفنان الكبير جمعة فرحات حكايات كثيرة ساخرة وخفيفة الظل فى تمشيتنا التى تكررت عدة مرات ، اتذكر بعضها مرة أخرى معكم لأننا سنفتقد جميعاً هذا الفنان الكبير الذى رحل عنا اليوم.
إحراج على المستوى العائلى
فى بعض الأحيان لا يجد رسام الكاريكاتير فكرة أو موضوعاً يرسم عنه فيضطر الى رسم موضوعات تقليدية ، وفى إحدى المرات رسم كاريكاتيراً عن الحموات ، يقول جمعة: فى واقع الامر حماتى سيدة فى غاية الطيبة وأحبها جدا وهى تعمل موظفة بإحدى الشركات وفوجئت بها بعد نشر الكاريكاتير تقول لى " جمعة أنا يابنى زعلتك فى حاجة " ؟؟ وحكت لى أن بعض زميلاتها فى العمل شاهدوا رسماً لى فى روز اليوسف عن الحموات وعرضوه عليها فشرحت لها الموضوع فضحكت ومن يومها لم أرسم أى كاريكاتير عن الحموات حتى لا أغضب هذه السيدة التى أحبها كثيرا.
المدرسين لم يسلموا من رسومه الساخرة
وعن بداياته قال أن الكاريكاتير صنع له شهرة كبيرة فى المدرسة السعيدية الثانوية ويقول الفنان جمعة عن هذه الفترة : أذكر عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى كنت أرسم مدرس اللغة الأنجليزية يومياً على السبورة وكان الطلبه يطلقون عليه اسم " ورور" بسبب قصر قامته وكنا لانفهم منه اى شىء وكانوا يعلقون بجانب الرسمة على السبورة حزمة فجل والغريب أن الاستاذ "ورور" كان يدخل الفصل يومياً ولا يلفت أنتباهة أى شىء ويمسح السبورة ويسأل عن سبب وجود الفجل وسط ضحكات الطلاب..
وفى الصف الثالث الثانوى بعض الطلاب قالوا للأستاذ ألبرت مسيحة مدرس اللغة الأنجليزية أنى أرسمه كثيرا فطلب مشاهدة كشكولى وبعد أن شاهده بتمعن طلب منى ان اذهب الية بعد نهاية الحصة وتوقعت عقابا كبيرا .. وجلست أفكر بمن ساستعين به فى حال طلبوا استدعاء ولى أمرى لأننى لم أكن أستطيع إخبار والدى بأمر كهذا لكننى فوجئت به يشيد برسوماتى ويطلب منى أن اقابلة عند منزلة فى المساء ثم اصطحبنى الى الفنان الكبير بهجت عثمان بمجلة روز اليوسف مدرسة الكاريكاتير وكان عمرى وقتها 14 عاما.
يالهوى .. ماكر اباظة !
وعن مشاغباته مع الوزراء حكى لى الفنان جمعة أن الوزير ماهر أباظة أشهر وزير للكهرباء فى مصر اصدر قراراً ذات مرة برفع أسعار الكهرباء، يقول جمعة: رسمته يظهر لأسرة مصرية فى الظلام وربة المنزل تصرخ " يالهوى ماكر أباظة " وعندما اقامت المدرسة السعيدية حفلا لتكريم خريجيها من الشخصيات العامة وإكراماً لى أجلسونى بجانب الوزير ماهر أباظة أحد خريجى المدرسة وقدمونى للوزير فضحك وقال لهم "أنا عارفه أنتوا هتقوولى عليه دة رسم عليا كاريكاتير وسمانى ماكر أباظة" وضحكنا جميعا ً ، رسمت بعدها كاريكاتير لماهر أباظة وكان يرتدى روب فاتصل بى وقال ضاحكاً "ياجمعة الرسمة حلوة بس مش كنت تلبسنى روب كويس" ؟؟ .. فرديت عليه " والله يامعالى الوزير ده أنا راسمك بالروب بتاعى " .
