محافظ الغربية يتفقد احتفالات مولد «السيد البدوي» بطنطا    إصابة خمسة أشخاص في تحطم مروحية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية    «زي النهارده».. اغتيال الدكتور رفعت المحجوب 12 أكتوبر 1990    سعر الذهب اليوم في السعوديه وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأحد 12 أكتوبر 2025    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الأحد 12-10-2025    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 12 أكتوبر    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن اليوم 12 أكتوبر    هل يتجاوز صندوق النقد عن بند الطروحات الحكومية خلال المراجعة المقبلة؟ محمد معيط يجيب    محمد معيط: رفع التصنيف الائتماني لمصر يقلل تكلفة التمويل.. والتحسن الاقتصادي أدى لانخفاض التضخم    رئيس الوزراء البريطاني يؤكد حضوره «قمة شرم الشيخ للسلام»    الولايات المتحدة توجه دعوة إلى إيران لحضور قمة السلام بشرم الشيخ    اشتباكات عنيفة على الحدود الأفغانية الباكستانية    عضو المكتب السياسي ل حماس: استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة    عضو مجلس السيادة السوداني: الحرب ستتوقف عندما تُثبَّت أركان الدولة السودانية    الاعتراض وحده لا يكفي.. نبيل فهمي: على الدول العربية أن تبادر وتقدّم البدائل العملية لحماية أمنها القومي    إثر حادث سير مروع.. وفاة 3 من أعضاء الوفد القطري المفاوض في شرم الشيخ    العظمى في القاهرة 28 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    قراءة فنجان وصديق مشترك.. كيف تزوجت إيناس الدغيدي من «سوكارنو» ؟    بحضور أمير كرارة ومصطفى قمر وشيكابالا .. أسرة فيلم أوسكار عودة الماموث تحتفل بالعرض الخاص..صور    تفاصيل ظهور «رونالدينيو» في كليب عالمي لمحمد رمضان    مسلسل «لينك» الحلقة 1.. سيد رجب يتعرض لسرقة أمواله عبر رابط مجهول    صعود جماعي في قطاعات البورصة المصرية يقوده المقاولات والبنوك خلال أسبوع التداول المنتهي    عاجل - "حالتهما حرِجة".. آخر تطورات وضع مصابي حادث شرم الشيخ    موعد عرض مسلسل المؤسس أورهان الحلقة الأولى على قناة atv التركية.. والقنوات العربية الناقلة وترددها    حقوق عين شمس تُكرم رئيس هيئة قضايا الدولة بمناسبة اليوبيل الماسي    بهدف زيدان.. العراق يفوز على إندونيسيا ويخوض مواجهة نارية أمام السعودية    أحمد حسن: أبو ريدة طالبنا بالتتويج بكأس العرب بسبب العائد المادي    نهاية عصابة «مخدرات الوراق».. المشدد 6 سنوات لأربعة عاطلين    المؤبد لأب ونجليه.. قتلوا جارهم وروعوا المواطنين بالخصوص    صحة دمياط: متابعة دورية للحوامل وخدمات متكاملة داخل الوحدات الصحية    مفاجأة.. مستقبل وطن يتراجع عن الدفع بمالك النساجون الشرقيون في بلبيس (خاص)    مصادر: قائمة «المستقبل» تكتسح انتخابات التجديد النصفي ل«الأطباء»    «القومي للبحوث»: مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية    نبيل فهمي: لابد من تحصين خطة ترامب للسلام دوليًا حتى تُفضي إلى الدولة الفلسطينية    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    انتشال 5 جثث احتجزوا داخل سيارة في حادث بطريق قفط - القصير بقنا    موعد بداية امتحانات نصف العام الدراسي الجديد 2025-2026 وإجازة نصف السنة    ضبط منافذ بيع الحيوانات.. قرارات عاجلة من النيابة بشأن تمساح حدائق الأهرام    سراج عبدالفتاح: «الزراعي المصري» يستهدف زيادة حصته بالتوسع في التجزئة المصرفية    «شاف نفسه».. أسامة نبيه يكشف تفاصيل أزمة محمد عبدالله وعمر خضر مع منتخب الشباب    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    «مخيتريان»: «مورينيو» وصفني بالحقير.. و«إنزاجي» منحني ثقة مفرطة    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    حالة من الحيرة لكن لأمر جيد.. حظ برج العقرب اليوم 