تواصل محافظة جنوبسيناء ودير سانت كاترين الاحتفال بعيد استشهاد سانت كاترين الذى يوافق يوم 8 ديسمبر، بحضور سفراء العديد من الدول وفنانيين وإعلاميين مصريين وسائحين، ليرسلوا رسالة سلام للعالم أجمع بأن مصر آمنة حيث تحتضن أرض الفيروز كل ضيوفها من شتى بقاع العالم بالوادى المقدس طوى ودير سانت كاترين ملتقى الأديان والحضارات. وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، في تصريح له، الأربعاء، بهذه المناسبة، أن دير سانت كاترين المسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993، والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002، يعد من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان والحضارات. وأوضح أن الإمبراطور جستنيان قد بنى الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه، وتلقى فيها ألواح الشريعة، وبنى المسلمون فى عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله جامعًا داخل الدير عام 500ه 1106م لتتعانق منارة كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى عند شجرة العليقة المقدسة. واستعرض «ريحان»، المعالم المعمارية للدير، حيث إنه يرتفع 1479مترا فوق مستوى سطح البحر، وله سور قوي بنى باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازي لمجرى السيل، حتى لا يجرفه السيل، ولم يخترقه أي أبراج دفاعية، وإنما أنشئت أربعة أبراج كتقوية بسيطة لأركان السور من الخارج ويتم الدخول للدير من خلال فتحة باب ضيقة بالجدار الشمالي الغربي فتحت في نهاية القرن التاسع عشر تؤدي لممر منكسر يفضى إلى بهو يؤدي إلى منشآت الدير المختلفة، ومنها كنيسة التجلى التى أنشأها الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة. وأضاف أنه بعد العثور على رفات القديسة كاترين في القرن التاسع الميلادي، أطلق عليها كنيسة التجلي، وعلى الدير دير سانت كاترين، وكان يسمى دير طور سيناء، ومازال الختم الرسمي للدير حتى الآن يحمل هذا الاسم، وقد أضاف المسلمون في العصر الفاطمى لهذه الكنيسة جناح مستعرض (نارزكس) يعد من العناصر المعمارية الكنسية. واشار «ريحان»، إلى أن هيكل كنيسة التجلي يضم تابوتًا يحوى صندوقين من الفضة أحدهما به جمجمة سانت كاترين يحيطها تاج ذهبى مرصع بالجواهر، والآخر يضم يدها اليسري، وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة كما تحوى الكنيسة فسيفساء التجلي أقدم وأجمل فسيفساء في العالم صنعت من قطع صغيرة من الزجاج متعدد الألوان على خلفية من الذهب المعتم، وتعود لوقت إنشاء الدير. ويتم النزول عبر الجناح الشمالي لكنيسة التجلى إلى كنيسة العليقة الملتهبة، ويخلع الزائر نعليه تأسيًا بنبى الله موسى عليه السلام، وقد أعيد بناؤها بالكامل فى العصر الإسلامي للحفاظ عليها، وأسفل هيكل كنيسة العليقة الملتهبة جذور شجرة العليقة الواقعة خلفها، والتي أكدت دراساته أنها الشجرة الحقيقية الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه. ولفت إلى برج الناقوس الذى بناه راهب من سيناء يسمى غريغوريوس عام 1817، ويشمل تسعة أجراس معدنية مهداه من الكنيسة الروسية عام 1817، وجرس خشبى قديم يستخدم يومياً أما الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد وهى التى تدق منذ بداية الاحتفال بعيد استشهاد سانت كاترين، وكذلك حجرة الطعام القديمة من القرن السادس عشر الميلادي لها سقف بالأسلوب القوطى المدبب، وزخرفت منضدتها بزخارف الركوكو ومعصرة الزيتون وبئر موسى وبئر العليقة وبئر اسطفانوس. وأكد أن مكتبة الدير تعد ثاني مكتبة على مستوى العالم من حيث الأهمية واحتوائها على أقدم نسخة للتوراة في العالم والعهدة النبوية وستة آلاف مخطوط بلغات قديمة ومعرض الجماجم ويطلق على مقبرة الرهبان بالدير اسم الطافوس، ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل ويأخذون عظامها ويجعلونها بمعرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض «الجماجم».