كشفت دراسة علمية حديثة أجراها الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن دير سانت كاترين، أشهر أديرة العالم، بناه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى تخليدا لذكرى زوجته المحبوبة " ثيودورا " التي شاركته في الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية، وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم، وقد ماتت قبل وفاة جستنيان عام 548 م. وقال ريحان: إن اسم " ثيودورا " نقش باليونانية على أحد العوارض الخشبية لكنيسة التجلى، وهى الكنيسة الرئيسية الذي أنشأها جستنيان وترجمته باللغة العربية ( لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا ) كما يوجد نص تأسيسى فوق باب الدير الحالى على لوحة من الرخام باللغة العربية نصه (أنشأ دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة الفقير إلى الله الراجى عفو مولاه الملك المهذب الرومى المذهب يوستنيانوس تذكارا له ولزوجته ثاوضوبره على مرور الزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين). وأضاف: أن دير طور سيناء هى التسمية الأولى للدير منذ إنشائه في القرن السادس الميلادى وحتى القرن التاسع الميلادى حين تغير اسمه إلى دير سانت كاترين للقصة الشهيرة لسانت كاترين والعثور على رفاتها فوق أحد الجبال القريبة من الدير، والذي أطلق عليه جبل سانت كاترين ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر، موضحا أنه في النص العربى فوق الباب ذكرت "ثيودورا " باسم "ثاوضوبرة". وأشار ريحان إلى أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطى والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 ومسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002، وأخذ شهرته العالمية من موقعه الفريد في البقعة الطاهرة التي تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ولقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة، وبنى المسلمون في العصر الفاطمى جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان في بوتقة واحدة. وأوضح أن الدير يحوى منشآت مختلفة منها الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلى) التي تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة، وتسع كنائس جانبية صغيرة، ويشمل عشر كنائس فرعية، وقلايا للرهبان وحجرة طعام ومعصرة زيتون ومنطقة خدمات ومعرضا للجماجم والجامع الفاطمى إلى جانب مكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المخطوطات اليونانية والإثيوبية والقبطية والأرمينية والسوريانية وهى مخطوطات دينية تاريخية جغرافية فلسفية وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادى، كما تحوى المكتبة عددا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين المسيحيين، كما يحوى الدير متحفا خاصا بأيقونات ومخطوطات الدير.