أثبتت التجربة الحقيقية أن النساء أثبتن فعالية ومهارة حقيقية في إدارة الأزمات العالمية، بل والأكثر أنهن تمكن من كسب ثقة شعوبهن بدرجات فاقت غيرهم من الرجال في ذروة تفشي الأزمة. ففي تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، قالت إن الكثير من النساء القادة حول العالم حتى في أصغر الدول وأقلهن شعبية، تمكنوا من تحقيق نتائج مذهلة خلال تعاملهن مع فيروس كورونا المستجد بداية من رئيسة وزراء سانت مارتن المُطلة على البحر الكاريبي، سيلفيريا جاكوبس، وحتى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المرأة الأكثر نفوذا وقوة في الوقت الحالي. سانت مارتن في بداية اجتياح أزمة فيروس كورونا للعالم، علمت رئيسة وزراء سانت مارتن سيلفيريا جاكوبس أن بلدها لا يمتلك الكثير من الإمكانيات الطبية التي تجعله قادرًا على مواجهة أزمة انهيار النظام الصحي حال ازدياد أعداد المصابين، "فلا يوجد في بلدها سوى سريرين فقط في وحدات العناية المركزة". ففي 1 ابريل خرجت رئيسة الوزراء مخاطبة شعبها البالغ عدده 41,500 نسمة قائله: "لا تخرجوا من بيوتكم، لا تتحركوا، إن لم يكن لديك الخبز في منزلك، فتناول الحبوب، الشوفان، المخبوزات، أو حتى السردين المعلب". وعلى الرغم من أن جاكوبس لا تتمتع بالسلطة السياسية ولا القوة التي تظهر بها ميركل على سبيل المثال، إلا إنها مثال لواحدة من القادة النساء في العالم، واللذين أتموا عملهم على أكمل وجه خلال الأزمة. فحتى الآن، لم تسجل سانت مارتن سوى 73 حالة مؤكدة بفيروس كورونا المتفشي في العالم، و12 حالة وفاة. نيوزيلندا تمكنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن من تقوية سمعتها في إدارة الأزمة بشكل أفضل من غيرها خلال فترة تفشي فيروس كورونا، ففرضت إجراءات وقائية مبكرة بعزل كل القادمين للبلاد 14 يوما قبل السماح لهم بالدخول منذ بداية شهر مارس، ثم فرضت حظر كامل على البلاد ومنعت التقارب الاجتماعي لمدة أسبوعين. حرصت رئيسة الوزراء البالغة من العمر 39 عامًا على الظهور أون لاين بشكل مستمر ودائم من خلال سلسلة فيديوهات بعنوان "أبقى في المنزل.. حافظ على حياتك" مباشرة من منزلها بشكل يومي مطالبة المواطنين بالحفاظ على سلامتهم وسلامة من حولهم من المحتاجين والأطفال وكبار السن. سجلت نيوزيلندا حتى الآن 1٬117 حالة إصابة و18 حالة وفاة. ألمانيا من بين كل الدول الأوبية حولها، تعتبر ألمانيا هي البلد صاحبة السيناريو الأفضل والأكثر لفتًا للأنظار في إدارة أزمة كورونا منذ اليوم الأول وحتى الآن. فظهرت ميركل بشكل مباشر وغير معهود منذ اللحظة الأولى محذرة من أن 70% من الألمان سوف يصابون بفيروس كورونا المستجد، مشيرة على أن ذلك هو التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد منذ عام 1945 كما طبقت ألمانيا إجراءات وقائية مبكرة جعلتها حتى الآن من أكثر الدول الأوروبية ذات الأرقام المنخفضة، بتسجيل حوالي 156 ألف حالة و 5٬809 حالة وفاة. الدنمارك وفي الدنمارك، تمكنت رئيسة الوزراء، ميت فريدريكسن من تطبيق عدد من الإجراءات الحازمة منذ بداية شهر مارس حيث أغلقت حدود الدولة الاسكندنافية منذ 13 مارس، تبعتها بإغلاق جميع والمدارس والجامعات وحظر تجمعات أكثر من 10 اشخاص. وفي وسط كل هذا حافظت فريدريكسن على روح الدعابة والمرح من خلال عدد من الفيديوهات التي نشرتها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وتعتبر فريدريكسن من بين أصغر رؤساء الحكومات في العالم والتي تمكنت من مضاعفة شعبيتها خلال أزمة كورونا في البلاد حيث وصلت نسبة التأييد لها بين المواطنين إلى 80%. تايوان تعتبر تايوان من أوائل الدول التي اتخذت إجراءات وقائية ضد فيروس كورونا في العالم، فعلى الرغم من قربها الجغرافي للبؤرة الأولى لفيروس كورونا في العالم، وهي مدينة ووهان بالصين، إلا إن تايوان تمكن من السيطرة على الأوضاع داخل البلاد بشكل غير معهود. حيث طبقت رئيسة تايوان تساي إنج ون إجراءات الطوارئ منذ بداية شهر يناير، كما فرضت قيودًا على السفر وإجراءات الحجر الصحي. ونفذت تساي إنج ون تدابير للنظافة العامة بما في ذلك تطهير الأماكن العامة والمباني. سجلت تايوان حتى الآن 429 حالة إصابة بفيروس كورونا و 6 حالات وفاة. النرويج لم تنجح النرويج فقط في السيطرة على الفيروس بقيادة رئيسة الوزراء إرنا سولبرج لكنها أعلنت أيضًا بدء تخفيف الإجراءات الوقائية المفروضة على البلاد حيث من المتوقع أن تعود الأمور لوضعها الطبيعي خلال الفترة القادمة. وقالت رئيسة الوزراء في تصريحات لCNN إنها قررت ترك القرارات الهامة والكبيرة في هذه الأزمة للأطباء والخبراء، مشيرة إلى أن الاغلاق المبكر وإجراءات الفحص المستمرة كانت السبب الحقيقي في منع تفشي الوباء بالبلاد. أيسلندا تحت قيادة رئيسة الوزراء كاترين ياكوبسدوتير، أتاحت أيسلندا اختبارات وفحوص مجانية لكل المواطنين، وليس فقط من تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا المستجد. ووسط ذلك، لم تضطر البلاد إلى فرض نظام للإغلاق الكامل، حيث سجلت حوالي 1800 حالة و 10 حالات وفاة. فنلندا منذ بداية الأزمة، تحركت أصغر رئيس حكومة في العالم، رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين والتي تبلغ 34 عامًا فقط بشكل حاسم لفرض حظر صارم داخل البلاد، بما في ذلك حظر السفر غير الضروري. ساعدت الاجراءات التي تم اتخاذها في البلاد في احتواء انتشار الفيروس إلى 4000 حالة فقط و186 حالة وفاة.