12 أكتوبر    18 معلومة عن مي فاروق: الرئيس السيسي كرمها و«تأخير» حرمها من المشاركة بمسلسل شهير وخضعت ل«عملية تكميم»    خالد عجاج ينهار باكيًا على الهواء أثناء غناء «الست دي أمي» (فيديو)    ملخص ونتيجة مباراة إسبانيا ضد جورجيا بتصفيات كأس العالم 2026    4 خطوات ل تخزين الأنسولين بأمان بعد أزمة والدة مصطفى كامل: الصلاحية تختلف من منتج لآخر وتخلص منه حال ظهور «عكارة»    لو خلصت تشطيب.. خطوات تنظيف السيراميك من الأسمنت دون إتلافه    أمر محوري.. أهم المشروبات لدعم صحة الكبد وتنظيفه من السموم    هاتريك تاريخي.. هالاند الأسرع وصولا إلى 50 هدفا دوليا مع النرويج    أوقاف الفيوم تكرم الأطفال المشاركين في البرنامج التثقيفي بمسجد المنشية الغربي    مستشفى "أبشواي المركزي" يجري 10 عمليات ليزر شرجي بنجاح    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    تقديم 64 مرشحًا بأسيوط بأوراق ترشحهم في انتخابات النواب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء العالمية ل"بوابة أخبار اليوم": 5 مبادرات يطلقها مؤتمر"الإفتاء" لرسم مستقبل الفتوى في العالم

تحركات عملية لضبط المهنة والقضاء على الفتاوى الشاذة
الإفتاء دون علم يؤدي إلى كوارث..وجماعات القتل تستند لفهم مغلوط لإشاعة الفوضى والتخريب
الفتوى الصحيحة تواجه الإفساد والتخريب وتدعم البناء والعمران
يؤدي الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم دورا مهما في منظومة دار الإفتاء ويعمل بقناعة مفادها أن ديننا الإسلامي يستحق ان نقدمه للعالم كما أراده الله هداية للبشرية وسبيلا للتعاون بين البشر ووسيلة لإعمار الكون وليس للهدم والقتل والتخريب كما يريد أن يصوره بعض مما ينتسبون لهذا الدين بالاسم ولا يعرفون عنه شيئا أو من يؤدون مهمة مدفوعة لتشويهه..يؤكد د. نجم أن الفتوى هي مفتاح الاستقرار وهي الأساس لنشر الوسطية والإعتدال لذا كان التفكير في إنشاء الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم والتي تم الإعلان عنها منتصف ديسمبر قبل الماضي في مصر بهدف ضبط الفتوى عالميا لتكون من عوامل التنمية لا التخريب ولجمع المفتين وهيئاتهم الإفتائية على قلب رجل واحد بهدف إنتاج عمل إفتائى رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر..وبمناسبة المؤتمر العالمي الثاني للأمانة العامة لدور الإفتاء والذي تستضيفه دار الإفتاء المصرية بدءا من الثلاثاء القادم التقينا د. إبراهيم نجم ليحدثنا عن تفاصيل المؤتمر لهذا العام.
وقبل الحوار أعطانا د. نجم نبذة عن الامانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم موضحا أنها منظمة دولية متخصصة تقوم بالتنسيق بين الجهات العاملة في مجال الإفتاء فى جميع أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائى لهذه الجهات وزيادة فاعليتها فى مجتمعاتها بحيث يصبح الإفتاء من أهم عوامل التنمية فى هذه المجتمعات. كما يتم من خلالها بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف فى الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد فى الإفتاء، والتبادل المستمر للخبرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، وإنشاء النظم التكنولوجية المتطورة الذكية لإيداع الخبرات والانتفاع بها واستثمارها، وتقديم الاستشارات الإفتائية لمؤسسات الإفتاء لتطوير أدائها الإفتائى وتنمية أدوارها المجتمعية. ومن خلال الأمانة العامة للإفتاء تقديم العون الفائق للدول والأقليات الإسلامية لإنشاء دور إفتاء محلية تساعد فى نشر الوسطية والاعتدال فى هذه الدول، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتزم به المتصدرون للفتوى ودور الإفتاء الإقليمية وصولاً لمنهجية موحدة فى الفتوى، وكذلك بناء الكوادر الإفتائية وتأهيل وتدريب الشرعيين الراغبين فى القيام بمهام الإفتاء فى بلادهم من خلال تراكم للخبرات المتنوعة للدول الأعضاء.