جرعة بنج زيادة
لم يسلم رؤساء الحكومة من رسومه اللاذعة ويحكى الفنان جمعة قائلاً : الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق تحمل الكثير من النقد والرسوم اللاذعة خاصة عندما كنت أرسمة بصحبة وزير المالية فى ذلك الوقت الدكتور محمد الرزاز .. وحدث لى موقفاً طريفاً لكن لم يكن الدكتور عاطف صدقى طرفاً فيه فعندما طلبت السفر لعمل جراحة قلب مفتوح على نفقة الدولة وافق الدكتور عاطف صدقى فوراً وحدث أن قابلت فى غرفة العمليات فى كليفلاند طبيب تخدير مصرى أسمه فوزى أندراوس وهو من أعز أصدقاء الدكتور عاطف صدقى فقال لى ضاحكاً " ها يا استاذ جمعة هاتبطل تريقة على الدكتور عاطف ولا أزودلك البنج شوية " .. ضحكت وقلت له " خلاص موافق هبطل أرسمه 3 شهور بس " .. قال لى " دول الشهور بتوع النقاهة " وضحكنا .
كتاف صدام حسين
وعن ابرز رسومه الساخرة عن رؤساء الدول يقول الفنان جمعة : رسمت صدام حسين على غلاف روز اليوسف فى أوائل التسعينات كبطل رياضى يرتدى فانلة حمالات ويلعب مصارعة الأذرع مع شامير ، وكانت وقتها العراق تقترب من امتلاك السلاح النووى وذهبت الى العراق مع مجموعة من رسامى الكاريكاتير وقمنا بعمل معرضاً لرسومنا وكان هذا الكاريكاتير ضمن الرسوم المعروضة وفوجئت بمجموعة من حزب البعث تأخذنى الى أحد جوانب المعرض وتطلب منى رفع الرسمة من المعرض وحاولت شرح الرسمه لهم فأجابونى بحزم أنهم لم يعتادوا رؤية الرئيس القائد مهيب الركن عارى الكتفين ، فرفعت الكاريكاتير من المعرض فوراً وحمدت ربنا أنها جت على قد كده.
من التسويق الى الكاريكاتير
وعن دراسته التى ليس لها أى علاقة برسم الكاريكاتير يحكى الفنان جمعة : دخلت كلية التجارة وأنا أعلم أنى سأعمل رساما للكاريكاتير منذ أن ذهبت الى روز اليوسف عندما كنت فى المرحلة الثانوية لكننى بالفعل عملت فى مجال التسويق بإحدى الشركات لفترة كبيرة بحكم تخرجى من كلية التجارة وكان عملى مفيد جدا لى كرسام كاريكاتير لأنى "لفيت" مصر كلها وشاهدت أماكن وناس لم أكن ابداً أتخيل أن أشاهدهم وأذكر مرة أننى كنت فى إحدى مناطق الريف وشاهدت اثنين من الفلاحين يرفعون الماء من الترعة بالطمبور فطلبت من السائق أن يتوقف ورسمت اسكتش حولتة لرسمة كاريكاتير أشاد بها جورج البهجورى جدا بسبب المشهد والأشخاص وهو مالاحظته فيما بعد عندما كنت أعالج بالكاريكاتير موضوعات غير معتادة مثل أنتخابات العمد مثلا فكان صلاح حافظ رئيس تحرير مجلة روز اليوسف وقتهافى ذلك الوقت يقوم بتخصيص مساحات كبيرة لرسومى لأنه كان يشعر بأنها مختلفة.
أنا والعراق وايران
يقول الفنان جمعة : تنبأت فى الكاريكاتير بحاجة أتعرفت بعدها بثلاث أو أربع سنوات عندما رسمت أثناء الحرب العراقية الأيرانية كاريكاتير لصراع الديوك بين صدام حسين والخومينى ورسمت يد أمريكا والأتحاد السوفييتى متشابكتين ولم يكن أحد يتكلم وقتها على أن الأتحاد السوفيتى وأمريكا شريكين وفيما بعد اتضحت المعلومات واتضح أن كلاهما يمول الجانبين المتحاربين ، فقد كانت لدى قناعة بأن الأتحاد السوفيتى ليس ملاكا وكذلك أمريكا فكل منهما يبحث عن مصالحة ومصلحة الأثنين فى القضاء على ايران والعراق.
