ضبط طالب بالقاهرة لقيامه بالتحرش بسيدة تحمل جنسية إحدى الدول    محافظ قنا: وضع لوائح انضباط على مداخل المستشفيات لبيان حقوق وواجبات المرضى    وزير السياحة والآثار يشارك في الاحتفال بالعيد الوطني لدولة روسيا    نابولي يضم دي بروين بعد نهاية رحلته مع مانشستر سيتي    الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرًا عاجلا لسكان عدة مناطق في غزة    أحباط زواج قاصر في يوم زفافها بقنا    فلسطين تتقدم بشكوى للفيفا بعد ضياع حلم التأهل لكأس العالم 2026    إنتر ميامي في كأس العالم للأندية 2025| الحلم الأمريكي بقيادة ميسي    نائب محافظ الوادي الجديد تتابع سير العمل بمشروع ميّكنة صندوق استصلاح الأراضي    «مقدرتش أنزل القبر».. أحمد السقا يكشف سبب رفضه دفن صديقه سليمان عيد (فيديو)    الأحد.. ثقافة الفيوم تقيم ورشة مجانية لتعليم كتابة القصة    حقوق إنسان النواب تبحث مع وفد الحوار المصري–الألماني سبل تعزيز العدالة والمواطنة    محافظ الدقهلية يشهد مؤتمر وحدات الكلى بنادي جزيرة الورد بالمنصورة    الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جديدة على الواردات الزراعية من روسيا وبيلاروس    تجدد الجدل حول اكتشاف مزعوم بشأن مدينة تحت الأهرامات.. ما الحقيقة؟    لعلاج دهون الكبد- تناول هذه المشروبات على الريق    الداخلية تكشف حقيقة احتجاز «مُسنين» والتعدي عليهما بالضرب في المنوفية    بعد تعرضهما لوعكة صحية.. أحمد زاهر يوجه رسالة مؤثرة لابنته ملك ونجل تامر حسني    دعمهم لا يُنسى.. 3 أبراج لديها قدرة خارقة على مواساة الآخرين    "الشؤون الإسلامية" تكثّف جهودها التوعوية في مسجد التنعيم تزامنًا مع توافد المعتمرين    رسميًا.. جالاتا سراي التركي يعلن التعاقد مع ساني    السفير الأمريكى فى إسرائيل يعلن انحيازه لبن جفير وسموتريتش بعد فرض عقوبات عليهما    متحور كورونا الجديد «NB.1.8.1».. تحت المراقبة العالمية    "أكسيوس": نتنياهو طلب من الولايات المتحدة التوسط في المفاوضات الإسرائيلية - السورية    غودار وفلسطين.. حين عاد التجريبى الأكبر فى تاريخ السينما إلى «القضية» بعد صمت طويل    القصة الكاملة لسرقة الدكتورة نوال الدجوي.. من البلاغ لحفظ التحقيقات    فتح باب التقديم للالتحاق بالمدارس الرياضية للعام الدراسي الجديد بالمنوفية (شروط التقديم)    الأزهر للفتوى يعلق على شغل الوقت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي    شروط سحب مبلغ جدية حجز شقق (سكن لكل المصريين 5) (التفاصيل كاملة)    عرض مالي ضخم يقرب سباليتي من تدريب النصر    أشرف صبحي: نادي سيتي كلوب إضافة نوعية لخريطة المنشآت الرياضية بدمياط    وزير الاستثمار: الدولة تولي اهتمامًا كبيرا بتطوير قطاع التأمين    كوريا الجنوبية: بيونج يانج تعلق البث المناهض عبر مكبرات الصوت    الأحد 22 يونيو.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن المرحلة الثامنة التكميلية بالعبور الجديدة    ضمن المسرح التوعوي.. قصور الثقافة تختتم عرض «أرض الأمل» بسوهاج    وفد عمل مصر الثلاثي يُشارك في منتدى «التحالف العالمي للعدالة الإجتماعية»    وزير الري: مصر تقوم بإدارة مواردها المائية بحكمة وكفاءة عالية    إنارة رافد جمصة على طاولة التنفيذ بتنسيق مكثف بين الجهات المعنية    قافلة جامعة المنوفية توقع الكشف الطبي على 440 من أهالي «ميت أم صالح»    ريال