ولماذا هذا المؤتمر في هذا التوقيت بالذات؟ ما أهمية موضوعه؟
للأسف مجتمعاتنا العربية والإسلامية بل وكافة المجتمعات أصبحت تواجه العديد من التحديات التي تهدد بالفرقة والانقسام والصراع والعنف والتشدد والغلو وإثارة البلبلة والاضطرابات داخل المجتمعات، لذا كان لابد من تحرك على أعلى مستوى لوضع الحلول لهذا الاضطراب الذي ينتج عن الفتاوى الشاذة والمنحرفة والمتطرفة. من هنا جاءت فكرة مؤتمر "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" ليكون نقطة انطلاق صحيحة ترسم مستقبل الفتوى في العالم. وتكمن أهمية إقامة مؤتمر عالمى حول الفتوى ودورها في استقرار المجتمعات لنتعرف من خلاله على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجحة وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع في عالم الإفتاء، مستفيدين من ذلك بما قعده أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه والفتاوى. ويأتي المؤتمر كخطوة عملية للرد على الفتاوى الشاذة، حيث يتزامن إطلاق المؤتمر مع ظهور بعض الفتاوى الشاذة على السطح مؤخرًا، حيث يقوم المؤتمر بتشريح هذه الظاهرة وتقديم حلول عملية للحدِّ منها.
وماذا عن الدول التي ستشارك وفودها في المؤتمر، كم وصل عدد المشاركين حتى الآن؟
وصل عدد الوفود الدولية المشاركة فى مؤتمر الإفتاء العالمى الذى يعقد فى ١٧- ١٩ أكتوبر الجارى إلى ٦٠ دولة من الوفود الرسمية التى ستثرى أعمال المؤتمر، وهذا الإقبال الدولى على المشاركة فى المؤتمر هذا العام يعكس الثقة المتزايدة فى دار الإفتاء المصرية نظرًا لما حققته الدار من حراك علمى وفقهى بإنشائها أول هيئة علمية على مستوى العالم تجمع المفتين وهيئاتهم الإفتائية على قلب رجل واحد بهدف إنتاج عمل إفتائى رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر. ويتنوع الحضور من عدة دول من كافة قارات العالم من مصر والأردن والسعودية ولبنان وفلسطين والمغرب وموريتانيا، وكذلك من دول آسيا كباكستان والهند واندونيسيا وماليزيا، كما سيشارك علماء من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا.
وما هي المحاور الرئيسية للمؤتمر؟
المحاور الرئيسية للمؤتمر ثلاثة سيدور حولها النقاش فضلًا عن ورش العمل، أما عن المحاور: فالأول حول الفتوى ودورها في تحقيق الاستقرار، وسيناقش الافتاء وتحقيق السلم المجتمعي، الإفتاء والإجابة عن الأسئلة القلقة والمحيرة (أسئلة الإلحاد نموذجا)، الفتاوى الشاذة وأثرها السلبي على الاستقرار، الإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم. والمحور الثاني: الفتوى في مواجهة الإفساد والتخريب، ويناقش من خلالها فتاوى الجماعات المتطرفة والفوضى تأصيلا وتاريخا، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وفوضى الإرهاب وفوضى الإسلاموفوبيا . أما المحور الثالث فسيكون عن الفتوى ودورها في دعم البناء والعمران، وسيدور النقاش فيها عن دعم العمران مقصد وضابط لعملية الإفتاء، والتنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، وأيضًا الفتوى ودعم القضايا الإنسانية المشتركة.
نريد أن تلقي الضوء على مدى خطورة الفتوى غير الصحيحة على المجتمعات والشعوب؟
الفتوى ليست مجرد قراءة علمية لنصوص بل هي مهمة علمية مجتمعية وهو ما دعا لاختيار موضوع المؤتمر هذا العام حول دور الفتوى في استقرار المجتمعات. ووظيفة الإفتاء الالتحام بالمجتمع ومع حاجات الناس ومطالبها، غير أن تلك الوظيفة شابها الخلل والانحراف لكثرة المتصدرين للإفتاء، والذين لا يهتمون باستقرار المجتمعات ولظهور جماعات تصدر فتاوى تكون سببا في شيوع الفوضى والتخريب بدلا من الاستقرار ورعاية المقاصد إضافة لتنامي ظاهرة الاعتداء على الإسلام وتشويهه.
