ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأربعاء 19 سبتمبر انه في وقت تشتد فيه حالة الصراع في سورية، يشعر الأتراك بحالة استياء متصاعدة حيال التقارير اليومية الواردة عن حدوث اضطرابات على أراضيهم. وقالت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الاليكتروني أن الحكومة التركية تواجه موجه من الغضب العارمة من شعبها حيال سياستها المدعمة للانتفاضة السورية واستضافة المقاتلين في جنوب البلاد وأفراد المعارضة في اسطنبول واللاجئين على الحدود وتساعد أيضا في نقل الأسلحة إلى حركات المعارضة في سورية. وأضافت أن الأتراك في بادئ الأمر كانوا يدعمون سياسة بلادهم تجاه الانتفاضة السورية التي تطالب بالديمقراطية والتغيير إلا أن البعض يرى الآن أن هذا الأمر أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في تركيا واثر سلبا على الاقتصاد والأمن. ونقلت الصحيفة عن بائع كتب تركي في احد الحواري الضيقة باسطنبول قوله " نبدأ يومنا بقراءة عناوين الصحف التي تعلن عن وقوع انفجار في مستودع ذخائر مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن عشرين جنديا وتقول الحكومة أنها حوادث عارضة وليست بفعل فاعل إلا أننا نرى العكس" ،مشددا على ما يجب فعله حيال سورية. ومضت الصحيفة في تقريرها بالقول أن دعوة تركيا لإجراء تدخل عسكري لإنهاء حالة العنف في سورية - حيث يعارضها عديد من الدول في المجتمع الدولي - صعدت حالة الإحباط المحلية في الوقت الراهن وفى أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت أمام السفارات الأمريكية في كثير من الدول العربية تنديدا بالفيلم المسيء للرسول (ص)، قد لا تجد تركيا على الأرجح شركاء في الغرب بشأن تأييد دعوتها لإجراء تدخل عسكري في سوريا. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن حالة الاستياء والغضب التركي بمثابة النكسة الأولى للسياسة الخارجية التي يتبعها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي استغل ثورات الربيع العربي لتعزيز نفوذ بلاده خارجيا وموقفه داخليا.