رئيس وزراء باكستان يدين محاولة اغتيال نظيره السلوفاكي    بعد إصلاح عطل في محطات المعدلات الكهربائية.. انتظام الخطين الأول والثاني بمترو الأنفاق    سعر الدولار مقابل الجنيه في 9 بنوك مع بداية تعاملات اليوم الخميس    إطلاق الكهرباء وتشغيل محطة الصرف بأراضي «بيت الوطن» بالقاهرة الجديدة    ارتفاعات جديدة لأسعار البترول العالمية لليوم الثاني على التوالي    مواني البحر الأحمر تشهد حركة نشطة: 10 آلاف طن بضائع و585 شاحنة خلال يوم واحد    توريد 40 ألف طن قمح لشون وصوامع القليوبية    أسعار العدس اليوم الخميس 16-5-2024 في الأسواق    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    السيسي يبحث مع القادة العرب تعزيز التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات    ملفات مهمة على طاولة القمة العربية في البحرين.. أبرزها أوضاع غزة والسودان    بوتين يصل قاعة الشعب الكبرى في بكين استعدادا للقاء الرئيس الصيني    باحث سياسي: الأجيال الجديدة في أمريكا ترى حقيقة جرائم إسرائيل    منظمة التعاون الإسلامي: القضية الفلسطينية تشهد تطورات خطيرة    روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بصواريخ أمريكية على شبه جزيرة القرم    موعد مباراة برشلونة وألميريا بالدوري الإسباني والقناة الناقلة    موعد مباراة الزمالك ونهضة بركان بالكونفدرالية والقناة الناقلة    مواعيد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    أسعار الدواجن في المحلات اليوم الخميس 16-5-2024    محافظ القاهرة يتفقد امتحانات الإعدادية بالأسمرات    تطور جديد في قضية سائق أوبر المتهم بالتحرش بفتاة التجمع    حظك اليوم، انفراجات وصراعات في أغلب الأبراج (فيديو)    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية بيكلموني قائمة الأكثر استماعا في مصر    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    عمر الشناوي يكشف كواليس إصابته ب «الحشاشين» وأسباب أزمته النفسية في بداياته ببرنامج «واحد من الناس» الأحد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    عالمة آثار: صورة قرطاج على قميص مؤسس فيسبوك ليست بريئة    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد البداية المحبطة ناشرون: المعارض الافتراضية.. فاشلة إلى الآن!
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2021


تحقيق: شهاب طارق
سنة من التوقف التام عاشها النشاط الثقافى فى مصر جراء تفشى فيروس كورونا، خسائر بالملايين تكبدتها دور النشر المختلفة، وانسحب كثير منها من السوق بالفعل نتيجة الخسائر، فى قطاع كان يعانى بالفعل من قبل الجائحة، ومع الإعلان عن تأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام لجأت دور النشر لتنفيذ بعض الحلول التى قد تساعدها على تجاوز أزمتها ولو بشكل مؤقت، لذلك فكرت فى إقامة معرض افتراضى للكتاب تزامنًا مع موعده الأصلى، من خلال إطلاق بعض المنصات والمواقع التى تساعد فى ترويج الكتب وبيعها، كما أعلنت الهيئة العامة للكتاب، خلال الأسبوع الماضى نيتها عن إنشاء منصة إلكترونية قبل انطلاق موعد معرض القاهرة الدولى للكتاب، تجربة لاتزال فى بدايتها رغم أن المؤشرات الأولى لها قد لا تبدو جيدة، لكنها قد تساعد فى إيجاد حلول مؤقتة لقطاع يقف على الهاوية فى ظل غياب الدعم الرسمى له من جانب وزارة الثقافة.
سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين قال إن المعارض الافتراضية اجتهادات من بعض الناشرين، لكن «جدواها ضعيفة» حتى الآن حسب متابعته؛ يقول: كل هذه المحاولات لا تزال فى طور مرحلة الاجتهادات «المحدودة»، ومن الصعب أن نقول أنها أثرت على سوق النشر بالإيجاب، ربما تكون بدايات مبشرة، ونحن لدينا حاليًا عدة محاولات لتنفيذ منصات كبرى منها منصة الهيئة العامة للكتاب التى تعمل على تنفيذ الأمر، كذلك نحاول عمل منصة أخرى من خلال اتحاد الناشرين المصريين، ليس الهدف منها طرح المنتج فقط، لكنها تحوى على بيانات الناشرين، وهى أول منصة لما نسميه ُب«مدخلات صناعة النشر»، والتى تحوى على بيانات كل من مصممى الأغلفة والمصححين اللغوين، وكذلك مستوردى الورق والمطابع. فالهدف من كل هذه البيانات هو أننا سنوفر لأى ناشر يود أن يعمل فى مجال النشر أن يتواصل بهؤلاء، لذلك نقدم له أكثر من مستوى لتنفيذ منتجه الثقافى، وكذلك هى فرصة لدعم شباب الخريجين لتقديم أنفسهم فى سوق النشر وتقديم منتجهم وفقًا لما يتطلبه السوق فخريج اللغة العربية يستطيع أن يعمل فى مجال التدقيق اللغوى، من خلال تسجيله على المنصة ضمن المواهب الجديدة، وهذا هو حلمى الشخصى الذى أعمل عليه منذ ثلاث سنوات فى اتحاد الناشرين المصريين، أيضًا هناك منصة أخرى أعمل عليها وهى منصة دار المعارف، لأننا نملك أكثر من ثلاثين ألف عنوان، ونسعى كذلك لضم جميع إصدارات إنتاج المؤسسات الصحفية المصرية، ثم الناشرين المصريين والعرب.
بشكل عام يرى عبده أن معرض الكتاب الافتراضى يمكن أن يستمر فى المستقبل لكن يجب أن تنفذ الفكرة بشكل صحيح، خاصةً أن عدد المكتبات داخل مصر لا يرقى للمستوى، وبالتالى لو نجحت هذه المبادرات، حينها قد نتمكن من تطبيقها بصورة مستمرة فى المستقبل، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، التى تتيح للناشرين فرصة جيدة للوصول للقارئ، لأن الناشر لا يستطيع أن يصل إلى القارئ عبر المنصات التقليدية مثل الصحف والتلفزيون، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الإعلانات فيها، وأصبح فى النهاية يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعى للوصول للقارئ.
البديل المُر
يضيف عبده أنه خلال فترة كورونا تأثر الناشر المصرى بشكل كبير للغاية، وفقًا لآخر إحصائية فإن 35٪ من الناشرين المصريين توقفوا عن النشر، وباقى الناشرين تأثروا، بسبب وقف المعارض الخارجية والداخلية، وحتى التعامل مع الهيئات والجامعات والوزارات متوقف، وهذا التأثير السلبى الكبير لن تستطيع الصناعة أن تصمد أمامه لفترة كبيرة فى ظل هذه الظروف، أيضًا وزارة الثقافة لم تقدم دعما لأى ناشر فى ظل هذه الظروف الصعبة، والدعم فقط الذى كان يقدم للاتحاد منذ سنوات فى حدود نصف مليون جنيه، لكن رغم أنه لا يوجد بند فى الوزارة يخص هذا الأمر فقد قدمت الوزيرة مبلغ 150 ألف جنيه للاتحاد، لكن حتى لو وزعنا مبلغ ال150 ألف جنيه على 1000 ناشر لن يجدى شيء هذا المبلغ، وعندما يتعثر أحد الناشرين عن سداد الاشتراك السنوى حينها يتدخل الاتحاد، ونحن لدينا العديد من المشكلات التى تحتاج للحل الجذرى، وأتمنى أن يعود المعرض فى شهر يونيو القادم، لأننا لم نكن نملك أى بديل وعندما جلسنا فى اللجنة العليا مع وزيرة الثقافة والجهات المسئولة، وجدنا أن المعرض مستحيل أن يقام فى موعده الرسمى، لكن حددنا شهر يونيو لإقامة المعرض لأننا لم نرد أن تضيع علينا السنة المالية والتى تنتهى فى شهر يونيو، والأمر بالطبع حتى الآن غير مؤكد لكن نتمنى أن تتحسن الظروف لأننا لا نملك أى بديل آخر، فاخترنا فى النهاية البديل المُر.
