تتويجاً للمساعى الدبلوماسية المصرية لاحتواء العنف فى الاراضى الفلسطينية المحتلة ،وفي محاولة لحقن الدماء بين الفصائل الفلسطينية .. تمكن أخيراً الوفد الامنى المصرى رفيع المستوى المتواجد بقطاع غزة برئاسة اللواء برهان حماد من ابرام اتفاق بين حركتى فتح وحماس لوقف الاقتتال الذى تصاعد بعنف خلال الايام الاخيرة ووصل الى ذروته مساء الاحد حيث نشبت اشتباكات فى مختلف مناطق مدينة غزة استخدمت خلالها شتى أنواع الاسلحة.وقد أعلن عن الاتفاق على وقف اطلاق النار فورا بين الحركتين ابتداء من الساعة الثانية ونصف من فجرالاثنين وسحب كافة المظاهر المسلحة من الشوارع وإزالة الحواجز التي تعمل على تعطيل حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين. ورغم اعلان فتح وحماس فجراليوم عن اتفاق جديد لتثبيت التهدئة لايزال التوتر يسود مدينة غزة حيث تسمع اصوات الانفجارات واطلاق النار بشكل متقطع ولازالت الحواجز وبعض الطرق مغلقه ولايزال المسلحون من الطرفين يعتلون الابراج العالية كما يوجد مسلحون ملثمون منتشرين في الشوارع. وبعد ساعات من اعلان هذا الاتفاق ، تعرض للانتهاك حيث شهد محيط مقر رئيس الوزراء الفلسطينى فى حى الصابرين بغزة اشتباكات عنيفة واطلاق نار كثيف بين حرس مجلس الوزراء الذين ينتمون الى القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والتى تتألف فى معظمها من عناصر حركة حماس ومسلحين ملثمين يتردد أنهم تابعون لحركة فتح . كما شهد مستشفى الشفاء بالقرب من مجلس الوزراء اشتباكات مسلحة بين الفينة و الاخرى بين مهاجمين ملثمين ينتمون لحركة فتح وعناصر القوة التنفيذية التى تحرس المستشفى منذ أن تم تشكيلها العام الماضى وقد عبر رئيس الوفد الامني المصري اللواء برهان حماد عن استيائه وغضبه الشديد مما يحدث في قطاع غزة من عودة الي الاقتتال والاشتباكات بين الحركتين رغم الاتفاقيات التي تم ابرامها في السابق. واضاف ان قيادات الحركتين تعهدتا امام الوفد الامني المصري بالعمل على تطبيق الاتفاق فورا وانزال المسلحين من فوق الابراج وازالة الحواجز والكتل الاسمنتية وعودة قوات الامن الفلسطيني الي مواقعهم والعمل برفقة لجنة المتابعة العليا على تقييم الاحداث التي وقعت في مدينة غزة. ومن ضمن الاهداف الرئيسية وراء الهدنة الجديدة السماح لنحو 70 ألفا من طلاب المدارس الثانوية بأداء امتحانات نهاية العام في سلام , وقال شهود عيان إن الامتحانات بدأت في موعدها لكن معظم الطلبة يسلكون طرقا طويلة غير مباشرة للوصول الى مدارسهم لتجنب المسلحين.
ويعد الاقتتال الاخير هو الاعنف منذ اعلان هدنة قبل شهر أعقبت موجة عنف قتل فيها أكثر من 50 فلسطينيا في غزة معظمهم من المسلحين. ويأتي تجدد المواجهات بين الجانبين بعد فترة من التهدئة دخلت حيز التطبيق في 19 مايو، وعاد التوتر الخميس مع مقتل عنصر من الاجهزة الامنية الفلسطينية ينتمي الى فتح في اول صدامات دامية مع انصار حماس. يذكر أن هذه هي الهدنة السابعة خلال شهر. وكان ثلاثة أشخاص فلسطينيين قد قتلوا قبل ساعات من إعلان التوصل إلى الهدنة الأخيرة. يشار الى ان حماس التي فازت بالاغلبية في الانتخابات التشريعية العام الماضي، اتفقت مع فتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية في شهر مارس، وذلك بعد وساطة سعودية. الا ان هذا الاتفاق لم ينجح في وقف الصراع بين الحركتين. وعلى الصعيد الدولى، تقوم مصربتوجيهات من الرئيس مبارك بإجراء إتصالات مكثفة مع أطراف المجموعة الرباعية الدولية الخاصة بعملية السلام فى الشرق الاوسط التىتضم الأممالمتحدة و الاتحاد الأوروبى و الولاياتالمتحدة و روسيا الاتحادية . وفى هذا الاطار ،أعلن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مساء الاحد مع وزير خارجية هولندا مكسيم فرهاجن فى ختام المحادثات التى عقدت بينهما بمقر وزارة الخارجية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت والرئيس الفلسطينى محمود عباس قد يشاركان فى اجتماع الرباعى الدولى الذى يعقد فى مصر فى 26 يونيو الجارى.. مضيفا انه من المنتظر أن يعقد كذلك فى 27 يونيو اجتماع آخر للرباعى الدولى مع مجموعة الاتصال العربية يعقبه اجتماع ثالث فى اليوم نفسه للرباعى الدولى ويكون مقتصرا على أعضائه الاربعة.