أعود إلي اتهام الكاتب العربي المعروف "خيرالله خيرالله" للنظام المصري بأنه لم "يستوعب معني الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد من غزة في عام 2005. كما لم يستوعب، بالتالي، أن الانقلاب الذي نفّذته "حماس" في غزة منتصف العام 2007 كان موجها الي مصر ايضا وليس الي السلطة الوطنية الفلسطينية المغلوب علي امرها فقط. اكثر من ذلك، لم يكن في القاهرة من هو قادر علي تقدير الاخطار الناجمة عن تحوّل "حماس" الي ميليشيات مسلحة مستقلة كلّ منها عن الاخري، وان بعض هذه الميليشيات علي علاقة مباشرة بقوي اجنبية بينها ايران وأدواتها معادية لمصر ولأيّ دور مصري أو عربي في المنطقة". ماقاله "خيرالله" يتزامن مع تصريحات أدلي بها اللواء نبيل فؤاد لموقع "إيلاف" أكد فيها أن "العملية الإرهابية المتمثلة في الهجوم علي قوات الأمن المصرية في سيناء تؤشر علي أن هناك وجودًا قويا لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية في سيناء". وأضاف مساعد وزير الدفاع المصري السابق اللواء نبيل فؤاد موضحاً أن "إسرائيل تعمل دائماً علي إثارة القلاقل والفوضي في سيناء، من أجل تشتيت ذهن القيادات السياسية والعسكرية في مصر، وشغلها عن عمليات التنمية في مصر ككل، وسيناء خصوصاً، وبهدف إنهاك القوات المصرية باستمرار في معارك جانبية مع تلك الجماعات المسلحة"، وهو ما يحدث بالفعل في هذه الأيام رداً علي الهجوم الإجرامي الإرهابي، وانتقاماً وثأراً من الخونة الذين قاموا به، وراح ضحيته العشرات قتلي وجرحي من الجنود المصريين الشهداء. وكان من الطبيعي أن تهتم أجهزة الإعلام بتسليط الأضواء علي تلك الجماعات الإرهابية التي لكل جماعة منها أجندتها الخاصة، وإن توحدت جميعها في استخدام الغدر والعنف والقتل حرقاً، وذبحاً، ونسفاً. صحيفة "لوس انجيليس" الأمريكية نشرها لموفدها إلي سيناء تحقيقات وحوارات مع بعض سكانها مثل السيناوي"عرفات خضر سليمان" شيخ احدي العشائر المحلية الذي أكد أن "هناك نشاطاً متزايداً من جانب هذه المنظمات المتطرفة التي قد تكون مرتبطة بالقاعدة والله أعلم لكن عقليتهم واحدة. فهم يعتقدون ان كل الآخرين كفار إلا هم". (..) واضاف الشيخ سليمان خضر الذي تطل نافذة منزله علي الحدود الاسرائيلية قائلاً: "إن هذه الجماعات تريد كل واحدة منها إقامة دولتها الاسلامية (..) وأن سيناء أصبحت مسرحا متعدد الجنسيات والهويات. فالممثلون علي خشبته يلعبون أدوارهم طبقاً لنصوص إسرائيلية، وأمريكية، و عربية، وإيرانية.. وغيرها". (..) أما القناة الإخبارية الأمريكية سي. إن. إن فقد نقلت تصريحات مهمة عن " لواء مصري يعمل ضمن قطاع المخابرات في سيناء" طلب عدم نشر اسمه أشار فيها إلي أنه [من المحتمل أن تكون المجموعة المسلحة التي نفذت التفجير الإرهابي في رفح علي صلة بتنظيم "جيش الجلجلة"]. و يا بئس هذا »الجيش«! .. وللحديث بقية