مشاكل لوجستية
شريف بكر مدير دار العربى للنشر قال إن فكرة إقامة معرض افتراضى بدأت منذ شهر ديسمبر الماضى، وتحديدًا عندما تم الإعلان عن تأجيل إقامة المعرض فى موعده الرسمى، «لذلك بدأنا البحث لمعالجة الأمر بصورة صحيحية، لأننا كنا نتوقع وجود سيولة مالية معينة من المعرض نتيجة البيع، لكن تأجيله أدى لتوقف هذه السيولة المالية، وفى نفس الوقت وضعنا فى اعتبارنا ما نسميه ب«القارئ المخلص»، والذى يأتى إلينا فى أول ثلاث أيام من انطلاق المعرض، وهو الذى يعد قوائم مسبقة بالكتب قبل بدأ المعرض، ويضع ميزانية مخصصة للشراء، للاستفادة من الخصومات، لذلك لم نرد أن نخسر هذا القارئ تحديدًا، لأننا أدركنا أن الميزانية التى حددها للمعرض لن تبقى معه حتى شهر يونيو، لذلك قررنا وضع خصومات على الكتب، حتى يكون الأمر مغريا بالنسبة له، وكى يستفيد كقارئ ونستفيد نحن كدار نشر، فنحن لم نتوقف عن الإنتاج طوال تلك الفترة الماضية بل بالعكس أصدرنا الكثير من الأعمال الجديدة، لذلك أردنا أن نفيد ونستفيد، وقدمنا هذه الخصومات وقمنا بتسويق منتجاتنا.
يضيف بكر: للأسف لم نجد أى خطوة من جانب اتحاد الناشرين كى تكون تجربة مجمعة، وليست فردية، لذلك لجأنا إلى العمل والتسويق الفردى، وبدأت تظهر المشاكل، فنحن فى مصر لدينا مشاكل لوجستية كثيرة وهذا ما ظهر، بسبب مشاكل توصيل الكتب، ومشاكل التحصيل، وكذلك مشاكل البريد، الذى وجدناه سيئا للغاية لا يمكن أبدًا أن يعتمد عليه لا فى وقت ولا فى تكلفة، وإذا أردنا إرسال كتاب خارج مصر نحتاج إلى موافقات، وهى أمور جديدة بالنسبة لنا كناشرين، كذلك فى البريد يحاولون أن يسوقوا للبريد السريع على حساب البريد العادى، على سبيل المثال إذا أردنا إرسال كتاب من خلال البريد من وسط البلد إلى التجمع سيصل فى خمسة أيام! بجانب التكلفة العالية، وأيضًا قمنا باستخدام شركات الشحن الجديدة ولم نجد طلباتها مناسبة بالنسبة لنا، فنحن هنا فى مصر عندنا الكثير من المشاكل اللوجستية، لذلك لجأنا فى النهاية إلى عقد شراكة مع مواقع مثل سوق وجوميا، ووفرنا منتجاتنا بنفس الخصومات، فى محاولة لجذب القراء.
وعن مبادرة إطلاق معرض افتراضى للكتاب يقول بكر إنها بدأت منذ عدة أيام لكن لم يتم الاستجابة لها بشكل مبشر كما كنا نتصور، ولا أعلم سبب هذا، لا أدرى هل الناس غير مستعدة للشراء الإلكترونى، أم أنهم لا زالوا يفضلون النزول وشراء الكتب، فنحن غير قادرين على أن نضاهى أوروبا فى البيع الإلكترونى، فهم فى تلك الفترة عندهم إغلاق كامل، إلا أن مبيعات الكتب هناك زادت بنسبة 15٪ خلال الشهر الماضى، وهذا يعنى أن الناس هناك فى فترة الغلق الكامل ازدادت لديهم معدل المقروئية، لكن فى مصر نجد أن القارئ قد استغنى عن الكتاب، ولم تعد للقراءة أهمية بالنسبة له.