مدريد يحسم صفقة الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو حتى 2031    عبد العاطي يؤكد ضرورة الحفاظ على السودان وصون مقدّراته    انخفاض تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر لأدنى مستوى في 3 سنوات    حجز والدي عروس الشرقية على ذمة التحريات في واقعة زفاف عريس متلازمة دوان    عبد الخالق فريد مديرًا لمهرجان بورسعيد السينمائي الدولي    محافظ المنيا: إزالة 215 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف    وزير البترول: مشروع إنتاج حامض الفوسفوريك تحرك هام لتعزيز الصناعات التحويلية    التحفظ على سلع غذائية ولحوم فاسدة في حملات تموينية موسعة ب قنا    رسميًا.. رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد للغة الإنجليزية    مصر تعرب عن خالص تعازيها لجمهورية الهند في ضحايا تحطم طائرة غرب البلاد    "دخل حسابي 1700 يورو؟".. أحمد حمدي يثير الجدل بمنشور جديد    مدير تعليم القليوبية لمصححى الشهادة الإعدادية: مصلحة الطالب أولوية عظمى    تصادم دموي بوسط الغردقة.. إصابة 5 أشخاص بينهم طفل في حالة حرجة    20 مليون جنيه مخدرات وسقوط 5 خارجين عن القانون.. مقتل عناصر عصابة مسلحة في مداهمة أمنية بأسوان    إسرائيل.. المعارضة غاضبة لفشل حل الكنيست وتهاجم حكومة نتنياهو    مراد مكرم ساخرًا من الأوضاع والنقاشات في الرياضة: بقى شغل عيال    أنغام تدعو بالشفاء لنجل تامر حسني: «ربنا يطمن قلبك وقلب أمه»    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائبة د.آمنة نصير في حوار « الصيام»: خسارة أن نضيع رمضان على المسلسلات
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 06 - 2016


التطرف «نطاعة» .. والتشدد ليس هو الإسلام الحقيقي
الرئيس عبد الناصر تدخل حتى تسمح لنا المدرسة بالصيام ونحن في الابتدائي
تعلمت شراء الفوانيس بنفس الشكل واللون لأتجنب مشاجرات أولادى
شباب البرلمان نضجوا في فترة قصيرة.. ولسنا فى المدينة الفاضلة
د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والنائبة البرلمانية وعضواللجنة الخارجية بالبرلمان..شخصية تعتز بأصولها الصعيدية،وتجمع بين الجدية والمودة مع الناس ولا تقطع المساحة بينها وبينهم، وتتصف د.آمنة بالمرونة لكنها حادة وقاطعة فى قضايا جدلية مثل النقاب التى تراه عادة يهودية، ومادة إزدراء الأديان التى تطالب بإلغائها لعوارها القانوني والدستورى ومخالفتها لمقاصد الشريعة الإسلامية.
وفى حديث الصيام تستنكر د.آمنة أن طقوس رمضان تحولت إلى مسألة تخزين الطعام، وعرض مسلسلات العنف والضرب والقتل التى تتضاد مع روح رمضان والحكمة من هذا الشهر العظيم الذى يكرم فيه الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية،وتتمنى تضافر جهود أئمة المساجد ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وأساتذة الجامعات وكل إنسان يضع قدما له فى أى موطن من مواطن الثقافة فى إعطاء المثال فى القيم والوسطية والإرتقاء بثقافة المجتمع..وإلى المزيد فى الحوار.
بداية ما ذكرياتك عن شهر رمضان؟
- أنا تربيت فى منزل والدى رحمة الله عليه كبير آل نصير بقرية موشا بمحافظة أسيوط..وكان رجلاً بشكل الرجل الصعيدى بقامته وإحتوائه للعائلة الكبيرة من الكبير للصغير..فعلاً كان لديه طاقة من الصبر والثقافة والحصافة والرزانة، ومهاباً من الكبير والصغير وكان عطوفا إلى أكبر حد.
