أنجبت سيدة من البحيرة طفلا شمعيا، أو ما يُطلق عليه اسم «الكولوديون بيبي: Collodion Baby"، وهى حالة نادرة الحدوث عالميا، إذ تحدث بنسبة واحد فى المليون، ولم تسجل فى مصر منذ سنوات إلا حالة أو حالتان، ويطلق عليها علماء آخرون اسم "طفل الخريطة"، لأن جسد الطفل الشمعى الأملس يأخذ شكل الخريطة. ولا تعيش هذه الحالة كثيرا، وتنطبق على حديثى الولادة، إذ تظهر لديهم طبقة خارجية شمعية لامعة، وتسقط فى مدة تتراوح بين 10 و 14 يوما تاركة احمرارا بالجلد، وقشورا تشبه قشرة السمك إلا أنها كلما أزيلت تعاود التجدد مرة أخري. وتُعرف هذه الطبقة عالميا باسم غشاء الكولوديون، وهو مصطلح وصفي، وليس تشخيصا بل هو متلازمة وراثية تستمر فى مراحل الحياة جميعا. يقول د. رضوان عبد الصمد النشار استشارى أمراض النساء والتوليد بمستشفى دمنهور التعليمى وزميل جامعة فاست زبخت بهولندا إن هذا الطفل لأم بسيطة، تبلغ من العمر 21 عاما، وزوجها فلاح من إحدى قرى دمنهوربالبحيرة، ولديهما طفلة مولودة طبيعيا. ويضيف أن هذا الطفل الشمعى كانت ولادته طبيعية أيضا إلا أنه فوجئ أثناء عملية الولادة بأنه مطاطي، وأملس مما أدى إلى صعوبة سحبه من الرحم الأم. ويتابع أن الطفل كان كامل النمو (39 أسبوعا)، ويبلغ وزنه 3 كيلوجرامات، أى زيادة عن الوزن الطبيعى الذى لا يتعدى 2,4 كيلوجرام، مضيفا أن هذه الحالة ترجع إلى زواج الأقارب، إذ إن الأم والأب أبناء عمومة. ويواصل حديثه: مع أن الطفلة الأولي، وتبلغ من العمر 3 سنوات، لا تعانى من أى أمراض وراثية، إلا أن هذه الحالة تحدث نتيجة عوامل أخرى منها الجينات المتنحية أو السائدة أو وجود قرابة من الدرجة الأولى بين الزوجين. ويستدرك بالقول إن هذا النوع تصاحبه عواقب طبية وخيمة، كاضطراب درجة الحرارة بالجسم مع العرق مما قد يؤدى إلى الجفاف، والآلام الموضعية، وذلك مع خطر الإصابة بالعدوى المتكررة، وقصور الدورة الدموية للأطراف، واحتمال الإصابة الجلدية بخطر التسمم عن طريق امتصاص المنتجات الموضعية مثل “الساليسيلات”، وقد تصاحبه مشكلات بالأظفار والشعر والجفون والشفايف وصوان الأذن. ومن جهته، يقول د.عاصم مبروك رئيس أقسام النساء والتوليد بالمستشفى والمشرف على الحالة إنه لا يوجد حتى الآن علاج قاطع لهذه الحالة إلا عن طريق المرطبات الموضعية وقطرات العين مع ضرورة العلاج النفسي، والتدخل الجراحى أحيانا.