يرى بكر أن اتحاد الناشرين المصريين يحاول، لكن فى النهاية؛ لم يروا أى دور له فى الأمر، «قالوا أنهم سيشكلون لجنة للدراسة، لكن الأمر مجرد كلام». يقول: «أنا كناشر ليست مهمتى هى أن أذهب لتوزيع كتبى، لأن مهمتى الرئيسية هي؛ إنتاج كتاب وتسويقه، لكن المأساة هى التوزيع وتوصيل المنتج للقارئ، وهذا ليس دورى كناشر، وفى اتحاد الناشرين يصرون على إطلاق منصات مثل أمازون وهذا أمر استحالة أن يحدث فى يوم وليلة، فهم لم يتقدموا حتى الآن خطوة للأمام ولم يقدموا أى شيء، ولا حتى قدموا لنا أى مساعدة، فأبسط شيء نريده من الاتحاد هو حل مشكلة البريد، ونحن كصناعة نشر سواء كتب أو مطبوعات نحتاج أن تنخفض تكلفة الشحن، وأن يكون هناك شحن مختلف، وعندما نضع كلمة «مطبوعات» على الظرف نجدهم يطالبونا بفتح الظرف كى يقرأوا الكتاب، كذلك مشكلة رقم الإيداع لم تحل حتى هذه اللحظة، فهم كل يوم يأتوا لنا بجديد وهم تارة يقولون لنا نريد إقرار من الكاتب وتارة أخرى يقوموا بإلغاء فكرة الإقرار وبعدها نذهب إليهم فيطلبوا الإقرار من الكاتب مرة أخرى، ويقولوا لنا أصل موضوع الكتاب «حساس» وهذه الأشياء كلها تضييق علينا كناشرين، والاتحاد مشكورين يحاولون لكنى أنا كناشر ما يهمنى هى النتائج التى لا أراها على أرض الواقع».
وعن المعارض الإقليمية يقول بكر إنه لا يشترك فى هذه المعارض لأنه لا توجد قوة شرائية حقيقية هناك حيث أن هناك نوعية كتب معينة هى التى تلقى رواج هناك مثل كتب الأطفال، وقد قاموا بالفعل مرات عديدة قبل الكورونا بالنزول لهذه المعارض لكن لم يجدوا استجابة من قبل رواد المعرض، لأن ليست كل العناوين تناسب المجتمع هناك، فهم غير معتادين على الأمر، ويرى أنه لا يمكن أن يكون معرض ثقافى فى تلك الأقاليم، لأن حتى المثقفين هناك ينتظرون معرض الكتاب لشراء الكتب، ونحن حتى الآن ننتظر ونأمل أن يقام معرض الكتاب فى يونيو المقبل، لأننا لا نملك حتى الآن أن نؤكد على هذا، لكنى كناشر أتمنى أن يقام لأننا نشعر بخيبة أمل كبيرة.
تحفيز القراء
محمود لطفى مدير مكتبة تنمية يقول إنهم حين فكروا فى إقامة معرض افتراضى للكتاب كان ذلك بسبب تأجيل معرض القاهرة الدولى، وتزامنًا مع توقيت المعرض الذى اعتاد عليه القراء، وذلك حتى لا يتكبدوا الكثير من الخسائر، وهو يرى أن المعرض الافتراضى نجح كما توقعوا له، لأنهم عانوا كثيرًا بسبب كورونا وما سببته من إغلاق، لكن الشىء الإيجابى الذى حدث هو زيادة مبيعات الكتب عبر الإنترنت خلال تلك الفترة السابقة، فهم اعتادوا أثناء فترة المعرض أن يأتى الزوار لجناح المكتبة، لاقتناء الكتب لكن كانت فكرة توصيل الكتب إلى المنازل تتم بصورة أقل حينها، لكن خلال الفترة الحالية شملت عروضهم توصيل الكتب للمنازل حتى يحدوا من التجمعات بالمكتبة فى ظل الجائحة، مما ساهم فى زيادة المبيعات الإلكترونية إسوةً بما كان يحدث من قبل، «وقد تعاقدنا مع العديد من شركات الشحن للقيام بالأمر، لكن فى المقابل نسبة البيع بالمكتبة انخفضت عن الطبيعى بكثير».