وكان من عظام القوم بمعنى الكلمة وكان بيت والدى بدواره ومنادره كان مفتوحاً فى شهر رمضان ليلاً ونهاراً وفى (الضِيافة) مكان فسيح خارج المنزل كانت تتجمع العائلات التى تأتى من القرى المجاورة على ظهر الأحصنة والحمير لتفطر مع والدى فهولم يكن ليفطر يوم واحد إلا ومعه وفود بينهم العمدة والباشا والفقير والمسلم والمسيحى وكانوا يجلسون حول الموائد الممتدة.
كان يذبح كل يوم إما خروف أوجدى وهناك شخص مسئول عن عمل المشروبات وتوزيعها حتى يأتى السحور وأكثر من عشرة خدم من جميع الأعمار يعملون طوال الليل لتجهيز طعام الإفطار ثم تجهيز طعام السحور.. كما كان هناك مقرءاً يقرأ القرآن طوال الليل.
ما أشهر أطباق رمضان الحلوة التى عرف بها الصعيد؟
- (الرشتة) وهى مثل الكنافة لكنها سميكة ومدببة وكانت تحمص فى الفرن ثم تسلق قبل الأكل ويوضع عليها السكر والسمن البلدي وتقدم مثل (الكورن فليكس) في القاهرة..وكان يتم تجهيز الرشتة قبل رمضان بالأردب من الدقيق وهى تقدم كطعام رئيسي على مائدة رمضان.
كيف كان نهارك فى أيام رمضان؟
- كنت أقرأ كثيراً وكان خط سير موزع الصحف يومياً يبدأ من عند منزلنا وكنت أختار ما لديه من صحف كالأهرام والأخبار كما كنت حريصة على قراءة مجلة حواء التى كنت أحبها كثيراً بسبب مقالات أمينة السعيد ومقالات د.عائشة عبد الرحمن التى كانت تبهجنى كثيراً بالجامعة ومقالات سهير القلماوى أيضاً..كنت قارئة نهمة وأنا طفلة.
وما حكايتك مع فانوس رمضان؟
- إنشغلت به وأنا أم لأولادى الأربعة فأنا لدى ثلاث بنات وولد وعندما كنت أذهب إلى ميدان الجامع بمصر الجديدة كنت أشترى كل النماذج بألوانها المتعددة فكان أولادى يتشاجرون عليها فقررت أن أشترى كل الفوانيس بنفس الشكل ونفس اللون.
بأمر من عبد الناصر
وما ذكرياتك عن الصيام؟
- كنت طالبة بمدرسة (الأمريكان كوليدج) فى أسيوط التى إختارها لى والدى بسبب سمعة المدرسة وإنضباطها وحرصها وحذرها على البنات وإحترامها لتقاليدنا فى الصعيد وفى نفس الوقت على التعليم الراقى جداً رغم أن الناس كانت تتندر أن الحاج محمد نصير أدخل إبنته إلى مدرسة ويدفع لها ثمن فدانين ونصف طين أى 250 جنيها فى السنة..ولأن المسافة بين أسيوط وموشا حيث أسكن حوالى 15 كيلو كان والدى لا يريد أن أمر على الجسر أمام الناس فى طريق ذهابى ومجئ من المدرسة فألحقنى بالجزء الداخلى بالمدرسة.
وأذكر أننا كنا نجتمع فى غرفة الطعام فى الأوقات المحددة وكان لابد وأن تكون معنا مدرسة لتتابعنا وتضبط أى سلوك غير قويم لأى من البنات..وعندما كنت فى الرابعة الإبتدائى لاحظت المدرسة غيابى فسألت علىّ فقالوا لها زميلاتى أننى صائمة فسألت لماذا؟ فقالوا لها أنها تصوم رمضان فهرعت إلى غرفتى وسألتنى عن عدم وجودى بين زميلاتى فى غرفة الطعام فقلت لها لأننى صائمة فقالت لى بنبرة حادة أنت هنا طالبة ولابد من أن تحترمى قواعد المدرسة وأنه لا صوم فى المدرسة ثم صرخت فىّ وأنزلتنى إلى مكتبها حيث قدمت لى الطعام لأتناوله أمامها.. بعدها تدخل أخى رحمة الله عليه أحمد نصير وإشتكى إلى الرئيس جمال عبد الناصر - فهوصعيدى من أسيوط - كيف تسمح الدولة لمدرسة تمنع بناتها من الصيام فهم عندما ألحقونى بتلك المدرسة كان بسبب تعليمها القوى وإنضباطها وتمسكها بتقاليد الصعيد لكن هذا ليس معناه أن يؤثر هذا على عقيدتنا..بعدها جاء مفتش من المنطقة إلى المدرسة وتدخل فى الأمر وكنت آنذاك فى الصف الأول الإعدادى وسمحت لنا المدرسة بالصيام.
