انتشر على صفحات ال«سويشال ميديا» مؤخرا صورا لطفل رضيع مولود بحالة مرضية نادرة، وأطلق عليه الطفل الشمعي، حيث يظهر الجسم مغطى بالكامل بطبقة شمعية سميكة. التقت «بوابة أخبار اليوم» مع أخصائي طب الأطفال وعضو الكلية الملكية بانجلترا د.جمال عبد الباسط، ليوضح كل ما يتعلق بمرض «الطفل الشمعي» وكيفية التعامل معه. قال د.جمال عبد الباسط، إن «الطفل الشمعي» نوع نادر من مرض «السماك» الذي يكون فيه الجلد خشن وبه قشور تشبه قشور الأسماك، وتظهر هذه الحالة عند الولادة؛ نتيجة حدوث طفرة في الجينات، مما يجعل معدل نمو طبقات الجلد أسرع من الطبيعي، فيحدث تجدد مستمر لخلايا الجلد، ويفقد قدرته على التساقط، فيبدأ في التقشير ما ينتج عنه شكل «الطفل الشمعي». مشاكل «الطفل الشمعي» وأشار د.جمال عبد الباسط، إلى أن حالات «الطفل الشمعي» تتعرض إلى الوفاة بنسبة 11 – 15 %، أو الحياة بمشاكل صحية تتمثل في تشقق الجلد، وبالتالي يحدث صعوبة في الحركة، وصعوبة في إفراز العرق الذي له دور في خفض حرارة الجسم، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للصدمات الحرارية بكثرة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم. وأضاف أن الجلد يعتبر حاجزا دفاعيا ضد البكتريا الخارجية، وبالتالي فإن «الطفل الشمعي» يتعرض لكثير من العدوى يحتاج على إثرها لتناول المضادات الحيوية أو دخول المستشفى، وقد تنقلب جفون العين للخارج، فيجد الطفل صعوبة في غلق العين؛ مما يعرض القرنية لجفاف مستمر، ويؤدي ذلك لضعف البصر أو فقدانه تماما، مضيفا أن تراكم الجلد على الأذن يؤثر سلبيا على حركة طبلة الأذن، مما يؤثر على جودة السمع أو فقدانه فيما بعد. علاج «الطفل الشمعي» وأعرب د.جمال عبد الباسط، عن أسفه لعدم وجود علاج نهائي لحالة «الطفل الشمعي»، منوها إلى أن الأبحاث تتم حاليا لعلاج الأمراض التي تحدث بسبب الطفرات الجينية عن طريق ما يسمى «العلاج الجيني» وذلك عن طريق علاج الجينات نفسها، لكنه مازال تحت الدراسة. ونوه إلى أن العلاج المتاح حاليا يكون عن طريق ترطيب الجلد بكريمات أو مراهم أو ليسيون أو حمامات زيت، وذلك لحبس الرطوبة داخل الجلد ويمنع تشققه، أو تقشير الجلد لكن قد يحدث التهابات بسبب ذلك. وأخيرا أوصى د.جمال عبد الباسط، بأن يتم العلاج سريعا في حالة وجود عدوي، لأن حالة «الطفل الشمعي» إذا تعرضت لعدوى بالجلد يمكن أن يحدث تسمم بكتيري في الدم وبالتالي يؤدي للوفاة.