يرى لطفى أن المبيعات حتى الآن أقل من الطبيعى، وقد قاموا بتحفيز القراء من خلال وضع العديد من الخصومات على مدار عام 2020 وهذا الأمر لم يكن يحدث من قبل، لكن مع استقرار الأوضاع ربما ستستمر هذه العروض فقط خلال فترة المعرض. يضيف أنهم تأثروا كثيرًا بسبب عدم وجود معرض للكتاب، لكنه لا يفضل أن يقام المعرض فى شهر يونيو المقبل وأن يقام فى ميعاده الطبيعى لأن دورة المعارض يجب أن تكون ثابتة، وعملية ترتيب الموعد هى عملية هامة للغاية تساعد كل ناشر على ترتيب أجندته، وترتيب عملية شحن الكتب لوصولها فى الموعد، لذلك يخشى أن يتأثروا نتيجة إقامته فى موعد مختلف عن موعده الرسمى الذى اعتاد الناشرون عليه.
وبخصوص إتاحة الكتب العربية فى ظل الجائحة يقول: «نحن لدينا أحدث الإصدارات العربية رغم ما نعانيه بسبب الإغلاق، نحرص على توفير الكثير من الكتب العربية الهامة عن طريق توفير طبعات مصرية، وهى عمليه لها الكثير من الإيجابيات منها تقليل الوقت بالنسبة لوصول الكتب، وكذلك تقليل سعر تكلفة الكتاب، وأيضًا لمحاربة التزوير المستمر، فرواية إبراهيم نصر الله الجديدة توفرت لدينا وقت نزولها، لكن فى بعض الأحيان يحدث تأخير بالنسبة لوصول الكتب بسبب حالة الإغلاق التام التى تحدث فى بيروت، وذلك لأن أغلب الإصدارات العربية تصدر من هناك».
محاولة تعويض الخسائر
أحمد بدير مدير عام دار الشروق والنائب الأسبق لرئيس اتحاد الناشرين المصريين، يرى أنه من المبكر تقييم التجربة بشكل عام، حيث إن غالبية هذه المعارض مازالت فى بدايتها، وفى هذه الظروف الصعبة لم تحدد المقاييس التى نستطيع أن نقيس على أساسها وذلك لاضطرار كل الناشرين المشاركة فى أى معرض، افتراضى أو عادى، لمواجهة المشاكل الكثيرة التى واجهتها صناعة النشر خلال العام الماضى ومازالت توجهها حتى الآن. ورغم إن قرار تأجيله كان ضروريا فى ظل الموجة الحالية من وباء كورونا، لذلك اضطر الناشرون، وكل الصناعات التى لها علاقة بمعرض الكتاب، إلى العمل فى اتجاهات أخرى جديدة لمحاولة تعويض الخسائر الناتجة عن هذا التأجيل، ومن هنا ظهرت وانتشرت المعارض الافتراضية.
لكن إذا نظرنا إلى التجربة بصورة مجردة من أى عوامل محيطة، سنجد أنها فرضت نفسها بالفعل سواء فى معرض الكتاب أو غيره، لأن جزءا معتبر من التجارة بوجه عام انتقل إلى الفضاء الإلكترونى، والمزيد من القراء يلجأون للشراء عبر مواقع المكتبات الإلكترونية، ليس فقط لسهولة عملية الشراء ولكن لكبر حجم المعروض على هذه المواقع، فضلا عن العروض والخصومات التى تقدمها تلك المكتبات الإلكترونية.