عدد كبير من قيادات الجماعات الإسلامية تنحدر اصوله من الصعيد.. فلماذا الصعيد يعد بيئة خصبة للتشدد والتطرف؟
- نحن إبتلينا بهذا التطرف وهذه النطاعة وصدقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تصف المتطرفين بالمتنطعين فهو مر على قوم ألقى عليهم السلام فلم يردوا فسألهم لماذا لا تردون السلام قالوا يا رسول الله هم يصومون اليوم عن الكلام فنظر إليهم وقال هلك المتنطعون أى المتعمقون فى عقيدة غير عقيدتنا لأننا نصوم عن الطعام وليس عن الكلام ثم كرر هلك المتنطعون ثلاث مرات.هذا التنطع لم نكن نعرفه فى حضارتنا المصرية والسبب فى الأصل يرجع إلى ذهاب الكثير من ملايين المدرسين والعمالة المختلفة إلى دول الخليج التى لا تعرف حضارتنا ولا تعرف حياتنا بين المسلم والمسيحى.
نحن شعب طوال عمره نشأ فى الأرياف أوفى الحضر لم نكن ننظر إلى الشخص على أنه مسلم وغير مسلم..وأذكر أن فصلى فى المدرسة كان به 3 طالبات مسلمات فقط و5 بنات من أكبر عائلات أسيوط المسلمة فى مدرسة بها 2000 طالبة وكان يعمل لنا ألف حساب..
كما إننى لم أستشعر أى حساسية أوأى فروق أوأى ضيق من زميلاتى المسيحيات أوهناك فرق بينهن وبين زميلاتى الأخريات المسلمات كنا صديقات فى فصل واحد وزميلات تتنافس على النجاح..لكننا إبتلينا نتيجة الهجرة بالملايين إلى دول الجوار حيث وجدوا هناك التشدد ودائماً النفس تنظر إلى التشدد على أنه هوالأحق فتصوروا أن التشدد الذى يوجد فى هذه البلاد أن هذا معناه الإسلام الحقيقى أوالإسلام الصحيح ورجعوا إلينا بهذه الثقافة فى اللسان وفى الفكر والمظهر وفى العواطف النفسية لأن الشعب المصرى كان يتحلى بأحلى العواطف الرقيقة الناعمة واللسان الجميل الذى لا يعرف إلا حلوالكلام ..
نسينا كل هذا وحل محله كثير من ثقافة دول الجوار مع الأمراض النفسية للشعب المصرى نتيجة ضيق المعيشة وضيق الحال وإستهتار بعض الثورات الأخيرة..هذا الخلط كله الذى نراه الآن فى الشعب المصرى تارة فى تعصب وتطرف، وتارة فى تطاول اللسان،وثالثة فى الغضب من أبسط شىء والتلاسن وبالتالى كل هذه تصرفات سيئة ورديئة لم تكن من طبيعة الشعب المصرى.
انفتاح محسوب
فى الأيام الأخيرة الماضية ذهب البعض فى وسائل الإعلام المختلفة للقول بأن الصعيد تغير.. فما رأيك؟
- بالفعل الصعيد تغير فعندما نزلت فى جولتى إلى الصعيد إستعداداً للإنتخابات البرلمانية وجدت أن الصعيد أخذ الكثير من الرقى والبعد عن الإنغلاق الذى كان يعرف فى ثقافة وفى قيم الصعيد وهوإنفتاح محسوب بمعنى مادام هناك إحترام المرأة وخاصة ً كبيرة السن والتى هى فى مرتبة الأم والجدة..هناك لا يمكن أن يأتوا العيب فى (شتيمة) المرأة مثلاً أوالتطاول عليها هذا مستحيل..لذلك ما حدث فى المنيا أنا أعتبره عار على صعيدنا أن يوجد أمر مثل هذا لأنه لوكان أحد يمر وتزلف منه كلمة نابية لإمرأة كان من الممكن أن يقتل فيها لأن ثقافة الصعيد فى حماية الأعراض وحماية المرأة وحماية عدم التطاول عليها ثقافات مقدسة وأنا لم أسمع ولم أر مثل ما حدث فى المنيا مؤخراً فى أى تاريخ من تاريخ الصعيد وأعتبره مهانة لثقافتنا ومهانة لقيمة المرأة المقدسة فى الصعيد.
