بين جبال سيناء اعتزل دير سانت كاترين المهيب، والذي يعد الأقدم في العالم، وصنعت عزلته وهيبته العديد من الأسرار . لعل أكثرها غموضاً غرفة الجماجم . من هي القديسة سانت كاترين: أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء بوزارة السياحة والآثار، أن قصة القديسة «سانت كاترين» ، هي تنتمي لعائلة أرستقراطية وثنية من الإسكندرية ولدت في عام 194م، وكانت تسمى «زوروسيا»، وعُرف عنها أنها مثقفة وجميلة يرغبها الكل لبهائها وهيئتها ورجاحة عقلها، رفضت الجميع واعتنقت المسيحية خلال حقبة اضطهاد الامبراطور مكسيمينوس للمسيحيين، فاتهمته علنا بقيامه بتقديم القرابين للأصنام. ويضيف الدكتور ريحان ، أن غرفة الجماجم تحتوي علي عظام بشرية تعود إلى الأربعين شهيد من الرهبان القدماء الذين حاولوا اقناع كاترين بالحياة الدنيوية بينما استطاعت هي إقناعهم بالحياة الربانية. ويضيف الدكتور ريحان، أن الأربعون شهيداً عاشوا في الجبل فترة من الزمن ولما توفي والد كاترين وتولي عمها الحكم حاول بطرق كثيرة ارجاعها فلم ترضخ له فحضر بجنوده وقام بذبح الأربعين لعدم استطاعتهم اقناع كاترين بالعودة وكانوا أول الشهداء في المكان. أكد الدكتور ريحان، أن هناك مقبرة للرهبان بدير سانت كاترين يطلق عليها أسم «الطافوس» ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل فينبشونها ويأخذون عظامها ويجعلونها فى معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض الجماجم. ويضيف الدكتور ريحان أن معرض الجماجم هي غرفة تمتلأ بعشرات الجماجم والعظام يقف أمام هيكل عظيم لراهب في كام هيئته وكأنه يقودها . هي غرفة صغيرة تضم رفات الموتى من الزُوّار الروس وأهل الطور والمعرض عبارة عن قبو متسع تعلوه كنيسة فى جزء منه، ورصت الجماجم بعضها فوق بعض، وفى الجزء الآخر باقى العظام والهياكل العظمية للرهبان معروضة كاملة من الرأس إلى القدم. ويتابع أن هياكل «المطارنة» فقد وضع كل هيكل فى صندوق خاص أو فى عين فى الحائط ومنها رفات المطران حنانيا المتوفى 1668م والمطران أثناسيوس والمطران كالستراتس 1885م، وعند باب هذه القاعة يسارًا هيكل رجل مسن قد أجلسوه على كرسى وألبسوه ثيابًا رثة وجعلوا فى يده سبحة حتى تخاله حيًا حارسًا للباب، قيل أنه هيكل القديس اسطفانوس أول بواب للدير فى أيام يوحنا اقليمقوس ، وهناك يوم عند الرهبان يسمى يوم الأموات، وكذلك فى أيام السبت الخاصة بالصيام الكبير يقوم قسيس بأداء القداس فى بيت الجماجم . ويوضح أن هذه الغرفة تقع أسفل كنيسة خاصة لإقامة الصلاة والتأبين للرهبان في الدير، وتعلوها غرفة بالقرب من السقف لها نوافذ واسعة تتسلل منها خيوط الشمس التي تتكسر فوق الجماجم فتخلف ظلالا من الرهبة، مضيفًا: هكذا هي عادة رهبان الروم الأرثوذكسيين، فبعد موتهم بفترة يتم نبش القبر وإخراج الرفات ووضعها تلك الحجرة ويتم وضع الرأس في مكان مخصص والأذرع فى مكان خاص والأرجل في مكان آخر مع ما تبقى من عظامهم، مئات من الجماجم متراصة فوق بعضها بشكل هرمى.