* هل يمكن أن ينجو أي راكب من حادث تحطم طائرة ؟ الاجابة البديهية بالطبع لا خصوصا وأن الارتفاع الشاهق الذي تكون عليه الطائرة سواء تحطمت في الجو أو سقطت في الماء يقلل تماما من احتمالية وجود ناجين، لذا عندما ينجو أي شخص كان على متن طائرة تعرضت للتحطم فإن جميع المسؤولين يعتبرون هذا الأمر بمثابة المعجزة الالهية نظرا لندرة حدوث هذا الأمر. * ورغم الخبر السئ الذي فاجئ جموع المصريين باختفاء طائرة مصر للطيران القادمة من مطار شارل ديجول بباريس- للقاهرة من على شاشات الرادار في الساعات الاولى من فجر اليوم، فقد تعلقت الآمال بأنه ربما يتم العثور عليها في مكانًا ما، الآمال ربما كانت معقودة على العثور على الطائرة او العثور على ناجيين وربما تبددت هذه الآمال بعد ورود أنباء تؤكد تحطم الطائرة، ولكن سرعان ما تجددت هذه الأمال مرة أخرى بالعثور على ناجيين بعدما نشرت نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، الصور الأولى لحطام الطائرة المصرية " MS804" والتي فقدت خلال عودتها من مطار شارل ديجول الفرنسي. * وأظهرت الصور التي تم نشرها، سترات النجاة الخاصة بركاب الطارة " MS804" وهي تطفو بالقرب من جزيرتي كارباثوس، وكريت اليونانيتين. * يشير معظم العلماء والخبراء في مجال الطيران أنه إذا سقطت الطائرات في الماء فإن احتمالية زيادة معدلات النجاة والبقاء على قيد الحياة عند الهبوط في الماء يمكن أن تصل إلى أكثر من ال50%، ورغم أن عملية إنزال الطائرة في المياه تكون محكومة بظروف لا يمكن التحكم بها نوعاً ما، وعلى الرغم من أن سقوط الطائرة في البحر غالباً ما يكون سقوط رأسي، إلا أن عملية الهبوط بالطائرة فوق الماء تعد من إجراءات الطوارئ، لذا فإنه يتم تدريب جميع الطيارين والركاب عليها قبل كل رحلة، لذا يتم تزويد الركاب بالوسائل التي تمكنهم من زيادة فرص بقائهم على قيد الحياة. وما بين التأكيدات بتحطم الطائرة والآمال بنجاة بعض الركاب لمعرفة حقيقة ما حدث يبقى الأمر المؤكد أن العثور على ناجيين في حوادث الطائرات هو أمرًا خياليا ويصل لدرجة المعجزة، ومن خلال سطور هذا التقرير حاولنا رصد بعض الناجيين من أشهر حوادث الطيران على مستوى العالم والتي كان من بينها حادث طائرة مصر للطيران التي سقطت فوق الأراضي التونسية ونجا من الموت المحقق ما يقرب من 50 شخصًا وهو عددًا كبيرًا. المعجزة الأولى * كانت أكبر المعجزات حكاية الطفلة بهية ابنة الثالثة عشرة والتي نجت وحدها من بين 155 راكبا من ركاب الطائرة اليمنية التي تهشمت وسقطت في المحيط الهندي وسط الظلام وهي لا تجيد السباحة، ومع ذلك ارتطمت يدها بشيء فأمسكت به وظلت طافية فوق الماء 12 ساعة إلى أن عثر عليها رجال الإنقاذ على بعد كيلومترات من شاطئ جزيرة من جزر القمر. نجت بهية ولم تنج أمها التي كانت مسافرة معها وجالسة إلى جوارها في الطائرة، تلقفها الفضاء وقذف بها بعيدا عن ألسنة اللهب ثم سقطت في مياه المحيط لتعيش وتبقى شاهدا على معجزة آلهية. المعجزة الثانية * نجت مضيفة جوية صربية في عام 1972 اسمها فيسنا حين انفجرت الطائرة التي كانت تعمل على متنها في الهواء فقتلت كافة الركاب إلا فيسنا التي سقطت من ارتفاع عشرة آلاف متر وعاشت لتروي قصة نجاتها. المعجزة الثالثة * اشتعلت في عام 1985 إحدى طائرات لوكهيد بعد الإقلاع من مطار رينو كانون بقليل، وكانت تحمل 71 راكبا لم ينج منهم أحد إلا صبي في السابعة عشرة اسمه جورج لامسون، سقط بعيدًا عن الانفجار وهو ما زال مثبتا في مقعد الطائرة بحزام الأمان، والغريب أنه نزل من الارتفاع الشاهق إلى مهبط الطائرات في المطار وهبط واقفا. المعجزة الرابعة * تعتبر قصة اريكا ديلجادو ابنة التاسعة التي نجت من حادث انفجار طائرة شركة انتركونتيننتال بالقرب من بوجوتا، عاصمة كولومبيا في عام 1995، من أغرب ما يمكن حيث سقطت اريكا من علو شاهق يفترض