الصعيد والأماكن المنغلقة دائماً هى بيئة حاضنة للإرهاب فكيف ننقذ الشباب من التطرف والتشدد؟
- لابد أن نعيد للشعب المصرى وسطيته من خلال المساجد..نحن لدينا ما يزيد عن 150 ألف مسجد من الإسكندرية إلى أسوان فما من كفر أوقرية إلا وبها مسجد..إذاً لماذا لا يضطلع أئمة المساجد بهذا الدور؟..ما أراه من أئمة المساجد ليس بالدور التفعيلى لتغيير الثقافة وتغيير قيم ولا يرقى بشعب مرت عليه حقب تاريخية متباينة ما بين الركود والركون ثم ما بين ثورات جعلته يخرج أسوأ ما فى داخله وأعطته سلوكا «منفلتا».. وبالتالى لابد من تضافر جهود أئمة المساجد ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وأساتذة الجامعات وكل إنسان يضع قدم له فى أى موطن من مواطن الثقافة فى داخل الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية وأى مؤسسة ناهيك عن الإعلام الذى له دور عظيم فى إعطاء المثال فى القيم والوسطية والإرتقاء بثقافة المجتمع.. نحن فى حاجة مهمة لذلك فى كل الأطراف التى تصنع الكلمة وليس من جانب المسجد والكنيسة فقط.
دراما الصعيد
كيف ترين تناول الدراما للصعيد..هل أنصفته أم أضرت به؟
- أضرت به وبالعكس عمقت مفاهيم تكاد تكون الآن بهتت..حتى اللكنة الصعيدية يتكلم بها بعض الممثلين بشكل مضحك وليست بها إتقان ثم أنه لا توجد لكنة واحدة لبلدان الصعيد..كل قرية لها مخارج للكنتها الصعيدية..الثقافة والقيم الصعيدية أيضا تختلف ليس فقط من محافظة عن محافظة بل من عائلة عن عائلة أخرى فى نفس البلد.
هل هذا الإختلاف ينطبق أيضاً على طقوس رمضان؟
- ليس بالشكل الجذرى ولكن الملاحظ بشدة فى طقوس رمضان هومسألة تخزين الطعام كأنهم يريدون الإنتقام من صيام نهار رمضان بتخزين الطعام ليلاً..وأكثر ما يدهشنى أن الدولة كلها فى حالة تضافر وكأنها ستدخل الحرب لكى تجهز وتنوه عن توفر السلع الغذائية بالمجمعات والسيارات المتنقلة بشكل يخرج عن طبيعة الصوم..الصوم ليس هلعاً فى تخزين اللحوم والأطعمة.
وكيف ترين التكالب من القنوات الفضائية على عرض عدد لا يحصى به من المسلسلات؟
- هذا يحزننى جداً لأن رمضان له نكهة العبادة ونكهة الطاعة..هذا شهر يأتى من السنة للسنة خسارة أن أضيعه فى المسلسلات..لابد وأن نعطى لهذا الشهر من زاده ما يستحقه ويكفى أن نتأمل عندما يقول رب العزة فى هذا الحديث القدسى «كل عمل بنى آدم له إلا الصوم فهولى وبه أجزى»..لوكل واحد منا تأمل هذا الحديث لأدرك عظم هذا الشهر ولا يجرؤ أن يضيع منه ولوساعة أوحتى دقيقة.
كيف تفسرين غياب العمل الدرامى الدينى وسط ما تبثه الشاشات الفضائية حالياً؟
الجانب الفنى تراجع عن القيمة الفنية فى الكلمة والأداء وأصبح الغالب عليه الأسلوب الذى يحتوى على ثقافة العصر وهى العنف والضرب والقتل وهذا الشىء يزعجنى جداً لأن هذا مفهوم غير قويم لتربية أطفالنا وتربية مجتمعنا كما أن عرضه فى رمضان يتضاد مع روح رمضان والحكمة من هذا الشهر العظيم الذى يكرم فيه الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية.