يضيف بدير أنه لا يمكن بكل تأكيد أن نعتبر هذه التجربة بديلا لمعرض القاهرة للكتاب - المعرض الأهم فى العالم العربى كله - هذا المعرض الذى ستقام دورته الثانية والخمسين هذا العام، عوّدنا على زيارته وأصبح تقليدا سنويا تنتظره الأسرة المصرية جيلا بعد جيل لزيارته، لذلك لا يمكن أن تضاهيه معارض الكتب الافتراضية أو تشبهه ومستحيل تعويض غيابه أو تكون بديلًا له.
وعن المعوقات الموجودة فى الوقت الحالى بالنسبة لسوق النشر، قال إن هناك عدد من التحديات الحالية التى تواجه سوق النشر: أولًا الكتاب ليس من بين ضرورات الأسرة المصرية والعربية مع الأسف، بل يعتبر من الرفاهية التى يمكن الاستغناء عنها، فعندما تأثر الاقتصاد بسبب الجائحة أثر بدوره على إقبال الجمهور على الكتب وبالتالى تضررت صناعة النشر.
ثانيًا: العائق والتحدى المستمر هو جريمة تزوير الكتب، التى استشرت بكثافة فى فترة وباء كورونا، بل وانتقل المزورون من التواجد فى الشارع إلى منطقة البيع الإلكترونى فى ظل خلو الشوارع من المواطنين لحظر التجول والإغلاق وسياسات التباعد الاجتماعى التى اُتبعت خلال العام الماضي.
الأمر الثالث أن سوق النشر تأثر بشكل كامل بإلغاء المعارض كلها عربيًا وعالميًا، كما أن تلك المعارض، خاصة العربية التى تعتبر أسواق لبيع الكتب، تعد بالضرورة فرصة سنوية للقاء الناشرين بالموزعين من الدول المختلفة، وفرصة للناشرين بشكل رئيسى لتسويق وتوزيع منتجاتهم ممن ليس لديهم أدوات توزيع كالتى يمتلكها الناشرون الكبار، وبالتالى تم حذف جزء كبير من إيرادات هؤلاء الناشرين نتيجة هذا الإلغاء، وأثر على صناعة النشر بكل تأكيد.
والأمر الأخير هو شبه انعدام الدعم لصناعة النشر، فنجد الدول الغربية التى أغلقت معارضها وشوارعها بشكل عام، قامت بعمل حزم اقتصادية لدعم صناعة النشر كإنجلترا التى قدمت منحا لا ترد وقروض دون فوائد أو بفترات سماح تصل إلى سنة، تفاديًا لإغلاق دور النشر أو تقليل العمالات بها، بل وتضرر صناعة نشر على المدى البعيد بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، كل هذا لم يحدث فى العالم العربى باستثناء حاكم الشارقة الذى أعفى الناشرين المشاركين فى معرض الشارقة للكتاب 2020 من رسوم إيجار الأجنحة، إلى جانب أن الإغلاق الذى شهدناه العام الماضى خلق مشكلة فى تحصيل الأموال، ما أدى إلى نقص كبير فى الإيرادات، وهناك كثير من الناشرين المصريين والعرب أغلقوا أبوابهم بالفعل، لعدم قدرتهم على مواجهة هذه المعوقات.
يرى مدير عام دار الشروق أن التداعيات السلبية لوباء كورونا من الإغلاق والتباعد وخلافه، تسببت فى تسارع استخدام أدوات التكنولوجيا والاعتماد عليها فى مختلف النواحى ومنها صناعة النشر، وما كان سيحدث بعد خمس سنوات من انتشار للتجارة الإلكترونية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى لعقد اللقاءات والاجتماعات عن بعد أصبح يحدث الآن، لكن كل ذلك لم ولن يعوض خسائر البيع على أرض الواقع ليس فى هذه الفترة ولا فى المستقبل القريب، رغم أن البيع الإلكترونى يزداد نموا بالفعل، ومستقبله أفضل من ماضيه، ويجب الاستثمار فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.