الملهم «بايلسا».. تلاميذه الثلاثة في نصف نهائي أبطال أوروبا

كتب - محمد حامد
يجلس محتسياً مشروبا ساخنا، يراقب سير المباراة وكأن الحكم دق طبول الحرب، يلقبونه بالمجنون وبالفعل حينما ترى مباريات فريقه تتفهم سر اللقب، كل هذا وأكثر من الصفات المتجمعة فى الأرجنتينى مارسيلو بايلسا المدير الفنى لليدز يونايتد والمدرب السابق للمنتخب الأرجنتينى والعديد من الفرق.
بالتأكيد سيتبادر لذهن القارئ عندما يطالع السطور الماضية، "وما الداعى للحديث عن بايلسا فى هذا التوقيت؟"، أما الإجابة كما هو مذكور فى العنوان، فقد صعد لنصف نهائى دورى أبطال أوروبا ريال مدريد ومدربه زين الدين زيدان، وباريس سان جيرمان ويقوده فنياً ماوريسيو بكوتينو، كما وصل مانشيستر سيتى أيضاً ومدربه بيب جوارديولا، والعامل المشترك فى المدربين الثلاثة هو أنهم تتلمذوا بطرق مختلفة على يد بايلسا.
بايلسا مدرب من نوعية خاصة، يمتلك شغف وعشق كبير لكرة القدم، يبحث دائماً عن منظومة لعب مختلفة، قد لا يتبعها نتيجة إيجابية ولا بطولات.. للمدربين الثلاثة قصص مع بايلسا، بداية من المدرب الأكثر شغفاً به، جوارديولا الذى طالما تحدث عن إعجابه به واعتاد بيب عند الحديث على بايلسا أنه الكتالوج الخاص به فى علم التدريب، كما أنه أكد أكثر من مرة على قدراته فى التعامل مع اللاعبين الذين تتحول سماتهم خلال المباريات فيتحولون لوحوش على أرض الملعب.
بيب قبل أن يمتهن التدريب جلس مع بايلسا، تأثر به، تعلم منه، واستخدم أسلوبه ليصبح الفارق بينهما التتويج بالبطولات الذى يكتسح فيها مدرب السيتى نظيره فى ليدز يونايتد.
بعد دخول جوارديولا عالم التدريب فاز على بايلسا عندما التقيا سوياً إلا أن الموسم الحالى نجح أخيراً مارسيلو فى جمع أربع نقاط من جوارديولا بالفوز والتعادل بلقائى ليدز والسيتى بالدورى.
أما عن ماوريسيو بوكتينو فقد كانت رحلته مع بايلسا هى الأطول بين المدربين الثلاثة، فقد بدأ معه كلاعب خلال فترة تدريبه فى الدورى الأرجنتينى، ثم تدور الأيام ويدربه فى إسبانيول والمنتخب الأرجنتينى.
وضع بوكتينو بصمته سريعاً فى عالم التدريب، الأمر الذى ظهر جلياً خلال قيادته لتوتنهام هوتسيبير بعد فترة ناجحة قضاها مع ساوثهامبتون، وصل مع الفريق الإنجليزى لنهائى دورى الأبطال الموسم قبل الماضى بأفكار قوية جعلت الفريق اللندنى يصل لهذه المكانة، وقد يكرر إنجازه مجدداً مع باريس سان جيرمان.
أما زين الدين زيدان فقد ظهر تأثره ببايلسا فى 2015 الماضى، حينما كان زيزو مدرباً للفريق الثانى للريال، وفى المقابل كانت فترة بايلسا مع مارسيليا، اندهش الجميع من رغبة زيدان فى التعلم منه، حيث ذهب لتمرين الفريق الفرنسى، فشرح بايلسا لزيدان الخطوط العريضة قبل بدء تمرينه ووعده باستمرار الحديث عقب انتهاء التمرين وهو ما قد حدث بالفعل.المدربون الثلاثة متقاربون فى أسلوب اللعب، وسر الخلطة هو بايلسا، الذى زرع بينهم الشغف والحب الشديد للكرة، مما جعل ابتكاراتهم نابعة من هذا الشغف الذى قد لا يتوقف بالنسبة لهم.