حصيلة 6 شهور
منذ يناير الماضى وحتى اليوم ما حصيلة ما قدمته فى البرلمان؟
- لقد إنتهيت منذ أيام قليلة من تقديم القضية الجدلية الرهيبة وهى قضية إزدراء الأديان التى أطالب بإلغائها فهى مادة هلامية بها عوار قانونى لأنها أرفقت بالمادة 98 من قانون العقوبات وتختلف عنها فى طبيعتها القانونية، وبها عوار دستورى وتخالف مقاصد الشريعة الإسلامية.. عدا ذلك نحن نستهلك وقتنا جميعاً.. فعلى مدار شهر ونصف إنتهينا من توثيق 445 قراراً جمهورياً صدرت منذ عهد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى..ثم إنتهينا من إعداد اللائحة الداخلية لأننا دخلنا على برلمان صفر ليس به شىء وإستغرق منا الأمر شهرا.. ثم دخلنا فى توزيع وتشكيل اللجان.
ولكن البرلمان تعرض لنقد شديد بسبب بطء الأداء حتى إنتهى من لائحتة الداخلية وتشكيل لجانه الفرعية؟
- أبداً.. هذا شغل يحتاج لشغل كثير.. مثلا: إن تشكيل 28 لجنة بأعضائها وقوانينها وموادها هوشغل رهيب لكن لأن الناس ليست بالرقى الثقافى الذى يمكنهم من فهم طبيعة تشكيل هذه الأعمال لا يعرفون حجم العمل الذى ننجزه .. وهذه هى الفجوة الموجودة حالياً بين المجتمع وبين عملنا فى صمت داخل البرلمان.. حتى ننتهى من تشكيل هذا البرلمان بلوائحه ومواده وإعتماد قوانينه وتشكيل مستقبله هذا كان يحتاج على الأقل من 5 إلى 6 شهور عمل.
هل عدم بث الجلسات أسهم فى توسيع تلك الفجوة بين المجتمع وبين نوابه فى البرلمان؟
- عدم بث الجلسات كان مطلبا شبه جماعيا بسبب تربص وتصيد الإعلام لكل ما يصدر عن أى نائب وأنا لا مانع عندى من عودة بث الجلسات مرة أخرى.
طفرة رائعة
هل أنت راضية عن أداء نواب البرلمان؟
- إلى حد كبير..دعينا من تصيد الكاميرا ففى البرلمان 100 شاب وشابة قليلى الخبرة ولم ينضجوا بعد وهنا أتكلم كأستاذ جامعى أقدر أى سلوك وأى كلمة..هؤلاء الشباب والشابات حققوا طفرة رائعة.. الشباب عندما يتعلم ويكون لديه «كنترول» يصبح ثروة.. لقد تحسنوا ونضجوا كثيراً فى وقت قصير جداً كما أننا لدينا ما لا يقل عن 150 أستاذا يشار إليهم بالبنان فى تخصصات مختلفة..أساتذة جامعات وفكر قانونى ناضجين فى ثقافتهم.. فلنفترض أننا لدينا 10 أو12 أوحتى 50 نائبا يدور حولهم جدل نحن لسنا فى المدينة الفاضلة..نحن مجتمع فيه القوى والضعيف والأمى وفيه العالم والجاهل..الشعب المصرى أصبح شعبا سفصطائيا كثير الكلام بدون علم أومعنى.. نحن لسنا شعبا تقييما يقول ما له وما عليه..هذه نزعة ضائعة تماماً فى الشعب المصرى.
وما تقييمك لأداء نائبات البرلمان؟
- بداية هونصر أن تصل المرأة إلى هذا المستوى من العدد فى المجلس وهولم يحدث فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر..الأمر الثانى:ما فى شك أننى أتمنى أن أرى المرأة فى البرلمان أكثر نضجاً وأكثر وضوحاً وأكثر برامج واضحة..كم أكون سعيدة عندما أرى أى زميلة فى البرلمان تقدم أى إستجواب أومشروع قانون تصلح به إعوجاج أوتثبت به صلاح.
