ادان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما وصفه ب "الأفعال المشينة" التى صدرت عن قلة من الساكنين فى وادي الريان وخروجهم عن القانون المدني، رغم أن العدد الأكبر منهم يرغبون فى حياة هادئة ربما تؤهلهم مستقبلاً أن يكونوا رهبانًا بصورة قانونية صحيحة معترف بها كنسيًا. وأكد فى البيان الذى اصدره أنه حتى الأن لم يُعترف كنسيًا بهذا المكان كدير فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما أن ارتداء الساكنين فيه زيًا أسودًا لا يُعني أنهم رهبان لأن إقامة الراهب لها ضوابط وشروط و تقاليد وتحتاج إذنًا مسبقًا من الرئاسة الكنسية؛ كما هو متبع فى سائر الأديرة القبطية وهذا لم يحدث على الأطلاق بالنسبة لهؤلاء الساكنين في هذه المنطقة، وأى خطابات تحمل توقيع قداسة البابا – خاصة فى بداية حبريته - كانت بقصد التعامل مع الجهات الحكومية كالمحافظة والأثار تمهيدًا للاعتراف بهذا الكيان كنسيًا. وأضاف البيان: ولم تكن هذه المكاتبات اعترافًا أو تقنينًا لدير أو لرهبان لأن المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا هو الجهة الوحيدة المخول لها إصدار الاعتراف الكنسي بأى دير سواء للرهبان أو الراهبات فى جلسة رسمية معلن عنها وذلك بعد دراسة وتحقيق في صلاحية المكان والأشخاص والمدبرين لهم رهبانيًا. واستطرد المجمع فى بيانه: وننوه أن وجود بطاقات الرقم القومي مع بعضهم تحمل صفة "راهب" قد تم بغير تدقيق ولا يُعني كنسيًا الأعتراف بوضعهم كرهبان، وربما كان الأمر للتعامل أيضاً مع الجهات المدنية، وأضاف: أننا نناشد الجهات الإعلامية تحرى الدقة ومراعاة الضمير فيما يتم بثه من أخبار أو مقالات أو تعليقات؛ لأن الكنيسة المصرية كيان روحي راسخ له تقاليد قديمة وقوانين مرعية عبر مئات السنين فى كل الشئون الكنسية والمؤسسات الخدمية والتعليمية والرهبانية، ولم يُسمع في تاريخنا القديم أو الحديث مثل هذه المهاترات التي لا تليق بالرهبنة القبطية التي علَّمت العالم أصول الحياة الروحية والرهبنة الحقيقية. وناشد الجهات المسئولة الإسراع في تقنين تسجيل الزِّي الكهنوتي والرهباني حتى لا ينتحل أحد هذه الصفة الكنسية عن غير حق ويتسبب في تشويش سلام الكنيسة والمجتمع ويسبب لغطًا في المفاهيم عند الشعب والمواطنين، كما هو حادث الآن، ويسبب -بدون وجه حق - تشويه صورة مصر الآمنة أمام المجتمع الدولي. واختتم المجمع المقدس بيانه بتقديم الشكر لكل الجهود الصادقة التى قدمتها الجهات الحكومية والمدنية والكنسية، من أجل حل الأزمة بصورة ودية مؤكدا على أن الرهبنة المصرية التى قامت منذ القرن الرابع الميلادي على مبادىء الفقر الأختيارى والطاعة القلبية وحياة البتولية والانعزال الهادىء عن صخب العالم، وتحويل الحياة كلها إلى صلاة وتسبيح وتأمل فى الإلهيات، والاكتفاء بالقليل فى كل شيء، فان هذه الرهبنة الناصعة هي التى جعلت الأديرة مقصد الكثيرين من المصريين والأجانب لنوال البركة من هذه المنابع الروحانية بحثًا عن تنقية القلوب وصفاء النفوس فى حياة هؤلاء الأبرار والقديسين الذين عاشوا فى البرارى والصحارى المصرية.