ودان بطرس غالى
كل أسبوع كنت باظبط ودان يوسف بطرس غالى فى الكاريكاتير، يضحك الفنان جمعة ويكمل قائلاً : وكل أسبوع يتصل بى مدير مكتبة يطلب الرسم وكل مرة أرفض وأشرح له أن الرسمه الاصلية ملكى ولابد له من شراؤها ، لكن بطرس غالى كان بخيل جداً فاضطررت مع الألحاح أن أرسل له كل مرة صورة فوتوكوبى من الرسم ، وقابلنى بعدها فى منتدى دافوس فى شرم الشيخ واستقبلنى بزفة وظل يصيح "ياناس ياهووه الراجل ده حبيبى ومستقصدنى فى الكاريكاتير بتاعة وكل اسبوع يعمل ودانى قد كده بس أنا بحبه " .
سيداتى عانساتى
وعن ذكرياته مع القراء يقول الفنان جمعة : أتزنقت مرة فى كاريكاتير على عمود فرسمت مذيعة بتقول "سيداتى عانساتى سادتى" وفوجئت بعدها بخطاب من قارئة حزينة جداً من اهانتى للعوانس وتقول أنى رقيق القلب وفنان وحساس ولايجوز منى هذا التصرف الذى يجرح أحساس من لم تحصلن بعد على فرصة الزواج ، والطريف أنها ختمت رسالتها قائلة " بالمناسبة أنا متجوزة وعندى أولاد علشان متقولش ان الموضوع جرحنى بشكل شخصى " .
جلال ابو الدهب
وعن أكتر المواقف الغريبة التى حدثت له مع الوزراء يقول الفنان جمعة: جمعنى موقف مع الدكتور جلال أبو الدهب وزير التموين الأسبق فقد رسمتة لعدة اسابيع متتالية فى رسوم لاذعة جداً ثم حدث وقابلته فى أحدى المناسبات العامة وقدمنى له صديق مشترك فبادرت بقولى " أكيد حضرتك متضايق منى علشان الكاريكاتير و.. فقاطعنى " بالعكس بالعكس ده أنا بحبك مووت ده أنت بتشهرنى " .جمعة فرحات : كتاف صدام حسين العريانة كانت "هتضيعنى" فى العراق ..
رسمت وزير الكهرباء بالروب "بتاعى" فزعل .. وصديق رئيس الوزراء هددنى بجرعة "بنج" زيادة ..
هانى شمس
فى نهاية التسعينيات انتقلت للإقامة بشقة فى منطقة الهرم، يفصل بينها وبين منزل الفنان جمعة فرحات رسام الكاريكاتير شارع واحد ، وعندما علم جمعة بذلك طلب منى أن أمر علية مساءً كلما سمح الأمر لأنه حسب أوامر الطبيب عليه أن يمشى يومياً لمدة ساعة بعد ان أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات قليلة.
فى هذه المرات التى مشيت فيها مع الفنان جمعهhttp://الفنان جمعه من منزله بشارع ناصر الثورة وحتى اتيلية الفنان الراحل سمير عبد الخالق بشارع العشرين لنقضى فترة من الراحة ، أكتشفت ملامح جديدة فى شخصيته فهو متواضع لاقصى درجة لا يتأخر عن مجاملة أى رسام كاريكاتير صغيراً أو كبيراً ، فهو مستعد دائماً للتواجد بين الناس ،اكتشفت وقتها أنه حلقة وصل كبيرة بين كل الأجيال المهتمة بهذا الفن وهو نموذج حقيقى لما يجب ان يكون عليه رسام الكاريكاتير، فهو مثقف يهتم بمظهره جدا، له أتجاه فكرى محدد ومتحدث لبق يبذل اقصى جهد طوال الوقت حتى تظهر رسومة بالشكل اللائق ولا يعترف ابدا أنه قدم شيئا رائعا فلديه دائما جديداً يقدمه .
حكى لى الفنان الكبير جمعة فرحات حكايات كثيرة ساخرة وخفيفة الظل فى تمشيتنا التى تكررت عدة مرات ، اتذكر بعضها مرة أخرى معكم لأننا سنفتقد جميعاً هذا الفنان الكبير الذى رحل عنا اليوم.
إحراج على المستوى العائلى
فى بعض الأحيان لا يجد رسام الكاريكاتير فكرة أو موضوعاً يرسم عنه فيضطر الى رسم موضوعات تقليدية ، وفى إحدى المرات رسم كاريكاتيراً عن الحموات ، يقول جمعة: فى واقع الامر حماتى سيدة فى غاية الطيبة وأحبها جدا وهى تعمل موظفة بإحدى الشركات وفوجئت بها بعد نشر الكاريكاتير تقول لى " جمعة أنا يابنى زعلتك فى حاجة " ؟؟ وحكت لى أن بعض زميلاتها فى العمل شاهدوا رسماً لى فى روز اليوسف عن الحموات وعرضوه عليها فشرحت لها الموضوع فضحكت ومن يومها لم أرسم أى كاريكاتير عن الحموات حتى لا أغضب هذه السيدة التى أحبها كثيرا.
