تساؤلات عديدة داهمتنا الأيام الأخيرة، بعد تفجر أزمة منتخب الشباب، المشارك فى مسابقة منطقة شمال افريقيا بتونس. أجرت البعثة مسحات قبل السفر من القاهرة، وبعد الوصول إلى تونس، ثبت أنهم جميعا بخير، ونتائج تحاليل فيروس كورونا الخاصة بهم سلبية. وفوجئنا قبل مباراة المنتخب الأولى مع ليبيا بساعات، بإعلان نتائج مسحات ما قبل المباراة، تفيد إصابة 14 لاعبا، بالإضافة إلى الكابتن ربيع ياسين المدير الفنى. كيف حدث هذا؟ ولماذا أصاب الفيروس منتخب مصر وحده، رغم أن جميع المنتخبات المشاركة، تقيم فى فندق واحد؟! تم اعتبار المنتخب خاسرا لقاء ليبيا بثلاثية، بدلا من تأجيل المباراة، كما حدث فى مناسبات مشابهة عديدة، أوروبية وحتى أفريقية، وآخرها لقاء الزمالك مع الرجاء فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا! تكرر نفس المشهد المؤسف فى لقاء المنتخب الثانى امام تونس، رغم تقديم أدلة مصرية تؤكد توافر العدد الكافى من اللاعبين المؤهل طبيا لخوض اللقاء. لقد أكدت تصريحات بعض مسئولى بعثة المنتخب وجود تعنت واستهداف لابعاد منتخب مصر.. لكننى ورغم إيمانى بنظرية المؤامرة، أستبعد ذلك. فالمنتخبات المشاركة عربية، والبلد المستضيف عربي، والبطولة تحت 20 سنة، وليست المنتخبات الوطنية الأولى. الأهم فى رأيى، كيفية إدارة الأزمة، وتأثيراتها على صورة مصر. وأعيد التساؤلات، كيف داهم الفيروس أكثر من نصف لاعبى المنتخب، قبل لقاء ليبيا بساعات، ومدى التزام البعثة بالإجراءات الوقائية؟ وأتساءل أيضا: لماذا تم اتخاذ إجراءات ارسال طائرة خاصة لإحضار البعثة، بناء على مناشدة ربيع ياسين على الفضائيات، ثم إلغاء القرار بزعم نشر فيديو للاعبين، يعلنون فيه عدم العودة؟! الأمر برمته يحتاج تحقيقا شفافا، لنعلم حقيقة ما جرى. وتحديد أبعاد المؤامرة، ان وجدت، أو المخطئين من مسئولى البعثة، ان كان الإهمال سبب الأزمة. المهم ان نتوصل إلى حقيقة ما جرى بتحقيقات شاملة، ونتعامل مع القضية بجدية الكبار، قبل أن نلقى الاتهامات بشكل جزافى. فى كل الأحوال، سوف نتعلم مما جرى، إذا عرفنا أسبابه. أما إذا تعاملنا مع الأمر باستهانة، فسوف تستمر الخسائر، بلا حساب!!