أن يسحق جسدها الصغير سحقا لو لم تتلقفها كومة طرية من طحالب البحر التي لفظتها المياه بالقرب من مستنقع. المعجزة الخامسة * اصطدمت في مايو 2002، قبل دقائق معدودة من هبوطها طائرة الرحلة 843 التابعة لشركة "مصر للطيران"، فى مطار "تونسقرطاج" الدولى، بأحد التلال المحيطة بالمطار، ما أدى إلى تحطمها، وأسفر الحادث عن مصرع 15 شخصاً، بينهم الطيار ومساعده وجميع الطاقم، ونجاة 49 آخرين، وكانت الطائرة تقل 68 راكباً هم 27 مصرياً و16 تونسياً، و3 من الجزائر، و3 من الأردن، و2 من بريطانيا، وسعوديا واحداً، وبعض الجنسيات الأخرى. المعجزة السادسة * تهشمت في عام 2003 طائرة من طراز بوينج 737 بعد الإقلاع من مطار بورسودان فهلك 116 راكبا إلا محمد الفاتح عثمان الطفل ابن العامين الذي وجدوه حيا بين أغصان شجرة وقد أصابته بعض الجروح. المعجزة السابعة * في عام 1987، وقع حادث تحطم لطائرة تابعة لشركة Varig لم ينج منه غير البروفيسورة في جامعة ساحل العاج نويبا تيسوه، ووقع الحادث بعد انطلاق الطائرة من مطار عاصمة جمهورية ساحل العاج، متوجهة إلى ريو دي جانيرو في البرازيل، وواجهت الطائرة من طراز Boeing 707-379C مشاكل بعد إقلاعها مباشرة وحاولت العودة إلى المطار، غير أنها تحطمت على بعد 18 كيلومترا من المطار، لينجو راكبان، إلا أن أحدهما مات بعد تفاقم حروقه، ولم تصب الناجية الأخرى إلا بحروق بنسبة 20 % من جسمها. المعجزة الثامنة * تحطمت في 2008، طائرة "توين أوتير" الكندية الصنع لدى محاولتها الهبوط في مطار لوكلا الواقع شمال شرقي العاصمة كاتماندو، وبسبب سوء الأحوال الجوية ارتطمت الطائرة بأراضٍ مرتفعة قرب المطار، ما أفضى إلى احتراقها وتفحم جثث 18 شخصاً أغلبهم من السائحين الألمان والأستراليين، ولم ينج من هذه الحادثة إلا قائد الطائرة ساريندا كيموار الذي نقل إلى المستشفى بحالة صحية مستقرة. التحكم العصبي أحد أسباب النجاة * وكان باحثون من جامعة فرجينيا أولد دومينيون قد قدموا بعض النتائج الفريدة وافردوا بعض الأسباب التي قد تكون سببًا في نجاة البعض من حوادث تحطم الطائرات، وأرجعهوا في المقام الأول إلى ال 90 ثانية الأولى بعد حادث التحطم والتي تسمى "الوقت الذهبي". * ووفقا لشركات الطيران فإن ما يفعله الشخص خلال "الوقت الذهبي" يمكن أن يحدد ما إذا كانت لديه فرصة للنجاة من حادثة تحطم طائرة أم لا، فمقاومة الفزع والتوتر السريع، والابتعاد عن الطائرة بأسرع ما يمكن، ومحاولة البحث عن الهاتف الجوال بعد الحادث، هي من الأمور التي قد تساعد على النجاة من تحطم الطائرة، وتبعاً لبعض الشهود الذين أفادوا أنهم عندما انفجرت طائرتهم، قاموا بتمزيق ملابسهم التي اشتعلت بها النيران بشكل سريع جداً، وهذا على الأرجح منع الحروق التي أصابتهم من أن تصبح أكثر اتساعاً، ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لا تساعد على التخلص من الأضرار الداخلية التي قد تنجم عقب تحطم الطائرة، مثل الأضرار الناتجة عن استنشاق الدخان الذي يؤدي إلى قطع الأكسجين عن أنسجة الجسم، أو الأضرار الناتجة عن الحرارة التي تؤدي إلى احتراق سطح مجرى الهواء العلوي من الجسم، أو الأضرار الناتجة عن المواد الكيميائية السامة التي تؤدي للإضرار بالرئتين. * كما أشار الباحثون إلى أن الناجين من حوادث تحطم طائرات كانت حالتهم الصحية والنفسية جيدة، وكانت نسبة تعرضهم للقلق والاكتئاب وللتوتر ما بعد الصدمة، أقل من نسبة تعرض المسافرين الذين لم يتعرضوا لحوادث طيران، والسبب بهذا على الأرجح يرجع لمنظور السيطرة، حيث كلما زاد اعتقاد المسافر الذي نجا من حادثة طيران أنه كان يمتلك زمام التحكم بمجرى الأمور، تكون حالة هذا الشخص الصحية أفضل ما بعد نجاته من الحادث، حتى ولو كانت تلك السيطرة مقتصرة على تحكمه بردات فعله، كما أن هؤلاء الأشخاص لم يظهروا حاجة للمعالجة النفسية بعد الحادث.