وماذا عن العقلية المتطرفة في الفتوى والتي تستند إلى فتاوى تبيح القتل والتفجير؟
لا شك أن ما تقوم به المجموعات الإرهابية من قتل وتفجير وتهجير تستند إلى مفاهيم مغلوطة بسبب الخلل الظاهر والبين في التعامل مع النصوص الشرعية، وهذه الأعمال لا تستند إلى شرعية، لأن الشرعية تترتب على الفهم الصحيح للنص الشرعي والقواعد التي صار عليها العلماء قديما وصارت منهجا وأصلا في تفكير و استنباط الأحكام، لذلك فلا بد وان يقاس الحكم بمدى موافقته لهذه القواعد العلمية التي توافقت عليها الأمة، وهذا أمر منعدم عند هؤلاء الغلاة الإرهابيين.
إذا مسألة الإفتاء بغير علم قد تؤدي إلى كوارث؟
بكل تأكيد .. لذا يجب ألا يقدم على الإفتاء إلا عالم مؤهل ومدرب تدريبًا خاصًا حتى يكون محيطًا بالواقع مدركًا له مع علمه بالنصوص الشرعية والفهم الصحيح لها، وبالتالي إنزالها على الواقع بصورة صحيحة، ومن ثم إصدار الفتوى بشكل صحيح. ومن يتتبع سيرة الصحابة الكرام والسلف الصالح يدرك أن الصحابة الكرام كانوا يبتعدون عن المسارعة إلى الإفتاء والإكثار منه بل كانوا يترامونه فيما بينهم. قال عبد الرحمن بن أبي ليلى "أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة ما منهم من أحد إلا ودّ أن أخاه كفاه وفي رواية فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى يرجع إلى الأول. ولهذا قال الإمام الشافعي ليس لأحد أن يقول في شيئ حلال ولا حرام إلا من جهة العلم. وجهة العلم ما نص في الكتاب أو في السنة أو في الإجماع أو في القياس على هذه الأصول وما في معناها قال تعالى " قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ* وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ (يونس 59).
هل هناك مبادرات أو مشروعات سيتم إطلاقها خلال المؤتمر؟
بكل تأكيد فسوف يطلق المؤتمر 5 مبادرات جديدة؛ لدعم دور الفتوى في عملية بناء واستقرار المجتمعات، وتدشين منصة إلكترونية باللغات للتواصل بين مسلمي العالم وكذلك ما يتعلق بالفضاء الإلكتروني وسير المفتين وأصول الفتوى والتأهيل العلمي للمفتين؛ تأكيدا على مهمة الفتوى الصحيحة العلمية في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، ولتعلقها بحياة الناس في مختلف مناشطها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا.
لكن هل ستضعون خطة لتطبيق تلك المشروعات والجهد على أرض الواقع حتى لا يضيع هباءً؟
بكل تأكيد .. وهذا دأبنا فهذه الجهود العلمية لا ينبغي بحال أن تكون حبيسة الأدراج والأروقة العلمية وقاعات المؤتمرات فتظل شيئًا مجردًا يتداوله العلماء والمتخصصون دون أن يمتد أثر ذلك إلى إعلامنا ومدراسنا وجامعاتنا وأنديتنا وكذلك إلى شبكة المعلومات ومواقع التواصل لذا فإن المسئولية المشتركة تحتم علينا التكاتف في ترجمة توصيات المؤتمر إلى واقع عملي ملموس، وهذا ما نقوم به حيث نشكل لجانا لمتابعة تنفيذ تلك المشاريع والتوصيات على أرض الواقع.
يتهم البعض المؤسسات الدينية بأنها غير قادرة على تجديد الخطاب الديني فما هو ردكم؟
إذا كانت المؤسسات الدينية التي تمتلك المنهج الصحيح والعلم الراسخ والعلماء الأثبات ليست قادرة على القيام بواجب تجديد الخطاب الديني فمن إذًا يكون لديه القدرة على حمل راية التجديد؟ خاصة وأن التجديد لا يقوم على نظرة أحادية أو فرد بعينه، هو يحتاج إلى رؤية جامعة، وهذه الرؤية تتوافر لدى المؤسسات الدينية، فالتجديد لا بد أن تضطلع به تلك المؤسسات لامتلاكها الطاقات البشرية والعلمية القادرة على هذا الأمر بالإضافة إلى المنهج والعلم أيضًا.
