نقيب المحامين: حضور قضايا الثأر خلق حبى للمحاماة منذ الطفولة.. ولم أفكر فى مهنة غيرها الشهر الكريم يعنى العائلة.. وأفضل مواسم رمضان كانت فى الطفولة مارست عديدًا من الألعاب وتميزت فى السلة.. والسياسة والسجائر قضيتا على مسيرتى الرياضية رمضان الإخوان كان كئيبًا مثل باقى الأيام التى حكموا خلالها سامح عاشور نقيب المحامين وأحد أعلام المجتمع السياسى المصرى، خرج من بلدته بمحافظة سوهاج فى الصغر، قاصدًا القاهرة، باحثًا عن حلم عمره فى تعلُّم المحاماة التى عشقها منذ طفولته، وظل وراء حلمه فى أن يكون اسما لامعا فى سماء المحاماة حتى حققه، بل وأصبح نقيبا لمحامى مصر، رغم اقتصار أحلامه على أن يكون محاميا بارعا فقط، وتلقفته دنيا السياسة التى تشربها من والده، الذى كان عضوا بمجلس الشعب عن دائرة ساقلتة، حتى أصبح الابن فى ما بعد نائبا برلمانيا عنها، وظل متمسكا بعادات وتقاليد الصعيد الأصيلة، رغم السنوات العديدة التى قضاها فى القاهرة، يحارب طبقا لقناعاته، ويعارك من أجل انتصار أفكاره، ولشهر رمضان الفضيل فى ذاكرة عاشور ملامح ووقائع مختلفة، فى طفولته بالصعيد، وسنوات نضجه بالقاهرة. - ماذا يعنى رمضان بالنسبة إليك؟ رمضان يعنى الأسرة والعائلة، فهو دائما مرتبط فى ذهنى بالتاريخ والمكان الذى تكون الأسرة فى أغلب حالات الاقتراب خلاله، حيث يقترب البعيد من الأقرباء والأصدقاء، والجميع يكون حولك، على عكس باقى العام الذى ينشغل كل شخص بحياته ويبتعد. - الفرق بين رمضان حاليا ومن قبل؟ هناك اختلاف تام بين هذا وذاك، قديما كان الجو الرمضانى له طقوس بسيطة جدا لكنها كانت حميمية جدا، أما الآن فهى كثيرة جدا، لكنها غير حميمية على الإطلاق، زمان كان احتفاء الناس ببعضها وسهراتها الرمضانية أمرًا أساسيًّا، ففى الصعيد والأرياف كانت أغلب البيوت تستدعى مقرئا يظل يرتل القرآن من العشاء حتى فجر اليوم التالى، ووقت الإفطار كانت البلدة بالكامل تخرج على الطريق الرئيسى ويكون إفطار البلدة بالكامل يوميا بمثابة مائدة رحمن، بحيث يتجمع أهل البلد ويجمعون كل من يمر فى الطريق ليتناول الإفطار، وهو أمر موجود حتى الآن لكن ليس بنفس الكثافة ولا بنفس الروح. الأمر الآخر حالة اجتماع العائلة، الجد رأس العائلة والجدة والأب والأم والأبناء والأعمام، تلك الحالة غالبا انتهت، رغم وجود مباهج كثيرة لم تكن موجودة من قبل، فحاليا ربما نكون موجودين فى مكان واحد لكن كل شخص مشغول بأمر يخصه، سواء كان برنامجا تليفزيونيا أو مسلسلا مختلفا أو غير ذلك، بالإضافة إلى فكرة تناول الطعام بشكل مشترك ومن نفس الأطباق، فأنا فى بلدى ساقلتة بسوهاج كنت أتناول الطعام على «الطبلية»، وكُنا نشترك جميعا فى طبق واحد لكل نوع طعام، وهو أمر يزيد من التقارب والترابط بين الناس «بيخلينا نعمل حساب بعض»، على العكس من الفكرة الانفصالية فى أن يكون لكل شخص طبقه الخاص، وأنا حاولت أعلم أولادى الأكل على الطبلية بهذه الطريقة، إلا أننى لم أتمكن لأنه كان صعبا عليهم. - رمضان الطفولة؟ أفضل الرمضانات على الإطلاق هى التى مرت فى الطفولة، كُنا خلالها نلتقى طيلة اليوم، نخرج معا كأطفال نلعب ألعابا بريئة، نشترى احتياجات المنزل أحيانا معا، ونظل نلعب ونلهو حتى الإفطار، ثم ننام فى نهاية اليوم، وكان جميعنا ينام مترقب الفجر، لأن الأهل كانوا يشفقون علينا من الاستيقاظ للسحور كوننا أطفالا، إلا أننا حرصنا على النهوض للسحور، وكان الأمر بمثابة معركة لنا، لأننا حرصنا على الصيام من سن صغيرة، ونحن كأطفال تعلمنا الصيام بعضنا من بعض، فكان كل منا يتحرج من الإفطار خلال الصيام، وهو ما جعلنا نصوم صياما جماعيا، لكن مع مرور الزمن، بدأ الصيام يصبح أمرًا طبيعيًّا، وأتذكر أننى حضرت رمضان فى بيت جدى قبل دخول الكهرباء بيته، وكان الأمر يقتصر على الكلوبات ولمبات الجاز، التى كُنا نضمها معا لنرى بعضنا ونسهر فى ليالى رمضان. - كيف تتعامل مع السياسة فى رمضان؟ السياسة مليئة بالمشكلات والصراعات والتناقضات وممارستها فى رمضان صعبة، وأجواء رمضان تجبر السياسى على التأدب والتحلى بالأخلاق الرمضانية، التى من الصعب الالتزام بها مع السياسة التى تضغط المشتغلين بها، وأيام رمضان بالنسبة إلىّ تذهب أغلبها إلى النقابة والمحامين، لأنه أكبر فرصة لتجميع المحامين الذين لا بد من الالتقاء بهم والاستماع إليهم خلال تنظيم الإفطارات فى النقابات الفرعية المختلفة، وأجندة رمضان دائما مزدحمة، إلا أن عملى فيه نمطى كل عام، يقتصر على الالتقاء بالمحامين ومحاولة الوجود مع الأسرة أطول وقت ممكن. - كيف رأيت رمضان الإخوان؟ رمضان الإخوان مثل باقى الأيام التى حكموا خلالها مرت كئيبة، حالة من انعدام الألوان، مر كأنك ترى صورة باهتة أو صورة أبيض وأسود وسط الألوان، وحالة الإحباط للأسف كانت عالية، ولأنى أقرأ الإخوان جيدا وأعلم ماذا يفعلون وكيف يخططون، فكان الأمر بالنسبة إلىّ مجهدا، ولم أستشعر الأجواء الرمضانية لانشغالى بهذا الهم. - متى خرجت من الصعيد؟ خرجت من الصعيد مبكرا، حيث قضيت فترة الطفولة وما قبل الالتحاق بالمدرسة فى البلدة، لكن فترة الوعى بالكامل كانت خارجها، والدى اختار لى مدرسة فرنسية لألتحق بها «راهبات قلب يسوع المصرية» فى مدينة سوهاج، ولم أتعلم من اللغة الفرنسية سوى ما أنطقونى فى هذه المدرسة التى خرجت منها مبكرا، ولم أكمل تعليمى فيها، وانتقلت إلى مدرسة أخرى، واستمرت فترة التعليم حتى الثانوية العامة فى سوهاج، وخلال تلك الفترة، مارست عديدا من الألعاب الرياضية، منها كرة القدم والطائرة، وحاولت أن ألعب الجمباز لكنى لم أوفَّق، ولعبت سلة فى ناديين درجة أولى، أولهما الاتحاد السكندرى عندما التحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، والثانى نادى الجزيرة فى السنة الجامعية الثانية عندما انتقلت إلى جامعة القاهرة، وكان الجميع يحسبوننى من المتميزين فى اللعبة، وفى هذا العام التحقت باتحاد الطلاب الذى أنهى حياتى الرياضية لانشغالى بالسياسة واعتيادى التدخين. - ألم تنشغل بالسياسة قبل المرحلة الجامعية؟ مارستها عبر اتحاد الطلبة فى المرحلة الابتدائية بصورة بسيطة، أما فترة التعليم الإعدادى فكانت فترة ارتباك، لكن الممارسة الحقيقية للسياسة بدأت فى المرحلة الثانوية، ولم أنجح فى أول مرة أرشح نفسى للاتحاد لأنى لم أقم بأى دعاية، وظننت أنه يتعين على الطلاب انتخابى دون دعاية، وبعدها فهمت أصول الانتخابات، وترشحت ونجحت، وفى الصف الأول الجامعى فى الإسكندرية خضت انتخابات الاتحاد ونجحت، وكان معى كل من المستشار عصام أحمد محمد، سكرتير عام نادى القضاة سابقا، والمحامى مختار نوح، ومحمد عبد المطلب نقيب محامى الإسكندرية فى ما بعد وآخرون، وكانت تلك أفضل سنوات عمرى، حيث انتقلت فيها إلى مرحلة الوعى. - ماذا بعد الإسكندرية؟ انتقلت إلى جامعة القاهرة، وفزت برئاسة اتحاد الطلبة فى الصف الثانى الجامعى، وحاول الأمن تجنيدى لكنه فشل، فى هذه الفترة كانت الجامعة بالكامل مشغولة بالسياسة، حيث كانت تسبق حرب أكتوبر بفترة بسيطة، وكان الجميع ساخطا على السادات، وظل الغضب قائما حتى بعد الحرب بسبب الانفتاح الاقتصادى وزيادة الأسعار، وأتذكر أننا نظمنا حفلا للخريجين فى تلك الفترة، بحضور الدكتور عبد الجليل الشرقاوى عميد الكلية، وعبد العزيز الشوربجى نقيب المحامين، والوزيرة الدكتورة عائشة راتب، ورئيس المحكمة الدستورية العليا فى ذلك الوقت، وألقيت خطبة فى هذا اليوم كانت بمثابة ثورة على ترزية القوانين والمتراجعين والمتلونين، ولم أتوقع أننى بذلك أتعدى على المنصة، وعندما أراد أحدهم أن ينبهنى رد أحد أعضاء المنصة قائلا «سيبوه يكمل مافيش فايدة»، ورغم الموقف فإن الشوربجى كان مُعجبا بشخصيتى وبموقفى. - هل المحاماة كانت اختيارا؟ بالطبع، فأنا أحب المهنة ولم أفكر فى غيرها منذ صغرى، حضورى جلسات القضايا المختلفة، لا سيما قضايا الثأر مع والدى، ودخول قاعات المحاكم خلق حبى للمحاماة، لدرجة أنى لم أضع فى رغبات الالتحاق بالكلية سوى حقوق القاهرةوالإسكندرية وعين شمس فقط، وقررت إذا لم ألتحق بإحداها أن أعيد الثانوية العامة، وأتذكر أول مشهد رأيته فى نقابة المحامين كان مؤتمرا للنقيب الراحل أحمد الخواجة، كانت المعركة شديدة ضده، وقال «لو أردتم أن تصلبوا على ظهرى عبد الناصر فأنا أوافق»، وكان هذا سبب إعجابى به، وبعد ذلك تعرفت على محمود عبد اللطيف الذى تمرنت فى مكتبه، وأنا مدين له لأنى تعلمت المحاماة منه، وكان يخوض الانتخابات ضد الخواجة، رغم عدم قدرته على المشاركة فى اللعبة السياسية، وكنت مع أستاذى فى الجولة الأولى، لأنه لا يجوز أن أكون ضده، وخسرها أمام الخواجة، وقلت له وقتها «الحمد لله إنك خسرت لأنى بالأساس أؤيد الخواجة». بطاقة تعريف بالعائلة؟ نحن 5 إخوة أنا أكبرهم، هم المهندس محمد، وعادل أستاذ فى الطب، وسميحة موظفة فى إحدى شركات البترول، وأمل، أصغرنا، ربة منزل، ولى ولدان وبنت واحدة. أعتقد أنى مقصر فى حق العائلة والأسرة بسبب العمل والسياسة، لذلك اخترت أن يعيش أبنائى معى على سبيل تعويض الفترات التى لم أقضها معهم، خصوصا أنى أفكر دائما بأنه «صعب على الإنسان أن يشحذ أبناءه»، فقررت أن نعيش معا على ضوء ما عشته فى طفولتى فى بيت العائلة. - علاقتك ببلدتك؟ كنت أذهب إلى ساقلتة مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بشكل منتظم، عندما كنت نائبا عنهم فى البرلمان، كى أعلم مشكلاتهم ومطالبهم وأقوم بدورى وأحلها، وحاليا أذهب إلى بلدتى فى المناسبات المختلفة، لكن بشكل عام العمل والوجود فى القاهرة يأخذنى من البلدة كثيرا، والفترة منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن أقل الأوقات عودة لبلدى. - أبرز المحطات فى حياة عاشور؟ المحطات كثيرة، أبرزها مرحلة بنائى العقلى التى تمت فى بلدتى، ثم مرحلة الاغتراب التى بدأت عندما انتقلت من سوهاج إلى الإسكندرية، التى سبب البراح والانفتاح فيها صدمة كبرى لى، ثم مرحلة انتقالى إلى القاهرة التى أراها «الانتقال إلى الملعب الكبير»، وتضم محطات مختلفة، منها مرحلة العمل النقابى، ومحطة 1981 التى سُجنت خلالها مرتين، الأولى قضية عضوية بتنظيم ناصرى بقصد قلب نظام الحكم، وكان الحبس 24 ساعة وخرجت بكفالة 50 جنيها، والثانية فى قرارات الرئيس الراحل أنور السادات بالتحفظ فى سبتمبر من نفس العام، وقضيت نحو ثلاثة أشهر، وخرجت مع أول 30 شخصا تم إطلاق سراحهم بقرار من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكان ضمن الدفعة عبد العزيز الشوربجى ومحمد حسنين هيكل، والدكتور شكرى عبد الله، والدكتور فؤاد مرسى، وخرجنا إلى قصر العروبة لمقابلة الرئيس. - كيف يرى عاشور تجربة السجن؟ الإنسان يظل خائفا من السجن حتى يدخله، وأقسى ما فيه الإحساس بالاغتراب عن الحياة والبعد عن الواقع، وهو أقرب إلى حياة الجيش، بأن تعيش فى أسوأ الظروف بأقل الإمكانيات وسط كل الضغوط ولا تنهار، وأنا تعايشت وقاومت فى السجن استنادا إلى «التخشين» والمقاومة التى تعلمناها فى الجيش، وتلك التجربة جعلتنى أُصر على أن يؤدى ابنى الأكبر محمد الخدمة العسكرية، وبالفعل خلقت فارقا فى حياته، والسجن له حكاية معى فى قضية التحفظ، فقد هربت أسبوعا ثم قررت تسليم نفسى وأبلغت والدى، وكان الضابط المُكلَّف بالقبض علىَّ زميل شقيقى الأصغر، وقال له «أخوك مأخَّر ترقيتى»، وبالفعل ذهبت مع الضابط ووالدى يوم الاستفتاء إلى اللواء النبوى إسماعيل، وزير الداخلية وقتها، وسألنى «كنت فين؟»، قلت له «كنت منتظرا نتيجة الاستفتاء اللى عملتوه، مش لو الناس قالت نعم هنتحبس، ولو قالت لأ، هنخرج!»، قال لى «حمد الله ع السلامة»، ورديت عليه «بالمناسبة إيه نتيجة الاستفتاء؟»، قال لى «99% نعم»، قلت له «خلاص يبقى أنا جيت صح». الإنسان يظل خائفا من السجن حتى يدخله.. وأقسى ما فيه الإحساس بالاغتراب اتفقت أنا ومحمد فايق وإسماعيل صبرى على سرقة الجرائد من مكتب الضابط فى السجن - كيف قضيت فترة السجن؟ دخولى السجن منذ البداية كان فيه خطأ غير مقصود، الضابط المكلف بإيداعى سجن ملحق مزرعة طرة ذهب بى إلى سجن الاستقبال، وهذا السجن كان فيه كل الجماعات الدينية، الدور الأرضى به السياسيون مثل محمد فايق، ومحمد عودة، وفؤاد مرسى، وكمال الإبراشى، وكان يجب ضمى إليهم، لكن أودعونى الدور الرابع مع الجماعات، وفى أول ليلة بدأت أدخن سيجارة فقال لى أحدهم: «يا أخ التدخين حرام»، قلت له: «إيه سندك؟»، قال لى: «حرام شرعا»، قلت له: «خليك فى حالك وخلى أيامك السودة دى تعدى على خير»، بعدها تعايشت معهم، وأذكر أن عمر التلمسانى كان معى فى كلبش واحد يوم التحقيق، وكان فى حالة صمت تام.. وقت التحقيق قلت للمحقق: «هل لديك صلاحية إخلاء سبيلى؟»، قال: «لا»، فاحترمت صراحته وجاوبت، وتم حبسى فى التأديب. لماذا أودعوك حبس تأديبى؟ فى أول أيام حبسى كان زملائى ذهبوا قبل الأسبوع الذى هربته، وكان محمد عيد فى الدور الأول وأنا فى الرابع، حين علم بمجيئى وقف فى شباك الزنزانة يسألنى عن أسباب التأخير، وكنت أرد عليه عبر شباك زنزانتى، وهى طريقة تجعل السجن بالكامل يسمع حوارنا، فى اليوم التالى وجدت الضابط يطلب منى جمع ملابسى، واصطحبنى مع عيد إلى التأديب قائلا: «كنتو بتشتموا السادات بالليل»، وهو ما لم يحدث، وأذكر أن محمد رشاد محامى صوفى أبو طالب، رئيس الجمهورية المؤقت عقب وفاة السادات، طالبنا بكتابة تأييد لمبارك على أن يتم الإفراج عنَّا، ورفضنا التوقيع. - أبرز المواقف التى حدثت لك فى السجن؟ الزيارات كانت ممنوعة، ووالدى بصفته عضو مجلس شعب استطاع الحصول على إذن استثنائى بالزيارة، وأحضر جميع أنواع الطعام والفاكهة التى كنت أحبها، لأنه يعلم أن أكل السجن غير آدمى، ورحل دون أن أراه، فاستدعانى الضابط وطلب منى أن أتناول الطعام فى مكتبه، لأنه لن يُدخل شيئا للزنزانة تطبيقا للنظام، ورفضت لاستشعارى إهانة بالغة.. موقف آخر، كان ممنوعا إدخال الصحف إلى الزنزانة، واتفقت مع محمد فايق وإسماعيل صبرى على سرقة الجريدة من مكتب الضابط، بأن يفتعل صبرى خناقة مع الضابط، ويحاول فايق التهدئة، فآخذ الجريدة وأطويها فى ملابسى، وأضعها فى النهاية فى زنزانة صبرى طبقًا لرغبته، ونفذنا الخطة، على أن يتم تقطيع الصحيفة لأخبار نتبادلها معا فى الصباح، وفوجئنا فى الصباح بأنه حرق الجريدة دون أن نقرأها، لأنه لم يجد بها أخبارا جيدة. هناك موقف فكاهى آخر، كان الشاى كغيره من الأشياء، ممنوعا، وكنت بصحبة محمد عودة، وكان هناك ضابط يطالبه بتوصية ل«روزاليوسف» لأنه يكتب الشعر، فقلت لعودة يطلب منه الشاى وبالفعل طلبناه، وأحضر الضابط الشاى كأنه له، واتفق معنا أن يتركنا دقائق لنشرب الشاى، وظللت أنا وعودة نتعازم على من يبدأ تناول الشاى، حتى جاء أحد شباب الجماعات واختطف كوب الشاى سريعا، وأخذه شَربة واحدة.