ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عمليات إلقاء القبض المتعددة في الفترة الأخيرة تشير إلى تواجد لتنظيم "داعش" في أوروبا أوسع مما كان يعتقد في السابق. وأفادت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته الاثنين 28 مارس، على موقعها الإلكتروني - بأن جهدا أوروبيا لشن حملة ضد شبكة التنظيم التي تقف وراء هجمات باريسوبروكسل يخفي في طياته كشفا مقلقا لشبكة من الخلايا الإرهابية المتشابكة تقول السلطات إنها لا تزال تحاول الإمساك بأبعادها. وأوضحت الصحيفة أن السلطات الأوروبية تقول أيضا إنها تشتبه في أن عدة رجال اعتقلوا في عدد من الدول مطلع الأسبوع الحالي لديهم جميعا صلات بمنفذي الهجمات الدموية. ووفقا لمسؤولين غربيين، فإن هذا الأمر دفع الادعاء الفرنسي والبلجيكي للسعي للحصول على مساعدة عن قرب أكثر من الولاياتالمتحدة، فيما يسعون لرسم صورة لمدى مسؤولية الشبكة عن قتل 130 شخصا في باريس في شهر نوفمبر الماضي و31 شخصا على الأقل في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهد المباشر يتمركز حول فيصل شيفو، المقيم في بروكسل ومن أصل مغربي الذي كان قد اعتقل أمام مكتب المدعي الاتحادي البلجيكي يوم الخميس الماضي فيما كانت الشرطة تتعقبه بالسيارة. وتقول السلطات البلجيكية إن شيفو، المشتبه فيه والموجود في السجن حاليا، هو الرجل الذي شوهد يدفع عربة في لقطة تليفزيونية أمنية التقطت في مطار بروكسل قبل دقائق من تفجير المفجرين الانتحاريين لمتفجراتهما. ولفتت الصحيفة إلى أن المداهمات التي قامت بها الشرطة مؤخرا كشفت، حسبما يزعم، رجالا آخرين ذوي صلات بهجمات باريسوبروكسل والتي قادت السلطات بدورها لمشتبهين آخرين، وتم اعتقال رجل في إيطاليا أمس الأحد يشتبه في إمداده العديد من منفذي الهجمات بوثائق مزورة، كما جرى اعتقال ثلاثة رجال آخرين الأسبوع الماضي، واحد بالقرب من باريس واثنين في بروكسل، لهم أيضا صلات بمنفذي الهجمات وتوجد ادعاءات بتخطيطهم لعمل إرهابي في فرنسا. وبحسب مسؤولين فرنسيين وهولنديين، فإن ذلك أدى أمس لاعتقال فرنسي يبلغ من العمر 32 عاما في روتردام يشتبه أيضا في تورطه بمؤامرة تم إحباطها في فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قد قال الأسبوع الماضي :"نعلم بأن هناك شبكات أخرى، وحتى إذا كنا على وشك إبطال مفعول الشبكة التي نفذت الهجمات في باريسوبروكسل، فإن هناك دائما تهديدا يطل برأسه". وقال مسؤول أمريكي كبير إن سلسلة الاعتقالات خلال مطلع هذا الأسبوع أظهرت أن شبكة الإرهاب أصبحت "معقدة للغاية"، مضيفا أن "هناك عددا كبيرا من الأعضاء في جميع أنحاء أوروبا". ونوهت الصحيفة إلى أن سلسلة الاعتقالات، التي تضاف إلى العديد من عمليات إلقاء القبض في الأشهر الأخيرة، توحي بأن الشبكات الإرهابية التي تتعقبها السلطات الأوروبية تنتشر لما هو أبعد من باريسوبروكسل.