وجه مدعون في بلجيكا اتهامات بالإرهاب لثلاثة رجال، أمس السبت، في هجمات بروكسل، كما تأجلت مسيرة مقررة بالعاصمة لتخفيف الضغط عن الشرطة المجهدة. واستهدفت الهجمات مطار بروكسل ومحطة لقطارات الأنفاق خلال ساعة الذروة يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا، بينهم ثلاثة مهاجمين، فضلًا عن إصابة المئات. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات. ووسط دلائل متزايدة تشير إلى أن الهجمات نفذتها نفس الشبكة المتشددة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات باريس في نوفمبر الماضي وراح ضحيتها 130 شخصًا، قال مدعون ألمان إن أوروبا في حاجة ماسة لتحسين سبل تبادل المعلومات والبيانات بين الوكالات الأمنية الأوروبية. وحدد المدعون أحد الرجال الثلاثة الذين وجهت لهم تهم يوم السبت بأنه يدعى فيصل وقالت وسائل الإعلام إن اسمه بالكامل فيصل شيفو، وأضافت أنه الشخص الذي شوهد مرتديًا قبعة وسترة خفيفة فاتحة اللون في لقطات ظهر فيها ثلاثة رجال يدفعون حقائبهم خارج المطار. ويعتقد أن الاثنين الآخرين اللذين ظهرا في الصورة فجرا نفسيهما. واتهمت السلطات شيفو، بالضلوع في أنشطة جماعة إرهابية والقتل بنية الإرهاب ومحاولة القتل بنية الإرهاب. ووجهت اتهامات أيضًا لرجلين، هما أبو بكر ورباح بممارسة أنشطة إرهابية والانتماء لجماعة إرهابية، ورباح مطلوب لصلته بمداهمة في فرنسا الأسبوع الماضي تقول السلطات إنها أحبطت من خلالها مخططا لتنفيذ هجوم. وقال إيفان مايور رئيس بلدية بروكسل لصحيفة "لو سوار"، إن شيفو الذي وصفه بأنه شخص "خطير"، اعتقل أكثر من مرة في متنزه حيث كان يحث طالبي لجوء يخيمون فيه على اعتناق التشدد. وقالت السلطات إنها ستحتجز رجلًا ألقت القبض عليه يوم الجمعة بعد إصابته برصاصة في ساقه في محطة ترام بحي سكاربيك في بروكسل لمدة 24 ساعة أخرى. وقالت السلطات إنه يدعى عبد الرحمن وإنه أحد ثلاثة اعتقلوا يوم الجمعة. وقال المدعون البلجيك إن عملية الشرطة التي جرت يوم الجمعة جاءت بناء على اعتقال متشدد إسلامي في باريس في يوم الخميس كان قد أدين في بلجيكا العام الماضي ويشتبه في تخطيطه لهجوم جديد. ومع بقاء بروكسل في حالة تأهب أرجأ منظمون مظاهرة أطلقوا عليها "مسيرة ضد الخوف" كانت مقررة الأحد بعدما دعا مسؤولون ومنهم رئيس بلدية بروكسل إلى تأجيلها لتفادي تحميل الشرطة مزيدا من الأعباء. وقال منظم المسيرة والمتحدث بالبرلمان الأوروبي إيمانويل فولون إنه يتفهم تماما هذا العذر. وقال في رسالة إلكترونية: "سلامة مواطنينا أولوية قصوى، نحن نتفق تمامًا مع طلب السلطات تأجيل هذه الخطة لموعد لاحق، وبدورنا ندعو المواطنين إلى عدم المجيء إلى بروكسل غدا الأحد". وقال مسؤولون إن السلطات حددت حتى الآن هوية 24 ضحية من تسع جنسيات سقطوا في الهجمات على بروكسل التي يقع بها مقري الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ولم يتسن حتى الآن التعرف على هويات أربعة أشخاص. وأكدت وزارة الخارجية السويدية مقتل مواطنة سويدية في الستينات من عمرها كانت مفقودة منذ الثلاثاء، وقالت الوزارة إن سويديا آخر لا يزال مفقودا. ومما يبرز حالة التوتر في البلاد أثار مقتل رجل أمن في موقع بلجيكي به مواد مشعة الجدل بشأن مخاطر محاولة المتشددين شن هجوم على مواقع نووية. كانت صحيفة فرنسية ذكرت يوم الخميس إن منفذي هجمات بروكسل كانوا يخططون في الأصل لمهاجمة موقع نووي لكن اعتقال العديد من المتشددين أجبرهم على تسريع خططهم والتحول لأهداف سهلة في بروكسل. وفي لفتة لإظهار التضامن مع بروكسل أضاءت العاصمة اللبنانيةبيروت صخرة الروشة أحد أهم معالمها بألوان علم بلجيكا اليوم السبت. وقال محافظ بيروت زياد شبيب في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة وشارك فيه سفير بلجيكا لدى لبنان: "اليوم نرسل رسالة تضامن وتعاطف، ونقول للجميع بكل بساطة أن الحياة لا بد أن تنتصر على الموت".