لماذا كان إختيارك للإنضمام للجنة الخارجية للبرلمان ؟
- كنت أريد الإنضمام للجنة التعليم لكن كان هناك تكالب من الإعضاء عليها ثم أنا وجدت نفسى فى لجنة الخارجية وسعيدة بها جداً لأن بها رقيا ويجيدون اللغات وأنا سعيدة بذلك وعندهم قضايا هى شغلى الشاغل طوال عمرى فى علاقتى بالغرب..لقد درست بالغرب وتخرجت فى مدارس أجنبية وأنا أدرى بهذا العمل عن أى إنسان عادى..كما أن هذه اللجنة ملائمة لطبيعتى ولفكرى أكثر وهى فرصة لكى أدفع عن الإسلام ما يلصق به ظلماً وعدواناً وأن أوضح صحيح الدين وأبين تاريخ هذا الدين وسماحته وعظمته.
تربص واضح
ما تعليقك على البيانات التى تصدر عن الغرب عموماً بالشأن الداخلى المصرى؟
لقد رددت عليه فى صحف أجنبية وإنجليزية وقلت هذا نوعا من التربص ليس به أى حكمة ولا أى إنصاف لمصر الطيبة..مصر ليست دولة عدوانية ولا عمرها إستعمرت أحدا أوأساءت لأحد لكن ولأنها عمود المنطقة بأكملها هناك التربص ولأنهم يريدون إغتيال المنطقة والعقبة الوحيدة مصر وقفوا ليتربصوا بها..والمثال ما حدث فى الطائرة الروسية والطائرة التى كانت قادمة من المطار الفرنسى وما يحدث فى قضية ريجينى الإيطالى..هناك عشرات بل مئات من الشباب الذين يختفوا فى أرض الله الواسعة فى كل دولة من الدول بما فيها إيطاليا نفسها..وبالتالى لم تقم الدنيا ولم تقعد كما حدث مع مصر فى حوادث لا ذنب لها فيها..هذه المسألة توضح لنا عدم إنصاف هذه الدول والتربص أكثر شىء يزعجنى ويملأنى مرارة من الآخر سواء كان أمريكيا أوأوروبيا أوأى شىء آخر.
كيف تابعت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصعيد الذى كان يطلق عليه الصعيد المنسى؟
سعدت بها جداً لأننى فى عدة لقاءات تليفزيونية وصحفية كنت أعاتب الحكومات المختلفة لإهمالهم للصعيد وعدم إكتراثهم بالتنمية فى الصعيد كما يحق له.. أقول دائماً أن الصعيد لمصر هوالعصب القوى والبناء الحقيقى لمصر وإهماله خسارة لمصر كلها لذلك يجب على الصعيد أن يأخذ من الإهتمام والتنمية ومن التجديدات للمرافق الحيوية لديه كالمستشفيات والصرف الصحى والبناء العلمى فى شتى المجالات سواء فى الجامعة أوفى المدارس..هذا ما أحلم به وسأطالب به لآخر يوم فى عمرى.
وأخيرا ما الذى تتمنين أن تحصل عليه نساء وفتيات الصعيد ولم يتحقق لهن حتى اليوم؟
أتمنى للمرأة فى الصعيد أن تحرص على ميراثها لأن مازال الميراث فى الصعيد يميز فيه الولد عن البنت بل هناك عيب فى الثقافة الصعيدية لووقفت بنت أمام أخيها وطالبت بحقها الموجود فى الميراث فهى تكاد تنفى من العائلة أوتعامل بأنها أتت بشىء غير قويم..أتمنى أن ينتهى الصعيد من هذه الثقافة..
أما الصعيد بعد ذلك فقد تطور تطوراً جيداً وإيجابياً مع حرصه الشديد على موروثنا فى القيم والثقافة والتقاليد حتى وإن كانت فى بعد هذه التقاليد ليس بالأمر الجيد أوالمتسق مع مستجدات العصر لكنها مع الزمن سوف يترك ما لا يحمد ويثبت ما هوبناء للصعيد بالشكل القوى والمستنير الذى أراه فعلاً فى طريقه إليه فى هذه المرحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.