كيف يمكن نشر مبدأ الوسطية في المجتمعات الإسلامية؟
يحدث ذلك عندما يستمع الجميع إلى المنهج الوسطي والمعتدل الذي يتصف به الإسلام؛ لأن الغلو والتطرف والتشدد ليسوا من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال، ومنهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير والتوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، ومن خطورة التطرف والتشدد أنه تسبب في تدمير بنى شامخة في حضارات كبرى، وهو بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغاليًا متطرفًا ولا متشددًا، ولكي نبتعد عن الخلافات والانشقاق لا بد من جلوس كل التيارات والقوى للحوار وبحث وتدارس القضايا التي تنهض بالأمة؛ حتى نستطيع توحيد الكلمة وتحقيق صالح البلاد والعباد، والوصول إلى مشترك فكري يمكن في إطاره إدارة الحوار البناء الذي ينهض بالبلاد والعباد حتى نتجاوز ما هو مختلف فيه، وضمان وجود السلام الاجتماعي الذي في ظله ينعم الجميع بحياة آمنة .
هل نعاني من قلة في ثقافة الاختلاف مع الآخر..وهل من شروط لنجاح الحوار مع الآخر؟
الشريعة الإسلامية أجازت للمسلم في الأمور الاجتهادية أن يتبع فيها أيًّا من المذاهب ما دامت هذه الاجتهادات صدرت من علماء وفقهاء لهم حق الاجتهاد، واختلاف الفقهاء في المسائل غير القطعية التي يسوغ فيها الخلاف من رحمة الله بهذه الأمة، وهذا ليس جديدًا أو ابتداعًا لعصرنا، بل حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم وبين التابعين من بعدهم ولم ينكر أحد على أحد. وعلماء الأمة على مر العصور نظروا إلى الاختلاف على أنه توسعة من الله ورحمة منه بعباده غير القادرين على استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها بأنفسهم، وهذه النظرة قائمة على إدراك العلماء أن السعة في التشريع مقترنة باليسر وهما مقترنان بالرحمة، واليسر مقصد أساسي من مقاصد الشريعة الإسلامية. ولقد وضع العلماء مجموعة من الضوابط والشروط لكي ليكون هذا الاختلاف مقبولاً، أهمها ألا يؤدي الخلاف إلى مخالفة سنة ثابتة، وألا يؤدي إلى خرق الإجماع، وأن يكون الجمع بين المذاهب والأقوال فيه ممكنًا، وألا يوقع الخلاف في خلاف آخر. كما أن الفقه الإسلامي ليس فيه كهنوت يسمح لمن يشتغل به أن يكره الناس على رأيه، وفقهاء الأمة العظام كانوا يدركون ذلك ولم يحدث مطلقًا أن اعتبروا أنفسهم أصحاب الرأي الأوحد الصواب، فهذا هو أحمد بن حنبل يقول: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه ويشتد عليهم" والإمام الشافعي: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وبناءً عليه لا يصح وصف من يختلفون معنا في الرأي أو الاجتهاد بالخطأ أو الابتداع والفسق والضلال، فوصف المخالف بذلك فيه خطورة على وحدة الأمة واتباع للأهواء التي تفرق ولا تجمع. وبالتالي لا يجوز للمسلم الإنكار على أخيه وإحداث الفرقة بين المسلمين في المسائل الفرعية الخلافية، لا سيما وأن هناك مَن قال بها من العلماء المعتبرين، وعلى المسلمين أن يجتمعوا على المتفق عليه ولا يفرقهم المختلف فيه.
في ظل تعدد جهات الفتوي وما يحدث في الفضائيات من سيل فتاوي هل اهتزت دار الافتاء؟
دار الافتاء المصرية مؤسسة راسخة انشئت عام 1895 وتولي الافتاء فيها عبر القرون خيرة العلماء ولها طريق واضح محدد فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث وشروطه كما انها صاحبة عقلية علمية عبر هذه الفترة وما قبلها لها جذور في التاريخ ولها خبرة إدراك الواقع لذا فدار الافتاء المصرية لا يمكن أن تهتز لاتباعها منهجا وسطيا ولانها مؤسسة لديها قدرة علي إدراك مصالح الناس في مقاصد الشرع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.