المدرسين لم يسلموا من رسومه الساخرة
وعن بداياته قال أن الكاريكاتير صنع له شهرة كبيرة فى المدرسة السعيدية الثانوية ويقول الفنان جمعة عن هذه الفترة : أذكر عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى كنت أرسم مدرس اللغة الأنجليزية يومياً على السبورة وكان الطلبه يطلقون عليه اسم " ورور" بسبب قصر قامته وكنا لانفهم منه اى شىء وكانوا يعلقون بجانب الرسمة على السبورة حزمة فجل والغريب أن الاستاذ "ورور" كان يدخل الفصل يومياً ولا يلفت أنتباهة أى شىء ويمسح السبورة ويسأل عن سبب وجود الفجل وسط ضحكات الطلاب..
وفى الصف الثالث الثانوى بعض الطلاب قالوا للأستاذ ألبرت مسيحة مدرس اللغة الأنجليزية أنى أرسمه كثيرا فطلب مشاهدة كشكولى وبعد أن شاهده بتمعن طلب منى ان اذهب الية بعد نهاية الحصة وتوقعت عقابا كبيرا .. وجلست أفكر بمن ساستعين به فى حال طلبوا استدعاء ولى أمرى لأننى لم أكن أستطيع إخبار والدى بأمر كهذا لكننى فوجئت به يشيد برسوماتى ويطلب منى أن اقابلة عند منزلة فى المساء ثم اصطحبنى الى الفنان الكبير بهجت عثمان بمجلة روز اليوسف مدرسة الكاريكاتير وكان عمرى وقتها 14 عاما.
يالهوى .. ماكر اباظة !
وعن مشاغباته مع الوزراء حكى لى الفنان جمعة أن الوزير ماهر أباظة أشهر وزير للكهرباء فى مصر اصدر قراراً ذات مرة برفع أسعار الكهرباء، يقول جمعة: رسمته يظهر لأسرة مصرية فى الظلام وربة المنزل تصرخ " يالهوى ماكر أباظة " وعندما اقامت المدرسة السعيدية حفلا لتكريم خريجيها من الشخصيات العامة وإكراماً لى أجلسونى بجانب الوزير ماهر أباظة أحد خريجى المدرسة وقدمونى للوزير فضحك وقال لهم "أنا عارفه أنتوا هتقوولى عليه دة رسم عليا كاريكاتير وسمانى ماكر أباظة" وضحكنا جميعا ً ، رسمت بعدها كاريكاتير لماهر أباظة وكان يرتدى روب فاتصل بى وقال ضاحكاً "ياجمعة الرسمة حلوة بس مش كنت تلبسنى روب كويس" ؟؟ .. فرديت عليه " والله يامعالى الوزير ده أنا راسمك بالروب بتاعى " .
جرعة بنج زيادة
لم يسلم رؤساء الحكومة من رسومه اللاذعة ويحكى الفنان جمعة قائلاً : الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق تحمل الكثير من النقد والرسوم اللاذعة خاصة عندما كنت أرسمة بصحبة وزير المالية فى ذلك الوقت الدكتور محمد الرزاز .. وحدث لى موقفاً طريفاً لكن لم يكن الدكتور عاطف صدقى طرفاً فيه فعندما طلبت السفر لعمل جراحة قلب مفتوح على نفقة الدولة وافق الدكتور عاطف صدقى فوراً وحدث أن قابلت فى غرفة العمليات فى كليفلاند طبيب تخدير مصرى أسمه فوزى أندراوس وهو من أعز أصدقاء الدكتور عاطف صدقى فقال لى ضاحكاً " ها يا استاذ جمعة هاتبطل تريقة على الدكتور عاطف ولا أزودلك البنج شوية " .. ضحكت وقلت له " خلاص موافق هبطل أرسمه 3 شهور بس " .. قال لى " دول الشهور بتوع النقاهة " وضحكنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.