ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم على الحقيقة الواضحة التى اعترف بها العالم كله وهى أنه دون الجهد المكثف والمتواصل الذى بذلته مصر بقيادة زعيمها الحكيم والواعي، ما كان يمكن أن تتحقق الهدنة ويتوقف إطلاق النار فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. وقلنا إنه على الرغم من النجاح الذى تحقق فى وقف إطلاق النار، وتوقف العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة والقدس، إلا أن ذلك ليس هو كل ما تسعى إليه مصر، وليس كل ما تهدف إلى تحقيقه وإنجازه، بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى. وفى ذلك نقول بوضوح، إن مصر ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع القتال، بل وقبل ذلك بكثير وصولاً إلى هذه اللحظة ونجاحها فى وقفة، ترى بوضوح شديد أن الأهم ليس مجرد التوصل إلى هدنة مؤقتة، بل الأهم هو التوصل إلى استقرار شامل وتهدئة دائمة فى المنطقة. وفى هذا الإطار، ترى مصر أن الاستقرار الشامل والتهدئة الدائمة، لم ولن يتحققا فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، دون التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية. وأن على العالم أجمع أن يرى ويؤمن، ومعه ومن قبله الولاياتالمتحدةالأمريكية والرباعية الدولية، وأيضاً كل القوى الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، بأن القضية الفلسطينية هى جوهر وأساس الصراع فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، وأن التهدئة والاستقرار بالمنطقة يتحققان فقط بحل هذه القضية حلاً شاملاً وعادلاً. وأن الحل الشامل والعادل والدائم يتحقق وفقاً للمبادرة العربية، التى تقوم على حل الدولتين وتنص على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدسة العربية، هذه هى رؤية مصر، وذلك هو الطريق للاستقرار والسلام فى المنطقة، وهو ما تسعى إليه.
