أحسب أننا لا نحتاج إلى التأكيد على الحقيقة الواضحة والقائمة على أرض الواقع، ولمسها وأقر بها العالم كله خلال الأيام والأسابيع الماضية وحتى اليوم، وهى انه دون الجهد المكثف والمتواصل الذى بذلته مصر، بقيادة زعامتها الوطنية والحكيمة ما كان يمكن أن تتحقق الهدنة ويتوقف القتال فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. كما لا نحتاج إلى التأكيد كذلك على أنه بالرغم من النجاح الذى تحقق فى وقف القتال وتوقف العدوان على غزة، إلا أن ذلك ليس هو كل ما تهدف مصر إلى تحقيقه وإنجاز، بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى. وفى ذلك نشير بوضوح إلى تواصل الجهود المصرية المكثفة، سعيا لتثبيت وقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة واستمرار الهدنة وإزالة العقبات التى تحول دون ذلك على الجانبين. وفى هذا الإطار تأتى التحركات والاتصالات المصرية الجارية الآن مع السلطة الوطنية الفلسطينية فى رام الله، والمقاومة الفلسطينية فى غزة وأيضا مع الحكومة الإسرائيلية، للوصول إلى التوافق المنشود. وتنطلق الجهود والاتصالات المصرية المكثفة والمستمرة طوال الأيام والأسابيع الماضية وحتى الآن، من رؤية واضحة بأن الاستقرار الشامل والتهدئة الدائمة فى المنطقة يتحققان فقط بالحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، الذى يقوم على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية. وتؤمن مصر بأن الوقت قد حان الآن لتحقيق السلام والوصول للتسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط، بما يحقق السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