مشيرا الى أن الرباعى الدولى قرر فى الاجتماع الأخير ببرلين دعوة الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى لإيفاد ممثلين للمشاركة مع أعضاء الرباعى الدولى على مستوى وزراء الخارجية وسكرتير عام الاممالمتحدة.وأوضح وزير الخارجية أن الهدف من هذه الاجتماعات هو البحث فى تنشيط عملية السلام وعودة الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى لعملية مفاوضات نشطة تقود فى نهاية المطاف إلى ظهور الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية . وطالب أبوالغيط بوقف الاقتتال الدائر حاليا والعودة إلى التركيز على إجراءات بناء الثقة المتفق عليها والمعروفة باعتبارها "إجراءات مطلوبة"، الى جانب وقف إطلاق الصورايخ و أعمال القتل خارج القانون من جانب إسرائيل والافراج عن الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط وكذلك الافراج عن الاسرى الفلسطينيين حيث يوجد ما يقرب من أحد عشر ألف فلسطينى فى السجون الاسرائيلية. وأعرب أبو الغيط عن أمله فى أن يقوم وزير الخارجية الهولندى بلقاء مع عدد من الاسر الفلسطينية التى لديها معتقلون إذا ما التقى مع أسرة الجندى الاسرائيلى شاليط لأن هذا هو حق الفلسطينيين, مشددا على أن إجراءات بناء الثقة تشمل وقف الاستيطان والتوقف عن بناء الجدار العازل لأنه لن يكون مطلقا مستقبلا للحدود بين الطرفين. وأشار إلى أن الهدف من هذه الاجتماعات هو الاتفاق على عناصر التسوية وكيفية تهيئة المناخ الذى يسمح للطرفين ببدء عملية المفاوضات مرة أخرى وهذا ليس بالأمر الجديد لأن الجانبين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق فى طابا فى ديسمبر عام 2000 مشددا على أهمية تصميم الطرفين فى التحرك إلى الامام. بينماأعلن وزير الخارجية الهولندى إنه من الممكن إجراء المفاوضات الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى حول عناصر الحل معربا عن أمله فى أن تسهم مبادرة مصر لاستضافة اجتماعات الرباعى الدولى فى تحقيق هذه العناصر لبناء الثقة وأن تحقق نتائج إيجابية. وذكر إن موقف بلاده واضح على الدوام حيث ترفض لجوء الاطراف إلى العنف لتحقيق أهدافها وبالتالى فإنها ترفض الجلوس مع منظمات "إرهابية" -على حد تعبيره- مضيفا أنه يتعين التوقف عن العنف للوصول إلى السلام مشيرا إلى أن بلاده تنقل موقفها لاسرائيل دائما فيما يتعلق بالاستيطان وضرورة إعادة الأموال المستحقة إلى السلطة الفلسطينية.وأشار إلى أن هولندا مستمرة فى تقديم الدعم للفلسطينيين وهى من أكبر الدول المانحة لهم حيث قررت بلاده الاسبوع الماضى تقديم عشرة ملايين يورو لمساعدة الشرطة الفلسطينية موضحا أن بلاده تدعم القوى المعتدلة فى إطار السلطة الفلسطينية وتدعم فى الوقت نفسه الشعب الفلسطينى فى اللجوء إلى الطريقة المعتدلة لإقامة دولتهم المستقلة. وفى الأطار نفسه ،أعلن السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن مصر تتطلع لاجتماع للمجموعة الرباعية ترقى نتائجه لخطورة الوضع الراهن على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية وأن يسمى الاجتماع الاشياء بأسمائها وان يصدر رسالة واضحة تؤكد التزام المجتمع الدولى ممثلا فى الرباعية الدولية بكسر جمود عملية السلام والتحرك لتهدئة الوضع فى غزة وفى الضفة الغربية بما يهيىء الاجواء المواتية للعودة الى التفاوض باعتبار أن التفاوض بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى هو الطريق الوحيد لتحقيق تقدم يؤدى الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وقد أكدت الجبهة العربية الفلسطينية أهمية الدور الذى تلعبه مصرلدعم الحوار الوطنى الفلسطينى و دورجامعة الدول العربية فى تفعيل المبادرة العربية للسلام لدعم القضية الفلسطينية خاصة فى هذه المرحلة الحرجة . و رغم هذه الجهود المصرية لدفع عملية السلام ، يظل التساؤل متى تلتزم الفصائل الفلسطينية باتفاقات التهدئة و تمهد الطريق لبدء المفاوضات الرامية لتحقيق السلام ،واقامة الدولة الفلسطينية .؟!. 11/6/2007